اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني: صوت الجيل الجديد

اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني: صوت الجيل الجديد

شفان إبراهيم

يُعدُّ اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني من أبرز الأطر الشبابية الكوردية التي تشكّلت استجابةً لحاجة المجتمع الكوردي إلى منبر يُعبّر عن تطلُّعات جيله الجديد، ويُرسّخ قيم الديمقراطية، ويُعزز الانتماء الوطني والقومي في آن معاً. ومنذ انطلاقته، حمل الاتحاد رسالة واضحة مفادُها أن بناء الغد لا يمكن أن يتحقق إلا عبر تمكين الشباب فكرياً وتنظيمياً، وإفساح المجال أمامهم ليكونوا شركاء فاعلين في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية.
يستمدُّ الاتحادُ مشروعيته من نهج البارزاني الخالد الذي ربط بين الحرية والكرامة والعدالة مع الفكر القومي وحقوق الشعب الكوردي. واعتبر أن الشباب هم عماد أي حركة تحرر وطني. لذلك لم يقتصر دوره على النشاطات الطلابية التقليدية، بل تجاوزها إلى المساهمة في صياغة خطاب وطني يوازن بين الهوية الكوردية والهوية السورية الجامعة، رافضاً أيِّ إقصاء أو تهميش، ومؤكداً على أن الاعتراف المتبادل بالحقوق هو المدخل الحقيقي لبناء سوريا جديدة قائمة على التعددية والشراكة.
على المستوى الميداني، عمل الاتحاد على تنظيم مؤتمرات وندوات وورش عمل تسعى إلى تطوير الوعي السياسي لدى الشباب، وربطهم بتاريخهم ونضال شعبهم، مع تعزيز ثقافة الحوار والتسامح. كما ساهم في دعم المبادرات المدنية والتعليمية التي تهدف إلى صون اللغة الكوردية، وتشجيع البحث العلمي، والانخراط في قضايا المجتمع المحلي، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن التغيير يبدأ من القاعدة المجتمعية الصلبة.
رغم التحديّات الكبيرة التي فرضتها سنوات الحرب والانقسام السياسي، ظلّ الاتحادُ متمسّكاً بخط الاعتدال، وبفكرة أن مستقبل الكورد في سوريا مرهون بقدرتهم على توحيد طاقات الشباب، وتوجيهها نحو خدمة مشروع وطني ديمقراطي. وقد برز الاتحاد، في محطات مفصلية، كإطار جامع للشباب، خاصة حين كانت الانقسامات تهدد بتمزيق الصف الكوردي، فشكّل مساحة آمنة للحوار وتبادل الرؤى.
إن الدور المستقبلي للاتحاد مرهون بقدرته على تطوير أدواته بما يتلاءم مع التحوُّلات السريعة في المجتمع والسياسة. ومع استمرار التحديات، تبقى رسالته قائمة: الدفاع عن حقوق الطلبة والشباب، والمساهمة في ترسيخ مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية، وإعداد جيل واعٍ قادر على حمل الأمانة الكوردية والسورية معاً. فهو ليس مجرّد إطار تنظيمي، بل مدرسة في الانتماء، وجسر بين الماضي المليء بالتضحيات والمستقبل المفعم بالآمال.