12 عاماً على تأسيس اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني-ڕۆژئاڤا: مدرسة للنضال والوعي القومي

12 عاماً على تأسيس اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني-ڕۆژئاڤا: مدرسة للنضال والوعي القومي

سعد الخضر

قبل اثني عشر عاماً، وفي خضم الظروف السياسية العصيبة التي عاشها الكورد في ڕۆژئاڤا وسوريا، وُلد اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني – ڕۆژئاڤا على يد نخبة من الطلبة والشباب، وإلى جانبهم أساتذة ودكاترة ومحامون ومهندسون ونشطاء، ليكون إطاراً شبابياً منظماً يحمل على عاتقه تمثيل صوت الطلبة والشباب الكوردستاني، والدفاع عن حقوقهم، وغرس قيم الحرية والديمقراطية والوعي القومي في تلك المرحلة الحساسة من تاريخ سوريا.

جاء الاتحاد ليجسّد الحاجة الملحّة لدى الشباب الكوردي إلى منبرٍ يوجّه طاقاتهم، ويعكس تطلعاتهم الطموحة، فكان المساحة الأوسع للدفاع عن حقوقهم، وخاصة في مجال التعليم والثقافة بلغتهم الأم «الكوردية»، إلى جانب دوره في النضال السياسي والاجتماعي.
خلال مسيرته، حمل الاتحاد على عاتقه مسؤوليات كبيرة، فكان حاضراً في الأنشطة الثقافية، الحملات التوعوية، الندوات والمحاضرات، وإيصال صوت الطلبة في المؤتمرات وعلى المنابر. كما عمل على خدمة الطلبة في المدارس والجامعات، وإحياء المناسبات القومية، وأقام فعاليات متعدّدة جعلت منه مدرسة حقيقية لتخريج كوادر مثقفة وواعية في شتى المجالات.
لم يقتصر نشاط الاتحاد على ڕۆژئاڤا فقط، بل امتد ليشمل مكاتبه وفروعه في كل مكان يوجد فيه الشباب الكورد، من إقليم كوردستان إلى أوروبا، وصولاً إلى خطوة جريئة بافتتاح فرع له في قلب العاصمة السورية دمشق. ورغم التحديّات والصعوبات ومحاولات التضييق، واصل الاتحاد مسيرته بإرادة لا تلين، ليغدو رمزاً لصمود الشباب الكوردي وعزيمتهم.
اليوم، ونحن نُحيي الذكرى الثانية عشرة لتأسيس اتحاد الطلبة والشباب، نقف بإجلال وفخر أمام تضحيات كلِّ من ساهموا في هذه المسيرة، بعزيمة لا تعرف الانكسار. فالشباب سيظلون طاقة التغيير، وحملة راية الحرية والعطاء، وبناة المستقبل المشرق للأجيال القادمة.
إن اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني –ڕۆژئاڤا لم يكن مجرد منظمة، بل كان وما يزال بيتاً جامعاً للشباب، ومنبراً لصوتهم، ولم يكن الاتحاد مجرّد إطار قومي فحسب، بل مدرسة ديمقراطية حقيقية، تسعى إلى تربية جيل واعٍ بحقوقه القومية والإنسانية معاً، جيل يؤمن أن الكوردايتي والديمقراطية طريقان متلازمان لبناء مستقبل أكثر عدلاً وحرية.
الذكرى الثانية عشرة ليست محطة للوقوف فقط والاستذكار، بل هي انطلاقة جديدة نحو المزيد من العمل والنضال القومي، والتجديد، والأمل.