قيم العيش المشترك لا تقررها الميليشيات

قيم العيش المشترك لا تقررها الميليشيات


كوردستان

إن مبادئ السلم الأهلي والاجتماعي وقيم العيش المشترك التي تنادي بها الحركة الكوردية في سوريا، ومنها حزبنا الديمقراطي الكوردستاني -سوريا منذ بداية تأسيسها، وكذلك منذ صراعها مع النظام الدكتاتوري الدموي في سوريا الى جانب مطالبتها بالحقوق القومية للشعب الكردي، تستند دوماً على التاريخ المشترك، والقيم المشتركة التي تكوّنت وتعززت بين كافة مكوّنات المنطقة، وفي كافة المجالات، إلا أن السياسة الإقصائية التي اتّبعها النظام لضرب المكوّنات ببعضها البعض، وضرب أية علاقة صحيحة فيما بينها بهدف السيطرة على الجميع، وبسط سلطته الأمنية والعسكرية، وبعد عشر سنوات من الثورة السورية، وما آلت عليها، حيث استطاع النظام وأعوانه من المسلحين جرّ الثورة الى العسكرة والقتل عن طريق الميليشيات بضربها ببعضهم تارة والتوافق بينهم تارة أخرى، كما تم توزيع مناطق النفوذ بينهم بإدارة وتنسيق من أجهزة النظام الأمنية والعسكرية.
وما حدث في بداية رمضان الجاري في مدينة قامشلو، كانت الميليشيات التى تُسمّى بالدفاع الوطني والمدعومة من النظام السوري والتي قد أوكلت إليها السيطرة على مناطق تواجد المكوّن العربي والمشاركة في حي طي، والممرات التي توصل إلى مناطق سيطرة النظام، كما كانت قد أوكلت على قوات ما تُسمّى بسوتورو السيطرة على مناطق المكوّن الذي يعتنق الديانة المسيحية وهي في حي الوسطى في قامشلو، وكما كانت قد أوكلت السيطرة على المناطق الكوردية للمسلحين التابعين لحزب ب ي د ويتم التنسيق بينهم بإشراف الأجهزة الأمنية للنظام دون قبول أية قوة أو جهة أخرى سواهم، وحدثت صراعات بين هذه الميليشيات، وكانت تُحلّ بالتنسيق مع الأمن السوري، ويعتبرونهم إخوة السلاح، ويتقاسمون المناطق والنفوذ والتجارة وكافة الخدمات الأخرى.
عندما حدثت الاشتباكات الأخيرة بين كلٍّ من ما يسمّى الدفاع الوطني ومسلحي ب ي د وأحدثت قلقاً ضمن الأوساط الشعبية، وتدخّل النظام وروسيا كما كانت للتهدئة وحدث مزايدات بالوطنية من كلتا الميليشيات، وما حدث للكورد في 2004 من نهب للمحلات من قبل هؤلاء.
الطرفان تغافلا عن التعاون والتنسيق فيما بينهما لعشرات المرات، وزعما حفاظهما على السلم الأهلي والعيش المشترك التي هي بعيده كل البعد عن منطق تلك الميليشيات والمسلحين المُؤتَمَرين بأوامر والتي تسعى كل منها إلى زيادة نفوذها وفق منطق القوة واستغلال الظروف بعيدة عن رؤية سياسية ناضجة لمصلحة كافة المكونات في المنطقة والتي يجب أن تستند على ثقافة قبول الآخر وتعزيز قيم العيش المشترك التي هي لمصلحة جميع أبناء المنطقة وتعزيز أواصر الاخوة التاريخيه فيما بينها بعيداً عن منطق القوة أو الإكراه.