نعم.. كلنا أربيل

نعم.. كلنا أربيل

عمر كوجري

الهجوم على مطار أربيل الدولي، مساء الرابع عشر من الجاري، ليس جديداً، فخلال شهرين يتعرّض هذا المطار الذي يحمل صفة سيادية للهجوم، ولكن هذه المرة بسلاح جديد، وهو صواريخ" الدرون" المفخخة والمحملة بمادة TNT الشديدة الانفجار، مستهدفةً بذلك مركزاً لقوات التحالف الدولي في المطار.
سقط في هجوم فبراير الماضي قتيلان بينهم متعاقد مدني أجنبي يعمل مع التحالف.
الهجوم السابق تبنته ميليشيا غير معروفة " أولياء الدم" وهي التي أعلنت ولاءها لإيران والحكومة الايرانية.
الهجوم الأخير تلقى ردود فعل وتنديد دولي واسع من قبل الولايات المتحدة، وفرنسا ودول اقليمية وعربية
حكومة كوردستان وفي بيان باسم رئيس الحكومة السيد مسرور بارزاني أكدت لشعب إقليم كوردستان أن أعضاء الجماعة الإرهابية المسؤولة عن هذا الهجوم سيُحاسبون على أعمالهم".
إذاً: نية ضرب الاستقرار والأمن والتسامح وقيم المحبة التي تنشرها أربيل، نية مبيّتة، ولا يبدو أن العمل سيتوقف على إصدار بيانات تنديد واستنكار، وحتى تحشيد التأييد الدولي على الرغم من أهميته. الهدف هو ضرب كوردستان من خلال تعمّد الإساءة لاربيل، كوردستان في أجزائها الأربعة وكذا كورد الشتات.
أهداف هؤلاء المجرمين التابعين لطهران كثيرة، فكلّما لاح الأمن والأمان في ربوع كوردستان، يريدون إعادة سيناريو سفك الدم في بغداد والبصرة وغيرها، وأن لا مكان في العراق في مأمن من التخريب والتدمير، ومعلوم أن بغداد تشهد يومياً تفجيرات إرهابية.
كما أن الاتفاق الأخير بخصوص إقرار الموازنة العامة في عموم العراق الاتحادي، ونجاح الوفد الكوردستاني في إنجازه كان له دور أن ترفع الميليشيات من وتيرة عملياتها ضد إقليم كوردستان، وبالتالي إظهار عدم رضا إيران عن الاتفاق باعتباره يصب في مصلحة شعب كوردستان أيضاً.
على مستوى كوردستان، الأحزاب في جنوبي كوردستان ليست على وئام، وثمة من يستعد للانفصال عن كوردستان أو تشكيل إقليم جديد، فقط بغاية ضرب المكتسبات الكوردستانية، وترى البارتي وكأنه خصمهم اللدود مع أن البارتي ينظر للجميع بمسافة خدمة شعب كوردستان لا أكثر، ولكن هؤلاء ينفّذون أجندات بعض السلطات الطائفية في بغداد، ويأخذون أوامرهم من طهران، وذلك لتضييق الخناق على كوردستان وشعبها، ومن جميع النواحي.
الخطوة الأولى تمتين البيت الكوردستاني، وخاصة من واجهته السياسية، وتصفير المشاكل بين الأحزاب، هذا يعطي منعة وقوة لكوردستان، ويجعل القتلة يحسبون ألف حساب في اعتداء جديد.
وآتي إلى مؤتمر كوردستاني، تحضنه هولير، مهمته وضع استراتيجيات على مستوى كوردستان، والتأسيس لشأن عملي يخدم أربعة أجزاء كوردستان.
أخيراً لنردّد مع قنصل فرنسا أوليفييه ديكوتينيي في هولير حين عبّر عن تضامنه عبر حسابه في تويتر، باللغتين الكوردية والفرنسية، قائلاً: «كلنا أربيل... كلنا متضامنون».