دعم الهوايات وتطويرها

 دعم الهوايات وتطويرها

حسين علي غالب

لا يوجد إنسان إلا ولديه هواية يعشقها، وتأخذ حيزاً من وقته وتفكيره وكذلك له معها ذكريات حلوة وجميلة، وقد يكون أيضاً الإنسان متعدد الهوايات رغم أن متعددي الهوايات قلة في زماننا هذا
والهواية قد تخلق جيلاً عاشقتً لها بكل ما تعنيه الكلمة، فرموز أكثر في دول أمريكا اللاتينية أصبحوا لاعبين مشهورين لرياضة كرة القدم وبعدها أصبح الكبير والصغير يعشق هذه اللعبة، ويتابعها، ويمارسها ويريد أن يصبح مثلهم.
للأسف لا يوجد عندنا دعم للهوايات بأي شكل من الأشكال خصوصاً عند الصغار، فالطفل عند ذهابه للمدرسة، ولنقل كان عاشق لهواية الرسم السواد الأعظم من المعلمين، وحتى أهله سوف يرفضون أن يندمج بهوايته خوفًا من أن يضيع وقته على هوايته، ولا يهتم بدروسه المدرسية.
كذلك علينا أن نذكر أن أماكن ممارسة الهوايات عندنا معدومة أو متهالكة، وأذكر أنا تحديداً أن مكتبة مدرستي في الصغر كانت تحتوي فقط على مائتي كتاب فقط، وحالتها يُرثى لها، وثلاثة كراسي لا تنفع للجلوس وممارسة هواية القراءة، ولهذا كنت أضطر لشراء كتب من "البسطات" بسعر بخس وأخذها لبيتي حتى أمارس هواية القراءة بهدوء.
رغم سوداوية المشهد إلا أنني متفائل، فجهات كثيرة متنوعة باتت تتبنى دعم المواهب عبر حملات ومهرجانات تقوم بها، ورغم أنها متواضعة إلا أنها نجحت في إبراز أفراد موهوبين لهم أسمهم ومكانتهم في مجتمعاتهم.
الطفرة التكنولوجية قدّمت الكثير لإصحاب المواهب لكي يقدموا ما عندهم، فجميعنا يعشق، ويتابع على سبيل المثال مقاطع الطبخ السريعة التي يعدها هواة في الطبخ في مواقع التواصل الاجتماعي.
لكني أعود مرة أخرى إلى دور المدرسة، لأن جزءاً كبيراً من تكوين وذكريات كل واحد فينا جاءت من المدرسة، وهي تأتي في المرتبة الثانية بعد الأسرة طبعًا، والآن يأتيني سؤال مفاده أن أغلب مدارسنا تقدم حصصاً مدرسية للرسم والرياضة وكذلك الموسيقا، وهذا صحيح لكن أغلب المعلمين غير متخصصين في مجالات الرسم والرياضة والموسيقا، وكذلك بسبب ضعف عدد كبير من الطلاب في دراستهم المدرسية تلغى هذه الحصص وتستبدل بحصص لمادة اللغة العربية أو الرياضيات أو غيرها من المواد.