لماذا يتعمدّون جرح كرامة الكردي؟؟

لماذا يتعمدّون جرح كرامة الكردي؟؟

عمر كوجري

شهر آذار في تجدّد ربيعه وجماله ونضرته، يحمل بشرى الفرح والبهجة للناس، لكن له كلام آخر، وحكاية موجعة، والمجال لا يتّسع لذكر التراجيديا الكردية في هذا الشهر..
سأركز في هذه الفسحة على واقعتين مؤلمتين حدثتا قبل أيام، وكلتا الواقعتين كان لهما رسالة واضحة للكرد في غربي كوردستان هي أن هذا الـ آذار أيضاً لن يكون بأفضل من سابقيه!!
فقد أقدم مستوطن قادم من ريف إدلب باستغلال معرفته مع عائلة الصبي الكردي أحمد معمو كونه كان يعمل في فرن والده، حيث استدرجه خارج القرية، وطعنه عن سبق رصد وعمد بعشر طعنات، مستكملاً وحشيته برميه في عمق بئر عميق.
حين شاهدتُ فيديو والدة أحمد وكذلك والده، والبكاء والنشيج الذي كان يمنع الكلام من صدرهما، أحسست في لحظة أن الكردي لا أمان له على حياته، كونه كردياً، وإن ما قام به ذلك المجرم لم يكن قتل طفل بريء، بل قتل الكرد، وتعمُّد إيذاء أرواحهم التعبة أصلاً، وليس عن عبث قالت أمه الثكلى:ماذا فعلنا حتى يهدر دمنا بهذا الشكل الرخيص؟؟ هل لأننا كرد!! وبكت قائلة: محكمتكم تشبهكم، وأنتم قتلة، وبوجع أكدت أن الدور عليكم جميعاً.. هل ثمة أبلغ من هذا الكلام؟
البارحة، بالتحديد في يوم بهيج للكرد وهو ميلاد قائد الأمة الكوردستانية الخالد ملا مصطفى بارزاني، أكمل مسلحو ال ب ي د إجرامهم بعد أن فلتوا من كلّ خلق، ومن كلّ روحٍ كردية، وقاموا «بواجبهم اللاأخلاقي» الذي أملى عليهم حرق مكاتب الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، ومكاتب المجلس الكردي في أماكن عديدة ( كوباني-كركي لكي- ديرك- دربيسييه)، بدأت جرّافات وقلابات ال ب ي د تتّجه نحو قرية دريجيك المكان الذي يحتفل فيه شعبنا الكردي منذ عقود بعيد نوروز المجيد، فقد حملت سيارات الحزب المذكور الأتربة والأوساخ والرمال و«كبّتها» في مكان الاحتفال، وهدموا المنصّة المعدّة لأداء الفرق الفنية، ليس لشيء إلا تعمّد إهانة الكرد، وإلحاق أقصى الأذى الروحي بهم، والتشويش على برامج المحتفلين الذين حضّروا أنفسهم للذهاب إلى المنطقة إياها، ولكن هيهات!! هيهات!! فنار الحقد المدفون في قلوب هؤلاء لا تحبُّ الفرحَ للكردي.
طيلة إجرام عهد البعث في المنطقة، كانوا يضيّقون على الناس يوم العيد، يستدعون عرفاء الفرق الفنية، وقيادات الأحزاب الكردية، لكن لم نسمع يوماً أنهم ملؤوا أماكن الاحتفالات بالقمامة والأوساخ...!! هذا العقل «الوسخ» يتصدّره هؤلاء فقط..
وكان السيد عبدالرحيم علي رئيس محلية تربه سبي للمجلس الوطني الكردي على حق حين قال بشجاعة: إن الهدف من هذا التخريب إعاقة الاحتفال بعيد نوروز، وأن هذه الأفعال لا تمت للكوردايتي بصلة.
وبعد:
قد أجد للمستوطن الذي قتل أخي مسوّغاً ما، هو خصمي ويتمنّى الفناء لي، ولكن ماذا عن سائق الجرافة «الكردي» ضمن مزدوجتين؟؟