مؤتمر الديمقراطي الكوردستاني.. محطة هامة لأجل الكورد وكوردستان

مؤتمر الديمقراطي الكوردستاني.. محطة هامة لأجل الكورد وكوردستان

عزالدين ملا

عقد الحزب الديمقراطي الكوردستاني مؤتمره الرابع عشر للحزب، وأخذ حيزاً واسعاً من الاهتمام في الأوساط الكوردية أولاً، ومن ثم المحلية وإقليمياً ودولياً ثانياً.
هذا المؤتمر والذي انعقد في ظروف محلية وإقليمية ودولية استثنائية، حيث ازدياد السجالات السياسية العراقية حول تشكيل الحكومة الجديدة والضغوطات والتهديدات الإيرانية على إقليم كوردستان واستقراره وأمنه لتوجيه أنظار الشعب الإيراني والعالم عما يحدث في إيران ومن قمع وكم للأفواه بحق المحتجين الذي توسع على نطاق واسع في الداخل الإيراني والاحتجاجات حول السفارات الإيرانية في معظم دول العالم، وكذلك انعقد المؤتمر في ظروف دولية معقدة وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية.
1- كيف تحلل كل الظروف والسياسات التي حصلت وتحصل في المنطقة؟
2- ما رأيك بمكان وتوقيت عقد المؤتمر الحزب الديمقراطي الكوردستاني؟
3- حسب مجريات المؤتمر، كيف تراهن على مستقبل الكورد وإقليم كوردستان ودور الديمقراطي الكوردستاني في السياسات العراقية والإقليمية؟
4- ما الدروس التي يجب أن يستخلصه ويتعلمه كورد سوريا من مجريات مؤتمر الحزب الديمقراطي الكوردستاني؟

البارزاني وازدياد قوة وتماسك الحزب الديمقراطي الكوردستاني
تحدث عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، نافع عبدالله لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «الموقع الجيوسياسي والاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط دفع بالكثير من الدول الكبرى ومنذ فجر التاريخ إلى المنافسة والسيطرة وزيادة مجالها الحيوي على القسم الأكبر من المنطقة، وكوردستان تقع ضمن الشرق الأوسط وضمن المجال الحيوي لبعض من تلك الدول، وليس بخاف على أحد الظروف التي مرت بها المنطقة بعد ما يسمى بالربيع العربي وخاصة سوريا والعراق وتدخل الدول الإقليمية مثل إيران وتركيا والدولية مثل أمريكا وروسيا والمنظمات الإرهابية في هذه الدول، أما في العراق فتعثَّر الحل السياسي بعد الإنتخابات الأخيرة، ولولا حكمة الرئيس مسعود بارزاني لما استطاع البرلمان من تسمية رئيس الدولة ولا تم تشكيل الحكومة، وتأثَّر الوضع السياسي العام بالحرب الروسية الأوكرانية وقلَّ الاهتمام الغربي وخاصة أمريكا بالحل السوري والشأن العراقي، وما يجري في إيران من مظاهرات واحتجاجات ضد نظام الملالي على خلفية قتل الشهيدة جينا أميني».
يتابع عبدالله: «عقد الحزب الديموقراطي الكوردستاني مؤتمره التأسيسي الأول في بغداد وأظن مكان وزمان انعقاد المؤتمر مرتبط بالظروف التي تحيط بالمنطقة بشكل عام وبكوردستان بشكل خاص. وأعتقد جاء انعقاد المؤتمر الرابع عشر في محافظة دهوك بعد ان تم تأجيل المؤتمر بسبب الحرب على الإرهاب وخاصة تنظيم داعش وبسبب جائحة كورونا، وتم اختيار توقيت انعقاد المؤتمر بعد استكمال كافة الإجراءات السياسية على مستوى العراق ككل والانتهاء من الوثائق المطلوبة كالبرنامج السياسي والنظام الداخلي وتأمين شروط نجاح المؤتمر على الصعيد الداخلي للحزب».
يضيف عبدالله: «التاريخ يشهد على إنجازات الحزب الديموقراطي الكوردستاني، وما نشاهده اليوم من تطور وإعمار هو ثمرة نضال أكثر من قرن، الذي انتقل من جيل إلى جيل، وسوف يستمر الحزب في نضاله السياسي والدبلوماسي حتى تحقيق كافة الحقوق القومية للشعب الكوردستاني، وإجراء الاستفتاء على استقلال كوردستان كان خير مثال والعمل بكل قوة حتى يتحقق تطبيق المادة ١٤٠ من الدستور هذا على مستوى العراق، اما دولياً فإقليم كوردستان أصبح رقماً صعباً في المعادلات الإقليمية والدولية من كافة النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية, والسياسة الخارجية للحزب الديموقراطي الكوردستاني لعب دوراً مميزاً في تعريف العالم بالشعب الكوردي وعدالة قضيته، والفضل يعود إلى السياسة الحكيمة للرئيس مسعود بارزاني».
يؤكد عبدالله: «ان الرئيس بارزاني استطاع في هذا المؤتمر أن يزيد من قوة وتماسك الحزب الديموقراطي من خلال الحفاظ على أصحاب الخبرة والتجربة، واضافة إلى الطاقات الشابة من كِلا الجنسين، ويعرف الأعداء قبل الأصدقاء بأن نهج الكوردايتي يتألف من ثلاثة اسماء اسم كوردستان والبارزاني والبارتي، لذلك نحن كشعب كوردي في سوريا نؤمن بهذا النهج الذي رسمه الأب الخالد مصطفى البارزاني، واعتمد في نهجه وفي كافة الظروف التسامح والعدالة والمساواة والتجديد ودعم الأجزاء الأخرى من كوردستان، وكان الدعم الأكبر وقوف الرئيس مسعود البارزاني مع وحدة الصف الكوردي من خلال اعلان إتفاقية هولير ١ وهولير2 وإتفاقية دهوك. نحن على يقين ان الرئيس مسعود بارزاني والحزب الديموقراطي الكوردستاني سيستمر في دعمهم لكورد سوريا حتى تحقيق القرارات الدولية بشأن سوريا المستقبل، سوريا اتحادية ديمقراطية تعددية يؤمن بحقوق كافة المكونات والقوميات».

نجاح المؤتمر انتصاراً للشعب الكوردي في كل أجزاء كوردستان
تحدث عضو الامانة العامة للمجلس الوطني الكوردي، زهرة أحمد لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «الصراعات الدولية لم تحسم بعد. قانون الصراع هو الذي يحكم الكون، مهما كان شكل الوحدة الإنسانية فإنها محكومة بقانون الصراع، تلك قاعدة تاريخية. دولياً: الحرب الروسية الأوكرانية أرخت بظلالها على مفاصل العلاقات الدولية والقضايا التي كانت بحاجة للحل، وما نتج عنها من مفرزات أثرت ولا تزال تؤثر على جميع القضايا في الساحة الدولية. إقليمياً: التهديدات والضغوط الإيرانية على إقليم كوردستان وأمنه مستمرة، تحاول تصدير مشاكلها الداخلية في ظل احتجاجات الشعوب الإيرانية ضد سياسة القمع الإيرانية وخاصة بعد استشهاد زينا أميني.
داخلياً: الوضع في العراق ليس الأفضل، عدم الاستقلالية في القرار السياسي والتدخلات الإقليمية المشهد الأبرز في الساحة السياسية العراقية. الفوضى الخلّاقة واللاحل في معالجة الأمور العالقة وخاصة فيما يتعلق بتشكيل الحكومة العراقية لايزال سائداً. في ظل اللااستقرار السياسي، والاضطرابات الأمنية المتشعبة في العراق، برز إقليم كوردستان كواحة للأمن والأمان في صحراء لا تتوقف فيه رياح الاضطرابات عن تعتيم الحلول. لتكون كما كانت ملاذاً آمناً للعراقيين الهاربين من بطش الحكام في بغداد. كوردستان كانت ولا تزال قبلة للتعايش السلمي والعيش المشترك لكافة المكونات، تلك التي رأت في كوردستان أرض السلام والكرامة الانسانية. أمام هذه المفرزات والاضطرابات وحالة اللااستقرار وتأجج الصراعات الدولية والإقليمية، وضياع الحلول في متاهات لا متناهية، هنا وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية، برز مؤتمر الحزب الديمقراطي الكوردستاني كإشراقة الشمس وسط الظلام، كخطوة تاريخية مهمة وترجمة لإرادة شامخة لشعب شامخ».
تتابع أحمد: «في دهوك تم تجديد انتخاب الرئيس والمرجعية مسعود بارزاني رئيساً للبارتي، وهو الذي يرى في البيشمركايتي شرفاً عظيماً له. وهذا ما أكده الرئيس في كلمته في المؤتمر: " هذا لشرف كبير بأن أكون في خدمتكم، وأرغب أن أقول لكم من أعماق قلبي إنني مهما أكن فإن أكبر وأقدس لقب وواجب بالنسبة لي هو كوني بيشمركة وأنا بيشمركة". في مدينة دهوك الكوردستانية، وفي الثالث من شهر تشرين الثاني عقد الحزب الديمقراطي الكوردستاني مؤتمره الرابع عشر وانتهى بنجاح كبير، لتكون رسالة للعالم بأن البارتي شامخ وسيبقى شامخاً. جاء اختيار دهوك وللمرة الأولى لانعقاد مؤتمر البارتي، كخطوة تاريخية مهمة على كافة المستويات. كلمة الرئيس مسعود بارزاني في المؤتمر كانت إعلاناً عن انتصار البارتي وتأكيداً على متابعة المسير لأجل القضية الكوردية والحقوق القومية المشروعة منذ أكثر من ستة وسبعين عاماً. كل مجريات المؤتمر منذ بدايته حتى اختتامه كانت دليل على القيم العليا والمبادئ السامية التي يتصف بها البارتي. ذكر الرئيس بارزاني بوصية الملا مصطفى البارزاني الخالد له ولأخيه الراحل إدريس بارزاني بأن يكون روحاً واحدة في جسدين، مبيناً أنه يعيد هذه الوصية لنائبيه نيجيرفان بارزاني ومسرور بارزاني".
استطاع البارتي بفضل قياداته الحكيمة أن يوازن بين المعادلات السياسية وينجح في تحقيق الأهداف السامية للشعب الكُردي، وفي توجيه الأحداث وفق سياسة عقلانية حكيمة واستراتيجيات تمكنت من أن تستمر وبقوة، وتحافظ على المكتسبات التي تطهرت بدماء الشهداء وبطولات البيشمركة.
التراث النضالي للبارتي" الثوري والسياسي" والسياسة الحكيمة للرئيس مسعود بارزاني وإيمانه الراسخ بالمصالح العليا لشعبه، ودفاعه عن مكتسبات شعبه من أجل حقوقه القومية، كانت كفيلة ليكون البارتي ممثلاً شرعياً للشعب الكوردي ومحققاً لحلمه الأزلي».
تتضيف أحمد: «البارتي الديمقراطي الكوردستاني عنوان مشرق للشموخ. البارتي، حزب الاستفتاء، سيقود كوردستان إلى آفاق مستقبلية مشرقة من الحرية والأمن والاستقرار.
انعقاد المؤتمر في ظل الظروف الأمنية غير المستقرة في المحيط الداخلي والإقليمي للإقليم بحد ذاته انتصار كبير.
نجاح المؤتمر الرابع عشر للبارتي الديمقراطي الكوردستاني تخطى حدود الاتفاقيات التي قسمت كوردستان، فكان انتصاراً للشعب الكوردي في كل أجزاء كوردستان. انتصاراً للمشروع القومي الكوردستاني.
من خلال شعار البارتي " التجديد - العدالة - التعايش " ، كانت خطة العمل ثم النجاح والتجديد الدائم. وضع الحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ تأسيسه حقوق الشعب الكوردي في قمة أولوياته، ناضل من أجل تحقيقها، لم يتنازل عنها، لم يخضع للمراهنات السياسية التي عصفت وتعصف بالمنطقة.
يكررها دائماً : " لا مساومة على حقوق شعبنا" الرئيس مسعود بارزاني كان قد أعرب عن أمله في أن تخدم نتائج وتوصيات المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني "المصالح العليا لشعبنا".
قاد الرئيس مسعود بارزاني البارتي من انتصار إلى انتصار، وفي ٢٥ أيلول 2017 كان الاستفتاء ليكون أهم وثيقة تاريخية سياسية قانونية لحق الشعب الكوردي في تقرير مصيره. فكان حزب الاستفتاء بقيادة الرئيس مسعود بارزاني.
كما عمل البارتي على ترسيخ مبدأ التّسامح الإنساني وتعزيز أسس التعايش السلمي، والدعوات المستمرة للحوار الثقافي بين الطوائف والقوميات والأديان المختلفة، كل ذلك جعل من إقليم كوردستان واحة الأمن والأمان والاستقرار.
قال الرئيس مسعود بارزاني : "حان وقت التعاون والعمل بإرادة فولاذية لخدمة الحزب والشعب والوطن".
داخلياً: كان للبارتي دائماً الفضل في إعادة الترتيب للبيت الكوردي والحفاظ على الاتفاقيات الاستراتيجية كلما هبت عليها العواصف المفتعلة للتشتت.
كما أكدت الوقائع بأن مفتاح الحل في العراق بيد الرئيس مسعود بارزاني، تلتجئ إليه الأطراف السياسية العراقية كلما انسدت طرق الحل وتاهت سُبل الانفراجات.
"العمل الصعب يبدأ الآن ولا بد من مراجعة وتنظيم العمل الحزبي ومتابعة الاتفاق المبرم مع الأطراف العراقية الأخرى بشكل جدي، لنكون بمستوى ثقة شعبنا".
اقليمياً: الدبلوماسية الناجحة للحزب الديمقراطي الكوردستاني قادت الإقليم إلى مستويات راقية ومتقدّمة من العلاقات الدبلوماسية إقليمياً ودولياً، محافظاً على التوازن بين العلاقات، مسخّراً كل طاقاته وعلاقاته لتحقيق المصالح العليا للشعب الكوردي، محافظاً على استقلالية القرار السياسي الكوردي في ظل التجاذبات الكثيرة.
دولياً: نجح إقليم كوردستان بقيادة حزب الأغلبية، الحزب الديمقراطي الكوردستاني في جعل القضية الكُردية تنال مكانة دولية ورقم صعب في المعادلات السياسية، بحيث لا يمكن حل السلام في الشرق الأوسط دون احترام حق تقرير المصير للشعب الكوردي. إذ إنه بواقعيته، بتضحياته، بإرثه النضالي، باستراتيجيته، سيفرض إقليم كوردستان نفسها في خارطة الشرق الأوسطية، مع إرادة الشموخ للرئيس مسعود بارزاني في قيادته للبارتي.
تؤكد أحمد: «ان نجاح البارتي نجاح المشروع القومي الكوردستاني، نجاح الشعب الكوردي.
البارتي الحليف الاستراتيجي للشعب الكوردي في غربي كوردستان، الذي لم يتوان عن تقديم الدعم والمساندة للشعب الكوردي بكافة أشكاله، حرص على ترتيب البيت الكوردي، ثلاث إتفاقيات تحت رعاية الرئيس مسعود بارزاني لتوحيد الصف الكوردي، ولايزال يقدم الدعم بكل أشكاله.
حمل المؤتمر الرابع عشر للبارتي الديمقراطي الكوردستاني رسائل متعددة ومثالاً يحتذى به في أجزاء كوردستان الأخرى، كنموذج راقٍ من الديمقراطية والكوردايتي والارادة الشامخة، وعناوين مشرقة في خدمة الشعب الكوردي وحقوقه القومية المشروعة.
الوفاء للمناضلين: كانت أولى تلك الدروس القيمة: قمة الوفاء والتقدير للمناضلين الذين رسخوا حياتهم لخدمة الشعب الكوردي، وتقديراً لجهودهم تم تثبيتهم في اللجنة المركزية للبارتي بعد نيلهم ثقة الرئيس مسعود بارزاني وثقة جميع أعضاء المؤتمر.
من جهة أخرى الوفاء للمناضلين القدامى الذين سطروا بنضالهم سجلات مشرقة وتضحيات كثيرة لخدمة الشعب والقضية، حيث تم استحداث جهاز جديد في الحزب تحت مسمى "مجلس المناضلين" ويتألف من "المسنين من القياديين والمناضلين البارزين في الحزب الذين قد يكون العمر يمنعهم من العمل كما يجب في الأجهزة الأخرى".
حيث أكد الرئيس مسعود بارزاني إن "نجاح المؤتمر يمثل نجاحاً لجميع المرشحين، فكل شخص قادر على خدمة الحزب في موقعه".
الإرادة الشامخة: الارادة التي تسلحت بعدالة القضية ومشروعية الحقوق وتطبعت بشموخ الجبال والحنكة السياسية، الارادة الشامخة القادرة على الصمود أمام أعاصير المؤامرات وكل التحديات».
تشير أحمد: «إلى أن الإرادة التي بنيت على النهج المقدس، نهج البارزاني الخالد. مشاركة كافة الفئات والمكونات في قيادة الحزب: وتدخل الرئيس مسعود بارزاني لإصلاح الخلل بعدم وجود أي قيادي إيزيدي في اللجنة المركزية للحزب وسعيه لإصلاح ذلك الخلل وتحقيق العدل والمساواة كما أوضح الرئيس في كلمته عن "عدم وجود أي عضو من الأخوات والأخوة الإزيديين في اللجنة المركزية يمثل خللاً وأدعوكم لمنحي صلاحية إصلاح هذا الخلل".
المرأة: المشاركة الواسعة للمرأة في مؤتمر الحزب، كما مشاركتها في اللجنة المركزية للحزب وكافة الهيئات التنظيمية الأخرى، دليل على رقي والتطور الفكري والديمقراطي، وخير دليل على الاهتمام بالمرأة الكوردية وإفساح المجال أمامه لتكون شريكة في القرار السياسي الكوردي.
الاهتمام بالمرأة دليل على مكانتها في المجتمع الكوردي تاريخياً وتحقيق نوع من المساواة بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات وتقديراً لجهودها في خدمة المجتمع الكوردي.
هذه الدروس وغيرها الكثير من الدروس والعبر التي يجب الأخذ بها وتطبيقها لتحقيق النجاح والتقدم وخاصة المجلس الوطني الكوردي مقبل على عقد مؤتمره الرابع في الأيام القليلة القادمة، لتكون خارطة طريق للنجاح.
من ناحية أخرى ومهمة: أعطى الرئيس مسعود بارزاني دروساً في القيادة الحقيقية والسياسة الحكيمة، تصلح أن تكون منهاجاً ودروساً للفداء والإخلاص، وتدرس في أكبر الجامعات العالمية، نظريته النضالية كانت اللبنة الأولى في طريق الحلم الواقعي للشعب الكوردي.
استطاع بقيادته التي صقلتها عقود الكفاح أن يقود شعبه من انتصار إلى آخر، يحمي مكاسب تحققت بالثورات وحقوق اكتسبها بالنضال السياسي، فكان ليكون زعيماً ومرجعية لكوردستان.
الحزب الديمقراطي الكوردستاني، في تفاصيل هياكله الإدارية وسياساته الحكيمة وتضحياته الكبيرة في سبيل تحقيق الأهداف السامية للشعب الكوردي بقيادة الرئيس مسعود بارزاني، نموذج لدولة مصغرة. إنه البارتي، معجم النضال، خارطة الطريق وكل الشموخ. البارتي بقيادة البيشمركة وزعيم الأمة مسعود بارزاني هو الطريق القومي لمستقبل كوردستان. انتصر البارتي الديمقراطي الكوردستاني بقيادة الرئيس مسعود بارزاني، فانتصرت كوردستان».

اختط الحزب الديمقراطي خطاً نضالياً قومياً وفق مبدأ ثابت لا يتغير على نهج البارزاني الخالد
تحدث رئيس التيار السوري الاصلاحي، شكري شيخاني لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «كان لتداعيات أزمة كورونا وتأثيرها على مستقبل النظام الاقليمي والدولي، وخاصة المستقبل المحلي وما تلا ذلك من اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيراتها الكبيرة على العالم أمنيا واقتصاديا، إضافة إلى ما تمر به منطقة الشرق الأوسط منذ نهاية ديسمبر 2010 من تراجع في معدلات الاستقرار السياسي في هذه النظم، بالإضافة إلى تزايد الاختراقات الخارجية للأمن الاقليمي، وتفاقم الأزمات الداخلية في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن، وتحولت آليات اختراق الأمن الإقليمي من استخدام القوة العسكرية في الصراع بين الدول إلي اختراق قائم على تفككاً للطبيعة الأيكولوجية لكل نظام. كل هذا أرخى بظلاله على المنطقة وخاصة منطقتنا، بل وعلى القضية الكوردية، والتي كنا نتمنى ان تحظى باهتمام دولي أكثر من ذلك لولا جملة المشاكل والأزمات التي مرت بالجميع».
يتابع شيخاني: «ان لموقع انعقاد المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني في دهوك له دلالة على التاريخ العريق لهذه المدينة، أما عن توقيت انعقاد المؤتمر فهو بات حاجة ضرورية وملحة في خضم الاحداث المتلاحقة محليا وإقليميا ودوليا، وبما ينعكس ذلك على القضية الكوردية من تفاعلات ونتائج كل المجريات».
يضيف شيخاني: «نستطيع القول انه من كركوك 26 كانون الثاني 1953 إلى دهوك 3 تشرين الثاني 2022 هناك مساحة زمنية كبيرة وهي زاخرة بالعديد من القضايا والامور. ومما لاشك فيه بأن المتابع لواقع ومجريات الحركة السياسة الكوردية وللتاريخ الكوردي المعاصر. ستتولد لديه عدة أمور منها أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ مرحلة التأسيس وعبر محطاته النضالية إلى الوقت الحاضر، وبالرغم من الأحداث والصعوبات والظروف التي عاصرته، مازال ينتهج خطه النضالي القومي. ومن أهم الدروس في النضال القومي للحزب الديمقراطي الكوردستاني هي مساعدة جمهورية مهاباد بقيادة البارزاني الخالد، وكذلك الدفاع عن شنكال وتحريرها من داعش، وكذلك إنقاذ كوردستان من المؤامرة الدولية والإقليمية في تسطير ملحمة بردي وسحيلا، وكذلك كان للحزب الديمقراطي الكوردستاني الدور السباق في توحيد الكورد. وهذه الصفحات الناصعة من سجلات الحركة السياسية الكوردية انما هي دليل عمل ومنهاج للمستقبل نتعلم من الاخطاء ونستفيد من جملة الايجابيات التي من الممكن ان نسميها نتائج طيبة لصالح القضية الكوردية بشكل عام. ويحق بل ومن حق كل مواطنة كوردية ومواطن كوردي ان يقول وهو مرفوع الرأس بكل فخر, بأن القليل من الكثير في مسيرة النضال القومي الكوردي الذي يقوده الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة الرئيس مسعود بارزاني، والذي يحاول الاعداء وضع العراقيل والمؤامرات من اجل ثنيه عن هذا الخط والمبدأ القومي. أجل بكل شموخ يحق للكورد في أجزاء كوردستان كافة أن يفخروا ويعقدوا الآمال على الحزب الديمقراطي الكوردستاني قلعة الصمود القومي. ويشار إلى ان الاستعدادات لعقد المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني قد بدأت في 27 آب الماضي بانتخاب أعضاء المؤتمر من مختلف تنظيمات وأجهزة الحزب، حيث استمرت الانتخابات نحو شهر ونصف الشهر، في 163 دائرة انتخابية لانتخاب الممثلين الذين سيشاركون في المؤتمر، وتم تقسيم أعضاء المؤتمر على خمس محافظات مع تخصيص 25% من مقاعد المؤتمر للعنصر النسوي. وتجدر الاشارة وهي هامة وملحة بل ضرورية، إلى انه إن لم تكن هناك بوادر ونوايا طيبة لدى الجميع ونكون يداً واحدة فلن يكون للقضية الكوردية مقام أو وزن لا إقليمياً ولا دولياً ولن تسمع لنا كلمة».
يؤكد شيخاني: «ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني اختط خطاً نضالياً قومياً وفق مبدأ ثابت لا يتغير ولو تغيرت الظروف، وعبر كل محطة أو لنقل مؤتمر عام للحزب يتم فيه مناقشة كل الأمور وتلافي السلبيات قدر الإمكان، ويعتبر من أهم المبادئ التي تم تأسيس هذا الحزب العريق عليه بقيادة البارزاني الخالد. ذلك الخط القومي الذي حاول الاعداء بكافة الوسائل وضع العراقيل لإجبار الحزب الديمقراطي الكوردستاني على التخلي عنه، ولكن مع تلك العراقيل والضغوط ازداد الحزب تماسكاً بذلك النهج، والمبدأ النضالي القومي عبر قيادته في جعل القضايا القومية الكوردية في أجزاء كوردستان كافة قضيته الأولى مؤمناً بحقيقة واقعية يستمد منها الشعب الكوردي بأجزاء كوردستان الأربعة قوته في الصمود والنضال، ألا وهي حقيقة ساطعة سطوع الشمس، مستمدة من قول البارزاني الخالد بأن كوردستان وطن موحد قام الاعداء بتقسيمه عبر المؤامرات والخطط، وهذه الحدود هي مصطنعة ولابد من استمرارية النضال لتحرير وإعادة توحيد كوردستان.

الديمقراطي هو اللبنة الأساسية الحاملة للمشروع القومي الكوردي
تحدثت الناشطة السياسية، غزالة خليل وضحي لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «
من دون شك تعيش المنطقة عموما حالة عدم الاستقرار، حيث العراق بقيَّت لعدة اشهر في حالة صراع سياسي معقد وأخيرا تمخض عنه انتخاب السيد عبداللطيف رشيد رئيساً للجمهورية وولادة حكومة السيد محمد شياع السوداني حيث اصبح رسميا رئيس لوزراء العراق، وفي إيران بات نظام الملالي أكثر غطرسة وشراسة بحق مواطنيه وخاصة النساء فأقدمت ما يسمى بشرطة الأخلاق (الآداب) باعتقال الشابة الكوردية جينا أميني ذات الـ22 ربيعا بتاريخ 14 / 9 / 2022 فتعرضت للتعذيب من قبل زبانية هذا النظام وفقدت حياتها بعد يومين من اعتقالها، وهذا ما أدى إلى تكوين ردة فعل قوية من قبل الشعب الكوردي خاصة والإيراني عامة والعالم.
وما زال الشعب الكوردي في كوردستان إيران وكل الشعوب الإيرانية مستمرة في انتفاضتها واسقطوا حاجز الخوف، أما تركيا فما زالت تقصف عشرات القرى والبلدات في إقليم كوردستان ومنذ اكثر من سنة بحجة ملاحقة عناصر الـpkk في تلك المناطق، مما يؤدي إلى إفراغ تلك المناطق من سكانها العزل وإبعادهم عن قراهم وممتلكاتهم وإلحاق خسائر بشرية واقتصادية بهم. وتجدر الإشارة إلى ان الصراع الدائر بين تركيا وحزب العمال هو صراع داخلي يمتد لعشرات السنوات، وبالنظر لواقع المنطقة وسخونة الصراعات السياسية والعسكرية استطيع القول ان انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي الكوردستاني في هذه المرحلة وبما يمر به الإقليم والعراق تعتبر خطوة في غاية الجرأة والشجاعة، وذلك لمراجعة وتقيم كل السياسات التي تهم إقليم كوردستان ومصلحة شعبه في هذا الوقت بالذات».
تضيف وضحي: «كان آخر مؤتمر للحزب الديمقراطي عام 2010، ولكنه تأجل بسبب حرب داعش وجائحة كورونا، لذا كان لزاما انعقاده في هذا الوقت كاستحقاق حزبي من جهة ولمراجعة وتقييم الوضع السياسي الراهن، وإيجاد الحلول المناسبة لها من جهة أخرى. وأما عن اختيار مدينة دهوك لعقد المؤتمر فباعتقادي يأتي في سياق التشجيع ورفع المعنويات لرفاق الحزب ومؤازريه في كل مدن كوردستان،
تردف وضحي: «ان المؤتمر بدأ بتغريدة من سيادة الرئيس مسعود البارزاني (آمل أن تخدم نتائج وتوصيات المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني المصالح العليا لشعبنا) وبإمعان النظر إلى هذه الجملة التاريخية نستطيع القول بأن سيادة الرئيس جسّد أعمال المؤتمر بكل مسؤولية تاريخية لخدمة المصالح العليا للشعب الكوردي، لأنه باختصار هذا الحزب هو اللبنة الأساسية الحاملة للمشروع القومي الكوردي ليس في فقط إقليم كوردستان وإنما حتى في أجزاء كوردستان الأخرى. برأيي كان المؤتمر ناجحا بامتياز، وتم بعض التغييرات في اسماء مجالس القيادات الحزبية في المحافظات إلى اللجنة المنظمة، وقد يعتبر هذا التغيير عاملا حاسما نحو تعزيز العمل المؤسساتي في الحزب، كما إننا نعلم ومنذ بداية تأسيس هذا الحزب على يد الخالد الملا مصطفى البارزاني لم يتأخر يوما عن النضال من أجل تحقيق وتثبيت حقوق الشعب الكوردي في كوردستان العراق، وها هو الإقليم اليوم وبفضل الحزب الديمقراطي الكوردستاني أحد المناطق المزدهرة في العراق، وما انتخاب رئيس العراق والحكومة العراقية الأخيرة إلا بجهود الحزب الديمقراطي الكوردستاني. أنا على يقين إن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة انجازات كتطبيق المادة الـ140 من الدستور العراقي، وإنهاء حكم المليشيات في شنكال، وتأمين عودة آمنة للأخوة الإيزيدين.
تشير وضحي: «ان الشعب الكوردي في كوردستان سوريا يمر بمرحلة يعتبر هي الأسوأ في تاريخه، ما يجري اليوم من ممارسات وانتهاكات بحقه يهدد وجوده القومي في مناطقه وبدأ جرس الإنذار يدق كما يقال. فمنذ بداية الأزمة السورية حاول الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبإشراف ورعاية مباشرة من الرئيس مسعود البارزاني تقليص الفجوة بين المجلس الوطني الكُردي في سوريا و حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، وذلك من خلال اتفاقيات، هولير1 وهولير2 ودهوك، إلا ان الأخير لم يستجب لكل تلك الدعوات، واستمر بتفرده في اتخاذ القرارات المصيرية بحق شعبنا، ونتيجة لتلك السياسة الأحادية وارتباطه بحزب العمال الكوردستاني تعرضت بعض مناطقنا للاحتلال من قبل تركيا ومرتزقتها ما يسمى بالجيش الوطني السوري.

أخيراً:
إذاً كان نجاح المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني انتصاراً للشعب الكوردي في أجزائه الأربعة، الذي يستمد إرادته الفولاذية من وفائه واخلاصه لخدمة الشعب الكوردي واستمراه على درب النضال حتى إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الكوردي. وعلى الحركة الكوردية في غرب كوردستان أن تستمد العزيمة والمثابرة من نهج البارزاني الخالد للنهوض بحركتها السياسية إلى طريق النضال السوي في خدمة القضية الكوردية المشروعة.