عامودا

عامودا

عبير دريعي

عامودا ثملتْ بالبياضِ
ارتعشتْ طويلاً ....
اهتزت حروفي كأوتار كمان
انهمرت كلماتي ..
كهطول مَطري
بللت ضِفافي
جرت المياه في ودياني ..
و ها أنا أغيب ...
في مساءات عامودا الوديعة
* * *
في عامودا الغُرباء فقط
تصيبهم لوثة الجنون
وأنا الغريبة أتمتم ....
بين التلاشي والوجود ..
غفوت…
أصابعي مازالت
تُتقن عطر جَسدِك
غَرقْتُ بالنومِ كطفلٍ
تدلت شفاهه عن ثدي أمه
و الآذان يرتفع عاليا
في فجرك النقي ..
* * *
عامودا ...
ما أجمل ضوءك
وهو يلمني كمعطف
أتدثر به فيدفئني ..
ماأجمل حقولك وبساتينك ..
التي لاتنام على الحدود ..
وهي تمنحني كل ثمارها
لطعمها نكهة مطابخ الأمهات
* * *
عامودا...
أنت مقامات الصَبا و الحُجاز ..
ومملكة الأقاليم السبعة
و قواعد العشق الناصعة
* * *
عامودا ...
الإله صنع كل هذا العالم من أجلك ..
أنت من طينه و صَلصال الوجود
عامودا دهشة مدن الشمال
حارسة الحدود و البساتين
وليس لنا سواكِ
فأنت كل شيء
أنت كل الأشياء ..
فإن تُهنا في دروب الحياة يوماً ..
ستدُلنا عُصفورة هناك
ستقول لنا :
هناك سيدة في تلك البلاد
ستطُعمك الخبز
و تطُعمك قلبها
وقلبي أيضا....
* * *
عامودا.....
أنت ألوان الحياة
أنت أغاني حاصدات السنابل
أنت لُهاث العشاق
وهم يرتكبون القُبلة الأولى
أنت اليمامات
مرثيات البُعاد
و أناشيد الحنين ..
أنتِ عامودا ..
و نحن ....
كل الحكمة
و الحماقة و الجنون ..

* * * * * * * * **
(*):عامودا : من المدن الكوردية بالجزيرة السورية، تقع على الخط الحدودي السوري-التركي تشتهر بكثرة شعرائها ،و مجانينها