الزغاريد الممزوجة بلون الدم

الزغاريد الممزوجة بلون الدم

هيثم اسماعيل مراد

في ثنايا العمر القصير كتبت عناوين لكل مرحلة من مراحل العمر بأقلام مختلفة وينابيع متفرقة، لتصب من بعدها في مكان واحد وبوقت محدد دون اختلاف.
كانت تضرب على مسامعي في كل فترة وأخرى صوت الزغاريد والتي خلفت حالة من الرعب في مجتمعي، حيث سابقاً كانت الزغاريد عنواناً للفرح ودليل السرور إلا أنها في الفترة الأخيرة تحولت إلى روايات وقصص تختصر بكلمة الوداع الأبدي ...؟
عمشة المرأة القروية الصلبة والتي فنت حياتها في تربية ابنها اليتيم تزغرد تارة، وتغني، وتلطم على صدرها تارة أخرى، لم تتفاجأ عمشة عندما رأت جثة ابنها أمامها، فقلب الام وشعورها الدائم بأنها ستفقد عزيزها أملكتها التحدي والصمود لترمي بنفسها على جثته الهامدة المغسولة بالدماء، وتتوعد بالانتقام؟
لا حياة بعد الموت ولا سعادة من جديد .
مصادر الفرح والصبر انتهت الآن، فالجميع عائدون إلى منازلهم برفقة أهاليهم. ساعات قليلة، وينزل الستار على هذا اليوم الأسود، وينسى كل ما حدث إلا عمشة التي عادت لوحدها بعدما رحل من منزلها الونيس الوحيد لها.
إنها الآن لا تملك إلا البكاء أما الوعد بالانتقام كلمات يجب أن تروى للأحفاد ،نعم ليس امامك سوى الدعاء،
ليتها تسمع النداء وتخضع للنصيحة لهمست في أذنها أن تبقى على الوفاء ولا تنسى الأعداء، إنه قانون الغرباء الذي فُرِض على الفقراء...