سيرة شخصيَّة

سيرة شخصيَّة

ابراهيم عباس

في المرآة
وقف أمامي شخصٌ
سرد لي قصّةَ حياتِه قائلاً :
( دخلْتُ الحياةَ متأخِّراً )
كمن يصل إلى حفلةٍ والمدعوون إليها يهمّون بالانصرافِ منها
أنا ابنُ السّاعة الثّالثة والعشرين من اليوم
فلم أدخلِ الحياةَ حين كانت (الطّير في وكناتِها)
أنا ابنُ الأوقات الضّائعة
فقد دخلتُ جنَّةَ الحبِّ متأخِّراً
ثمَّ خرجتُ منها كما دخلتُها
و متأخِّراً تخطّيتُ حاجز الجامعة بعد عناءٍ
متأخِّراً أكملْتُ نصفَ دِيني
بعد أنْ ملَّ أصدقائي من زوجاتهم
بعد أنْ شاخت أسرَّةُ نومِهم، و هم يهدرون أجسادَهم فوقها
أنا ابنُ السّاعة الثّالثة و العشرين من اليوم
و حالي كحالِ قوم النّبي محمد
الذين عارضوه و الإسلامُ بكرُ
ثمَّ لحقُوا بمركبِه متأخِّرين