رسائل البريد الإلكتروني المتناثرة

رسائل البريد الإلكتروني المتناثرة

حسين غالب

في السابق بالتحديد في سنوات التسعينات من هذا القرن المليء بالأحداث عندما كنت أكتب كنت أعطي ما أكتبه إلى صديق موثوق، وأسلمه إياه باليد لكي يقوم هو بعدها بإرسال ما أكتبه "بطريقته الخاصة " إلى الصحف والمجلات التي تصدر في المهجر وكانت في حينها عددها قليل للغاية ليس مثل الآن، وبعضها كان يطبع ويوزع ضمن نطاق ضيق ومحدود للغاية.
نعيش الآن طفرة إعلامية وتكنولوجية لا توصف، ولا يمكن تخيلها منذ دخول شبكة الانترنيت كل رقعة على وجه الأرض وتغير الحال وتبدل بأكمله، فاليوم أنا أقوم بإرسال مئات الرسائل كل يوم عبر بريدي الإلكتروني.
أقولها بصدق أنني لا أعرف كم عدد رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلتها منذ أن ارتبطت بهذه الشبكة وأصبحت جزءاً من كياني؟
قد لا أبالغ بأنني يوميا أرسل أكثر من مائة وخمسين رسالة الإلكترونية إلى أقارب وأصدقاء ومواقع على شبكة الانترنيت وصحف ومجلات، وأصبحت عادة يومية معتاد أن أقوم بها .
الآن وأنا جالس وأكتب موضوعي القصير هذا استلمت تسعة رسائل وأقوم بالرد عليها خلال دقائق معدودات، أن رسائل البريد الالكتروني أصبحت متناثرة عبر بريدي الالكتروني وأنا أقل من غيري بكثير.
أحد الأصدقاء أعانه الله الذين يديرون موقعاً أدبياً مشهوراً عبر شبكة الانترنيت يقول لي بأنه يستلم كل يوم ما يقارب الثمانمائة رسالة عبر بريده الالكتروني على أقل تقدير، ولا يملك الوقت الكافي لكي يتابعها جميعها فيقوم بقراءة ثلاثين رسالة فقط لا غير على وجه السرعة ويتفاعل معها تاركا الرسائل الأخرى تنتظر.