الخذلان

هيفين القصاري

سكبت على حرجي ملحاً
وجلست ألطم الأيام
لا جسر يربطني بك ولا أغنية
كل سبل عجاف
وكل التراتيل المهلهلة مخنوقة في الحنجرة
لا يغريني الجلوس في الشرفات
ويغمرني كتاب مليء بالآلام

أسكبُ من فنجان قهوتي وجوهاً غادرتني
ووجوهاً تغادر على مرّ الأيام
أبحثُ عن زيف جائع للأيام
أنفخُ في روحي
كما ينفخ الله في الأرواح والأجسام
أهلهلُ للطفولة المنسيّة في أعين الأطفال
أربت على كتفي التي لن ولم تلتف للآمال والأماني
أجالسُ أناساً ضاحكين رغم مرارة الأيام
أفتعل حديثاً منسياً
أبعثر السُّكون في الزَّوايا وأرجعُ التقطها بسبر
أفرد وشاح أمي للذكريات
وأظلني أفكّر بصفاء عينيها ولون بشرتها
وشعرها الأسود الكحلي
أجعل من ليلي مرتعاً
يراودني صوت منبعث من على
هذه الجغرافيا الواسعة
الخالية من كل شيء
وأتسكع كما يتسكع المتشرد
وأتطفّلُ على حياة لا حياة لي فيها
وأعود أدراجي كما يعود الميت الى ربه
بعد رحلة العمر الحزينة