أخبار من النافذة

أخبار من النافذة

حسين غالب

زوجتي تسمع المذياع بترقب، أبني تكاد عيناه أن تخرج من رأسه وهو يقفز من صفحة إلى صفحة عبر حاسوبه الصغير، أما أنا فأمسك بجهاز التحكم عن بعد للتلفاز أراقب أخر مجريات الأحداث. جميعنا متعطشين للأخبار المختلفة فالأمور تتجه نحو الأسوأ ..!!
ينقطع فجأة التيار الكهربائي، ويحل الهدوء والصمت في بيتي تلتفت زوجتي إليّ، وتقول بلهجة ممزوجة بالخوف والهلع: - لماذا انقطع التيار الكهربائي ..؟؟
لم استطع الإجابة فأنا لا أعرف بصدق لماذا انقطع التيار الكهربائي.
بات بيتي يغلي فالنوافذ مغلقة والستائر تحجب ضوء الشمس، لقد أصبح المكان كالكهف المخيف. ينهض ابني فيزيح الستائر ويفتح النوافذ، ويتسلل الهواء النقي وخيوط الشمس المشرقة. يخرج ابني رأسه من النافذة، ويقول بصوت مرتفع: - لا أصدق ما أراه أن مواقع الانترنيت تذكر أن منطقتنا تشهد حربا حقيقية..؟؟
نهضتُ من مكاني واتجهت إلى نافذة أخرى فسمعت صوت العصافير، وإذ أشعر بالارتياح بعدما كنت شديد التشنج بسبب أخبار القنوات الفضائية.
التفتُ بوجهي نحو زوجتي وأقول لها: - تبا للأخبار ماذا فعل بنا لقد جعلنا كالمجانين وحرمنا من جمال الطبيعة ومن هذا الصباح الجميل.
ترتسم ابتسامة على وجه زوجتي وأنا لم أرى ابتسامتها منذ وقت طويل.
بقيت عدة دقائق، وأنا أستنشق الهواء المنعش القادم من النافذة وإذ يعود التيار الكهربائي ..!!. يبدأ المذياع بالعمل وإذ أستمع للمذيع وهو يقول بحماس: - لقد تجددت الآن الاشتباكات. لم أجعل المذيع يكمل كلامه فلقد قمت بركل المذياع بقدمي بكل ما أوتيت من قوة. بدأت ملامح الغضب ترتسم على وجهي وابني وزوجتي يراقباني وهما صامتين. أصرخ بأعلى صوتي قائلا: - كفى أخبار سوف أجعل النوافذ هي وسيلتي الإعلامية فإن حدث أي شيء سوف أعرفه بشكل مباشر.
ابتسم أبني وزوجتي سويا وقد اقتنعا بما قلته وهكذا مرت الأيام بهدوء وسلام.