من دفاتر الرعاة الكوجر... التسامح في المجتمع الكوجري

من دفاتر الرعاة الكوجر...  التسامح في المجتمع الكوجري

عيسى ميراني
تميز مجتمع الرعاة بعادات جميلة، لعل أبرزها التسامح، وهذا فصلٌ من فصول ذلك التسامح.
بالرغم من اصرارها على رفض زواجها من ابن عمها تاج دين، عقد والدها قرانها دون موافقتها فعقدت حلقات الدبكة على انغام الطبل والمزمار، وأغاني جوقة المغنين الشباب والشابات، ( بيريته )Bêrîte وهي تذرف الدموع على حالها وحال ابن عمها الاخر الذي احبته و عاهدته ان تكون له مهما كانت الظروف الوقت يمضي بسرعة والنهار يركض مسرعاً نحو المغيب نظرت نحو اليمين والشمال وهي تبحث عن حلٍ لوضعها ووشوت في اذن وصيفتها، ارجوك: اذهبي الى حبيبي وابن عمي (حسو) اخبريه فليأت بعد المغيب خلف حجرتي لنهرب معاً، وقولي له: انا ما زلت احبك و على عهدي، ما أن اخبرته حتى جاء بعد المغيب مسرعاً ثم شق الخيمة من الخلف وهربا معاً.
وعندما علم والد تاجدين بقصة هروبها مع ابن اخيه حسو ساد الحزن وامر بقطع حبال خيمته، والقاء الخيمة أرضاً، وهي دليل على حالة الاستنفار حتى يأخذ بثأره.
وفي ساعات الفجر الاولى خرج كبير العائلة حجي هسام ليصلي الفجر أدهشه منظر خيمة ابن عمه وضع إبريق الصلاة جانباً وتوجه مسرعاً نحو ابا تاجدين مستفسرا مالخطب يا اخي
أجاب لقد هربت عروسة ابني مع حسو، والله لن أنصب هذه الخيمة حتى أقتله وأقطعه إرباً إرباً وانني مستعد ان اضحي بأولادي السبعة حتى أمحي هذه الاهانة
أجاب حجي هسام لا بارك الله بك وبأولادك السبعة، حسو ايضاً ابن اخيك ولا فرق بينه وبين تاجدين هيا انصب الخيمة، وعهداً انني سوف ازوج الاثنين معاً وفي هذا اليوم بالذات ، فذهب وخطب واحدة من بنات العشيرة لتاج دين ودفع المهر من ماله الخاص وفي اليوم التالي تم زفاف حسو وتاج دين معاً على العروستين وتم اخماد الفتنة في مكانها، وسادت المحبة والتسامح في ارجاء العشيرة.