في زيارة وفد المجلس الكوردي لإقليم كوردستان
كوردستان- الافتتاحية
بدعوة كريمة من السيد مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان، زار وفد من المجلس الوطني الكوردي في سوريا مدينة دهوك الكوردستانية لحضور منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط (MEPS) الذي أحيته الجامعة الأمريكية في دهوك، حيث عُقد في 18 الشهر الفائت، وشارك في المنتدى عدد كبير من الشخصيات السياسية والأكاديمية والباحثين والكتّاب من أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط، لمناقشة التحديات الأمنية والتحولات السياسية في المنطقة، في إطار سلسلة جلسات وحوارات امتدت على مدار ثلاثة أيام، وقد أضفى حضور الرئيس مسعود بارزاني المنتدى وإلقاء سيادته كلمة قيّمة تميُّزاً رائعاً للمنتدى.
وقد كان للمنتدى رسائل هامة وموجهة إضافة إلى الهدف الذي تشكل من أجله، فبالإضافة إلى تسليطه الضوء على قضايا تهم المنطقة ككل مثل التحديات الأمنية والتحولات السياسية، وأزمات ما بعد الحروب وغيرها، لكن الموضوع الكوردي، وتواجُد قيادات سياسية وأكاديمية من أجزاء كوردستان الأربعة، كانت الرسالة الأوضح والأهم التي اهتمّ بها، وخطّط لها السيد مسرور بارزاني، إضافة إلى الرسالة التي وجهتها قيادة الإقليم إلى بغداد، وضرورة الالتفات إلى حل القضايا والإشكالات العالقة مع كوردستان، وخاصة بعد الفوز الكبير الذي حققه الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وحصوله على ثقة أكثر من مليون كوردي في الانتخابات البرلمانية العراقية.
لقد كان واضحاً أن إقليم كوردستان، وعلى وجه الخصوص الرئيس البارزاني يدعم بكل قوة شعبنا في كوردستان سوريا، حيث كان استقبل القيادات الكوردستانية لوفد المجلس الوطني الكوردي، ووفد قوات سوريا الديمقراطية حاراً وبالغَ الأهمية، وقد أدخلت صورة توسُّط رئيس حكومة كوردستان السيد مسرور بارزاني لرئيس وفد المجلس الوطني الكوردي وقائد قسد، إضافة إلى تواجد فعال وكبير لقيادات من شرق وشمال كوردستان.
ولم يكتف وفد المجلس بحضور المنتدى فقط، بل تشرّف وفد من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا بلقاء الرئيس مسعود بارزاني، وكذلك اللقاء مع السيد نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان مع وفد المجلس الكوردي.
هذه كلها رسائل بليغة، ودالّة على إيلاء إقليم كوردستان الأهمية القصوى لوضع شعبنا الكوردي في سوريا، وخصوصاً في مرحلة ما بعد حكم البعث، والانفتاح على القيادة الجديدة، والتوجُّه إلى دمشق لحل الموضوع الكوردي في العاصمة، وتركّز هذا الاستقبال الحافل أيضاً على رسالة أن تكون الحركة السياسية الكورية بمختلف مشاربها وأسمائها موحّدة، وذات إرادة وقرار واحد استناداً إلى مخرجات كونفرانس 26 نيسان الماضي، والتوجُّه برؤية سياسية واضحة إلى دمشق وبقلب كوردي واحد حتى يكون للكورد قوتهم المأمولة للمطالبة بحقوق شعبنا في غرب كوردستان.
وسط التحديّات الكبرى التي تُحيقُ بالكورد والمنطقة، ليس أمام الكورد سواءً في غرب كوردستان أو باقي أجزاء كوردستان سوى الاستماع إلى النصائح السخية من الرئيس مسعود بارزاني، وهكذا نستطيع أن نطمئن إلى غد شعبنا الذي نأمل أن يكون ذاخراً بالإنجازات المبهرة والهامة.