الديمقراطي الكوردستاني ملك الكوردستانيين
عمر كوجري
في أول يوم تأسيسه قبل أكثر من سبعة عقود مضت، وضع الحزب الديمقراطي الكوردستاني مصلحة الأمة الكوردية فوق كل اعتبار، وجعل من الاعتزاز بالقومية الكوردية هدفاً أساسياً في مسيرته، ولم يحد عنه، ولأن البارتي كان صادقاً، ونبيلاً وراقياً فقد طرح برامجه على مدار السنوات المنصرمة بروح وثابة، وتوق نحو الأفضل في كل مكان وزمان.
في كل وقت، قد يفقد الحزب السياسي التقليدي موجبات ومسوّغات تأسيسه، وبالتالي يفقد مصداقية ديمومته طالما أنه: إما حقق الأهداف التي رسمها في برنامجه السياسي، أو أن الزمن تجاوزه، ولم تعد لشعاراته، وحتى لوجوده أي فائدة ومعنى..
لكن الحزب الديمقراطي الكوردستاني وفي سابقة تاريخية لافتة حقاً يتجدّد على الدوام، وكل يوم، فبينما تشيخ الأحزاب، وتتكهل، وتعجز عن إغراء وضخ دماء شابة جديدة في عروقه حتى يستمر في رفع الراية، ولا تتعب الأكف الكهلة، نرى وفي كل وقت أن صفوة وجمال الديمقراطي الكوردستاني هم من الشباب، وهذا سرُّ ديمومته اللافتة وشبابه الدائم، وليس بغريب أن معظم الناجحين من الديمقراطي الكوردستاني في انتخابات البرلمان العراقي هم من شباب الحزب.
البارتي هو حزب التجدد والعطاء لأنه يستند على إرث النضال المتعاظم منذ تأسيسه على يد القائد الخالد في ضمير أمتنا الكوردية ملا مصطفى بارزاني، وإلى يوم تسليم الراية للرئيس مسعود بارزاني الذي فرض احترام وتقدير الحزب ليس على مستوى إقليم كوردستان بل تجاوز ذلك إلى ضفاف أوسع وأكبر.
ولأن البارتي وهو بهذا الألق الفكري، والماضي العريق والجماهيرية الفذة، فقد كان طبيعياً أن يترجم أقواله إلى أفعال، فقد وعدت قيادة الحزب في احتفالات ما قبل يوم انتخابات البرلمان العراقي أنها ستفوز بمليون صوت، وأشعلت مدرجات الملاعب والساحات بهذا الشعار الذي بدا "خيالياً" ومحالاً للبعض، وبالفعل قد تجاوز الحزب هذه العتبة. عتبة المليون صوت..
هذا النجاح الباهر لا يملك رصيده الديمقراطي الكوردستاني فقط، بل كل الكوردستانيين المؤمنين بنصاعة وعطر سيرة البارتي عبر العقود الماضية وحتى الآن.
من الطبيعي أن كلّ مَن صوّت لقائمة الديمقراطي الكوردستاني، ليسوا أعضاء منضوين تحت راية الحزب، ولا يمارسون نضالهم اليومي بموجب تعليمات وقرارات الحزب، هؤلاء جماهير ومحبو ومناصرو الحزب، والآخذون بيده حينما تشتد عصائب الخصوم، وتريد أن تحجب النور عن عين البارتي لغايات في أنفسهم، ولكن هيهات!! فهؤلاء الخصوم مهما تكاثروا، واشتد عودهم يتقهقرون أمام إرادة الحزب، والغيرية والإقدام والتضحية والبذل الذي يتصف به البارتي منذ لحظة إعلانه وحتى الآن.
لقد راهن الخصوم، أو لنقل الأعداء على تراجع شعبية الحزب، وزعموا أنهم سيدخلون العاصمة هولير، لكنّهم أصيبوا بخذلان كبير بعد صدور النتائج، وسجّل الحزب سابقة لا مثيل لها في منطقتنا، وفاز بأكثر من مليون صوت، وهذا رقم رائع بالمقارنة مع تعداد نفوس الكورد في جنوب كوردستان.
فمن صوّت للبارتي كي يظل في الصدارة، إنما صوّتوا ليس لأجل بضعة مقاعد في برلمان العراق، بل كرمى لدموع أمهات الشهداء، كرمى للثبات على المواقف القومية للبارتي، للأمل بدولة كوردستان القادمة والتي يسعى إليها البارتي في كل لحظة.
النجاح الذي حققه الديمقراطي الكوردستاني، ووضوح شعاراته في الحملة الانتخابية (الشراكة – التوازن -التوافق) ليس ملكاً له فحسب، إنما لنا كلنا.. كلنا معنيون ومبتهجون بهذا النجاح الباهر الذي تحقق، وقادمات الأيام ستكون أجمل. ثقتنا مطلقة بهذا الحزب العظيم.