تورط ميليشيات موالية للحكومة الليبية في تهريب البشر عبر المتوسط

  تورط ميليشيات موالية للحكومة الليبية في تهريب البشر عبر المتوسط

كشفت منظمة الإنقاذ الإيطالية Mediterranea Saving Humans، في بيان لها، الثلاثاء 16 أيلول/ سبتمبر، عن تورط الحكومة الليبية بطرابلس في تهريب المهاجرين عن طريق البحر المتوسط والتخلص منهم في عرض البحر.

وقالت المنظمة في بيانها:

"هذه المرة هناك أدلة مصورة لا يمكن التستر عليها: المهرّبون الليبيون الذين ألقوا بعنف 10 لاجئين شباب في عرض البحر أمام قارب إنقاذنا، بعد احتجازهم في معسكرات اعتقال، هم جزء من الجهاز العسكري الرسمي في طرابلس. لقد قمنا بتصويرهم وتتبع هوياتهم، ونحن نعرف من هم".

وصلت مقاطع الفيديو والصور والتقارير التي توثق تورط الميليشيات الرسمية إلى مكتب الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية، بعد أن تقدمت المنظمة بشكوى رسمية في تراباني. وتسلط هذه الشكوى الضوء على التهديدات التي تعرّض لها طاقم السفينة والانتهاكات ضد المهاجرين، والعلاقات المقلقة بين الميليشيات الليبية والحكومة الإيطالية.

كما أرسلت المنظمة كافة الوثائق المتعلقة بهذه الحادثة إلى لاهاي وتم اعتمادها رسميا ضمن ملف التحقيق المفتوح منذ فترة حول الجرائم المرتكبة ضد المهاجرين في ليبيا.

وتعود أبرز الأحداث الموثقة إلى 18 آب/أغسطس عندما قام صحفي تابع لصحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية بمرافقة متطوعين على متن السفينة التابعة لمنظمة الانقاذ الايطالية. هدد قارب تابع للميليشيات طاقم السفينة، قبل أن يُلقى 10 أطفال في البحر بعد يومين ونصف، في أمواج يصل ارتفاعها إلى أكثر من متر ونصف، ولم يُنقذوا إلا بفضل تدخل فوري من المنقذين.



في الأيام التالية لإنقاذ 21 آب/أغسطس وإنزال الناجين في تراباني في 23 آب/أغسطس 2025، وبناءً على المواد المصورة والمعلومات التي جمعها الطاقم على متن السفينة، أجرت المنظمة بحثا لفهم ما حدث بشكل أفضل ولتحديد هوية الميليشيات التي ألقت بالمهاجرين في البحر أمام السفينة.

بين التهديد والإنقاذ: مواجهة خطيرة في قلب المتوسط

حسب المنظمة، تشير المقاطع المصوّرة الأولى، المؤرخة في 18 آب/أغسطس، إلى عناصر مسلحين على متن زوارق دورية ليبية، يرتدون أقنعة وبدلات عسكرية تحمل شارات الكتيبة 80 للعمليات الخاصة التابعة للواء 111، الذي يقوده نائب وزير الدفاع الليبي عبد السلام الزوبي.

أما الصور اللاحقة، التي التُقطت ليلا بعد يومين، فتُظهر لاجئين من أكراد العراق يُلقون في البحر بعد أن تعرضوا للركل والضرب، وفقا لشهادات طاقم سفينة الإنقاذ. وبينما كان القارب المعتدي يبتعد، سلّط المتطوعون أضواءهم الكاشفة على هيكله الأسود لتوثيق أنه نفس القارب الذي شوهد في 18 آب/أغسطس.

وأكد الناجون الذين أنقذتهم سفينة Mediterranea أنهم نُقلوا قبل ساعات فقط إلى مركز احتجاز ليبي، في حين أفاد الشهود أن أربعة آخرين رفضوا الانصياع لأوامر المسلحين خوفًا من الوقوع في فخ، "فقُتلوا لاحقا".