الخالد ملا مصطفى البارزاني والحركة التحررية الكوردية

الخالد ملا مصطفى البارزاني والحركة التحررية الكوردية

اعداد- كوردستان
ارتبطت الحركة الكوردية باسمه لأكثر من نصف قرن. واستقطب نضاله وإخلاصه حركة التحرر القومي في أربعة أجزاء كوردستان. واستيقظت أجيال كوردية عديدة على هويتها القومية من نضال البارزاني، وأصداء كفاحه الدائب من أجل حرية الشعب الكوردي وتحرره من الاضطهاد.
وفي الثالثة من عمره ساق العثمانيون حملة تأديبية على العشائر الكوردية عقب فشل ثورة بارزان ضد العثمانيين، فأسروا الشيخ عبد السلام (الشقيق الأكبر له) وسجنوا الطفل( مصطفى) مع أمه في سجن الموصل حيث قضيا فيه تسعة أشهر. وكان لوالده أربعة أولاد آخرين وهم: الشيخ عبد السلام، الشيخ أحمد، محمد صديق، بابو.
لقد لفت انتباه الناس لشخصه منذ الطفولة، لما تحلى به من خصال حميدة في السلوك والشجاعة. وحاز على عطف وحب شديدين من قبل الأسرة البارزانية. وكان منذ نعومة أظفاره ميالاً للعلم والمعرفة، ويبذل جهده وطاقته البدنية ويصقلها في ممارسة الصيد. قضى الملا مصطفى ست سنوات في تحصيله العلمي الابتدائي على يد معلمين خصوصيين في قرية بارزان، وبعدها درس الشريعة والفقه الاسلامي في بارزان لمدة أربع سنوات. ثم استمر أثناء نفيه من بارزان في إكمال دراسته الفقهية في السليمانية.



حياته
اسمه الكامل، الملا مصطفى محمد عبد السلام عبد الله البارزاني ولد في 14/ آذار 1903، في منطقة بارزان، وشارك أخاه الأكبر أحمد البارزاني في قيادة الحركة الثورية الكوردية للمطالبة بالحقوق القومية للكورد، ولكن تم إخماد هذه الحركة من قبل السلطة الملكية في العراق والقوات البريطانية المحتلة التي استخدمت ولأول مرة في التاريخ الأسلحة الكيميائية ضد المناطق التي سيطر عليها الثوار الكورد، وهو والد الرئيس مسعود البارزاني، وفي عام 1935 تم نفي مصطفى البارزاني إلى مدينة السليمانية مع أخيه أحمد البارزاني.
وفي عام 1942 هرب البارزاني من منطقة نفيهِ ليبدأ حركته الثورية الثانية، وفي إيران وبدعم من الاتحاد السوفيتي أقام الكورد في عام 1945 أول جمهورية كوردية في منطقة مهاباد في إيران، وخدم الملا البارزاني كرئيس لأركان الجيش في جمهورية مهاباد والتي لم تمد طويلًا، فبعد 11 شهرًا من نشوئها تم وأدها من قبل الحكومة الإيرانية وذلك بعد انسحاب القوات السوفيتية من شمالي إيران تحت ضغط القوى الكبرى التي تمركزت قواتها جنوبي إيران، وكانت القوات السوفيتية قد دخلت الأراضي الإيرانية إبّان الحرب العالمية الثانية.
بعد انهيار الدولة الكوردية الوليدة في مهاباد، توجّه البارزاني إلى الاتحاد السوفييتي مع 500 من مسلّحيه سيرًا على الأقدام مجتازين حدودًا جبلية وعرة في إيران وتركيا حيث واجهوا عقبات كثيرة في طريقهم وصولاً إلى الحدود الأذربيجانية السوفييتية، وبقوا هناك عشر سنوات.
في عام 1958 ومع إعلان الجمهورية العراقية دعا الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم البارزاني للعودة إلى العراق وبدأت مناقشات حول إعطاء الكورد بعض مطالبهم القومية، ولكن مطالب البارزاني والشعب الكوردي لم تتطابق مع ما كان في نية الرئيس عبد الكريم قاسم إعطائه للكورد، فأدّى ذلك إلى تجدد الصراع مرة أخرى حيث قام عبد الكريم قاسم بحملة عسكرية على معاقل البارزاني عام 1961.
وبعد تولّي الرئيس العراقي عبد السلام عارف الحكم اتفق مع عدد من القادة الكورد (سياسيين وعسكريين) ومن ضمنهم البارزاني على حل شامل للقضية الكوردية حيث أعلن اتفاق نيسان عام 1964م، والذي تضمّن منح الكورد الحقوق الثقافية والإسهام في الحكم وبعض الحقوق الأخرى، إلا أن التيار القومي العربي تمكّن من التسلل إلى السلطة ونسف كل ما اتّفق عليه فاستمرت الدولة بإجراءاتها القمعية للشعب الكوردي، فتجدد النزاع المسلح بين الطرفين، وظلّت القضية الكوردية تؤرق حكومة بغداد والبارزاني يقضّ مضجع القيادة العراقية.
بعد 9 سنوات من الحرب بين الكورد بقيادة البارزاني اضطرت الحكومة العراقية إلى الاتفاق مع البارزاني في اتفاقية الحكم الذاتي للكورد عام 1970م، والتي لم تدم طويلاً بسبب انقلاب قيادة حزب البعث على اتفاقية الحكم الذاتي عام 1974م وتوقيعهم لإتفاقية مع شاه إيران تنازل بموجبها العراق عن شط العرب وعن المطالبة بالأحواز مقابل توقف إيران عن تقديم الدعم العسكري واللوجستي للثوار الكورد، فقد كان البارزاني مدعومًا من الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي الذي قطع دعمه للبارزاني على أعقاب هذه الاتفاقية، اتفاقية الجزائر التي أُبرمت بين إيران والعراق بمبادرة أمريكية جزائرية كان عرّابها وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. غادر بعدها البارزاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث توفي فيها عام 1979م، في مستشفى جورج واشنطن إثر مرض عضال.

محاولة اغتيال البارزاني
في يوم الأربعاء، 29/ أيلول من عام 1971 تعرّض الملا البارزاني لمحاولة اغتيال حيث وصل وفد من الحكومة العراقية بسيارتين برئاسة عبد الجبار الأعظمي لمقابلة البارزاني في مقره بحاج عمران الواقعة بالقرب من الحدود العراقية الإيرانية، بدأ الاجتماع بين البارزاني والوفد الحكومي في الساعة 4:45 دقيقة وفي الساعة الخامسة بعد الظهر حصل الانفجار في غرفة الاجتماع. وبسبب علاقة الأعظمي بالبارزاني وبسبب حالة التقارب ما بين الحركة الكوردية والحكومة العراقية ولهذه الأسباب فإن إجراءات التفتيش للوفد الحكومي العراقي لم يصحبها التدقيق والتفتيش الكثير، وقد قُتل من جراء ذلك الانفجار ثلاثة أفراد من أعضاء الوفد الحكومي بالإضافة إلى الشخص الذي كان يقدم الشاي للضيوف وكان يدعى محمود شريف نزاري، وعند خروج البارزاني من غرفة الاجتماع التي وقع فيها الانفجار قام أحد سائقي السيارات التي كانت تقل الوفد الحكومي بإلقاء قنبلة يدوية على البارزاني مما أدّى إلى إصابة البارزاني بجرح بسيط قام بإسعافه الدكتور محمود عثمان، (تم إخراج الشظية التي أصابت البارزاني بعد عدة أيام). وقام حرس البارزاني بقتل سائق السيارة والذي قام بإلقاء القنبلة. أما سائق السيارة الثانية والتي كانت تقل وفد الحكومة العراقية فقد قاوم وهرب إلى إحدى الأبنية المجاورة ولحق به أحد أعضاء الوفد الحكومي وبعد مناوشات ما بين الطرفين دامت لمدة عشرة دقائق وفي الساعة 5:25 دقيقة قُتل كل من السائق وعضو الوفد الحكومي العراقي.
علاقة مصطفى البارزاني بعبد الكريم قاسم
بعد حركة 14 تموز 1958 أصدرت الحكومة العراقية والتي كان يترأّسها عبد الكريم قاسم قرارًا بالعفو عن جميع أتباع البارزاني والذين شاركوا بحركات التمرد إبّان العهد الملكي. وفي يوم 5/ تشرين الأول من نفس السنة عاد البارزاني إلى العراق قادمًا من الاتحاد السوفييتي، ولقد خصصت الحكومة العراقية بيت رئيس وزراء العراق الأسبق إبّان العهد الملكي نوري السعيد بمنطقة الصالحية بالعاصمة بغداد دارًا لسكن البارزاني كما تم تخصيص مبلغ 500 دينار عراقي مرتباً شهرياً للبارزاني، وفي يوم 9/ شباط من سنة 1960 أُجيز الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ولقد كانت علاقة عبد الكريم قاسم بالبارزاني متينة وجيدة في بدايتها ولكن لظروف وأسباب معينة بدأت علاقة كلا الطرفين بالضعف تدريجياً لعدة أسباب ومن أهم هذه الأسباب:
في النصف الثاني من عام 1960 نشرت صحيفة خبات الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني حملة دعائية تنادي بضرورة تطبيق الديمقراطية في العراق وبمنح الحقوق القومية للشعب الكوردي.
في أواخر شهر تشرين الثاني من عام 1960 طلب قاسم من وزير الأشغال والإسكان عوني يوسف بأن يبعد البارزاني من رئاسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بحجة كون البارزاني زعيم قبلي لا يصلح لزعامة الحزب ولكن المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني رفض طلب قاسم.
بعد عودة البارزاني من زيارته إلى الاتحاد السوفيتي في شهر كانون الثاني من سنة 1961 حيث قابل البارزاني عبد الكريم قاسم في شهر شباط أي بعد شهر من عودته إلى العراق لم يظهر قاسم الود والترحيب كما كان في السابق للبارزاني والذي حاول تجديد الولاء للحكومة العراقية والتي كان يرأسها قاسم نفسه وبعد هذه المقابلة أحس البارزاني من إن الجو لم يعد ملائماً لبقائه في بغداد خشية من اعتقاله أو تدبير محاولة لاغتيالهِ فقرّر البارزاني ترك بغداد والرجوع إلى كوردستان وذلك في شهر آذار من نفس العام.
في يوم 22 أذار من عام 1961 أصدر الحاكم العسكري العام في بغداد أمراً بإلقاء القبض على عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني جلال طالباني. مما أدى إلى انقطاع إصدار الصحف والمجلات الكوردية التي كانت تصدر في بغداد بصورة علنيّة بعد هذه الحادثة.

أجمل ما قيل عن الزعيم ملا مصطفى البارزاني الخالد مصطفى البارزاني
♦- زعيم اجتمع فيه‌ القديم والحديث، وهو متفان من أجل شعبه. قاله، جمال عبد الناصر الرئيس المصري الراحل.
♦- کان مصطفي البارزاني رجلا مهيب الطلعة، وأعظم، وأظهر ما کان فيه‌ عينان نافذتان تزيدان من قوة تعابير الخطوط الحازمة لوجه‌ صارم نابه‌. تمکن منذ أيام شبابه‌ من القبض عي ناصية الأمور، والوصول إلي قلب القضية الکوردية، وقد کشف خلال سنوات قيادته‌ للحرکة الکوردية عن خبرة وذکاء دبلوماسي وحنکة عسکرية في بلوغه‌ أهداف الشعب الکوردي، کان يملک خبرة حياتية متکاملة، يدرك تماما أسس بناء المجتمع الکوردستاني، معجبا بأولئك الأکراد الذين أهلتهم أدوارهم للقيام بالخدمات الکبري لقضيتهم. قاله، جورج ف. آلان سفير أمريکا في إيران العام 1947.
♦- قائد تأريخي ظهر في تواق للحرية، ثائر للانعتاق من الظلم والجور. قاله, کمال جنبلاط الزعيم اللبناني الراحل.
♦- في وقت من الأوقات کنت أريد أن ألقاه‌ عبر الطريق الطويل والخطر. . کان الترتيب أن أذهب إلي فيينا عاصمة النمسا، وهناک أضع نفسي تحت تصرف مندوبين له‌ يرتبون سفري إلى کوردستان لألتقي في قرية من قري الجبال هناک بمصطفي البارزاني قائد الثورة الکوردية. کان ذلک منذ سنوات. . لکني أخيرا قابلته‌، وبأقصر الطرق، وأكثرها أمانا. قاله، محمد حسنين هيکل المفکر القومي العربي.
♦- إن فضائله‌ هي من طراز الشجاعة القديمة ، حتى أن الإنسان ليعجب بسموها إلي درجة ما، عاش يقود ثورة بعد ثورة بأساليب زعيم محنك، ولکن بلا غاية سوي الکبرياء والاستقلال. إن الحروب التي نشأ فيها کانت مشوبة بالوطنية، وفي مهاباد وجد نفسه‌ قائدا ل ( 3000 ) مقاتل منفي في دولة لا جيش لها لحمايتها، وبذلك جعلت منه‌ الظروف قائدا في حرب وطنية، وکانت حياته‌ سلسلة من الحرب والنفي، نموذج حياة کثير من الأکراد فيها قوة العزيمة وتعبر عن أقدارهم ومآسيهم، کل هذه‌ کانت صفات بارزة في مصطفى البارزاني. قاله، ديفيد آدامسن صحافي بريطاني في کتابه‌ (( الحرب الکوردية )).
♦- إن قصة الثورة الکوردية إنما هي قصة مصطفي البارزاني، الزعيم المحارب. قاله، الميجر أدغار أوبال محلل عسکري بريطاني في کتابه‌ (( الثورة الکردية )) الصادر العام 1973.
♦- استطاع مصطفي البارزاني انتزاع أول اعتراف قانوني بحقوق الأکراد في العراق، وهو أول اعتراف إقليمي بمطالب القومية الکوردية، والتي کانت البداية لإقرار الآخرين بمشروعية حقوق الشعب الکوردي. قاله، وليم توهي صحيفة (( الواشنطن بوست )) 8/12/1970.
♦-((مصطفي البارزاني رجل عظيم.. علينا أن نقرأ تاريخه‌)). قاله، حسني مبارك رئيس جمهورية مصر، لحظة إطلاعه‌ على کتاب (( مصطفي البارزاني زعيم الحرکة القومية الکوردية المعاصرة )) عند افتتاحه‌ مطابع (( الأهرام )) الجديد في القاهرة العام 1991.
♦- وأنا أتابع مراسم دفن مصطفي البارزاني في ذلك اليوم من أيام ربيع العام 1979 م تبين لي بوضوح أن جمهور المعزين لم يکن يقوم بمجرد إلقاء النظرة الأخير على جثمان الزعيم الکوردي. . بل إنهم کانو يقومون بتوديع أهم شخصية کوردية سياسية و عسکرية علي مدى التاريخ منذ صلاح الدين الأيوبي. قاله، د . کونتر دشنر صحافي وباحث ألماني مؤلف کتاب (( أحفاد صلاح الدين الأيوبي ))
♦- صقر کوردستان، جاذبت من صقر الشمال وإنه‌، بالعز أمنع من مطار عقاب، ومسحت غضبة قسور عن وجه‌، ولقطت من فمه‌ مرارة صاب، مستشرقا کبد السماء، جبينه‌، للنيران، ورجله‌ في الزاب، وسط الجبال، لأن صم صخورها، من بعض ما إستصفي من الحجاب. قاله الشاعر محمد مهدي الجواهري.
♦- لم يشهد تاريخ الشرق الأوسط قائدا مثله‌ لا يتنازع عن کرامته‌ ورصانته‌ في کل الظروف العصبية التي کانت تمر بها کردستان ، وکانت ذهنيته‌ السياسة متطورة جدا تعينه‌ علي التعمق حتي يصل إلي النتيجة النهائية أو إلي قلب المسألة التي يبحث فيها. قاله، دانا آدامز صحافي أمريکي مؤلف کتاب (( رحلة إلى رجال شجعان )).

مقولات خالدة للبارزاني الأب مصطفى

♦- ماذا قال لرئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري السعيد؟، قال بوقار وبنفس مليئة بالثقة والاطمئنان، هذه القصة الرائعة: قال البارزاني الخالد طيب الله ثراه: ‘‘طلب مني رئيس الوزراء العراقي الأسبق في العهد البائد نوري السعيد أن أكف عن النضال من أجل حقوق شعبي، وعرض علي وعلى أبنائي المال الكثير والقصور والوظائف العالية، فرفضتُ ذلك قطعا.
واستغرب الرجل نوري السعيد متسائلا لماذا يا بارزاني؟ فجاوبته بلا تردد وبشكل حاسم: للإنسان شيئان عزيزان، الشرف والحياة. فإماّ أن يضحي الإنسان بحياته من أجل شرفه أو يضحي بشرفه من أجل حياته. وأنا أضحي بحياتي من أجل شرفي، لأنه لا حياة بلا شرف، فالشرف باق والحياة فانية، وشرفي هو كرامة الشعب الكوردي‘‘.
♦- ماذا قال في كلمته أمام أمراء القيادات العسكرية للبيشمركة الكرد ومسؤولي الحزب الديمقراطي الكردستاتني بتاريخ 15 أبريل/ نيسان 1967؟. مقتطفات من الكلمة: ‘‘إنَّ كل ثورة وحركة في العالم لصالح الشعب، وعليه يجب على كل المسؤولين في الثورة أن يضعوا مصلحة الشعب أمام أعينهم، وينسوا الأنانية والمصلحة الشخصية. وإن أي عمل لمصلحة الشعب يجب أن ينفذ حتى إذا لم يكن لصالح الشخص المنفذ‘‘. وقال: ‘‘إن المليونير الكردي الذي لم يساعد الثورة، يظهر أمام أبناء الشعب إنسان ذو سمعة سيئة، ولا يحظى باحترام الآخرين، لأن الغنى لا تخلق الشرف. إن الأموال إذا لم تصرف لمصلحة الشعب يعني أنها تؤدي إلى الرذالة. إننا لم نسمع في التاريخ مدح إنسان كان يتعاطى الأكلات الطيبة أو ينام على أفرشة ناعمة. إن الذين يُذكّر أسماءهم في سجل الشرفاء هم أولئك الذين تحملوا المشاق وناضلوا من أجل مصلحة الشعب‘‘. وقال: ‘‘لقد أخبرتكم آلاف المرات بأنني أخدم أصغرنا، إنني لست رئيس أحد، ولا أريد رئاسة أحد، بل أريد ان أكون أخا لكم وأخدمكم، وأريد أن تكونوا إخواني وتتعاونوا معي لنصبح أبناء الشعب وفي خدمة الشعب، ونبتعد عن حب الذات والطمع والأنانية. ونكون حذرين من العدو، ولا ننسى واقعنا بورقة أو كلمة أو أكذوبة‘‘. وقال: ‘‘إذا لم يكن هناك تعاون وتضحية بيننا، فلن نستطيع خدمة شعبنا. يجب أن تعلموا إننا لن ننتصر بالسلاح فقط، ولا بالأموال، ولا بالنهب والسلب، ولا بسلب حقوق الآخرين وقتلهم، بل ننتصر حين تكون قلوبنا صافية مع بعضنا البعض، الكبير والصغير يحترمان بعضهما البعض. كل كردي يجعل مصلحة أخيه مصلحته، وضرر أخيه ضرره‘‘. وقال: ‘‘إنني لم أخن صديقي أبدا ولم اطمع لشئ لذاتي ولم يكن لدي حب الذات تجاه رفيقي. قدمت له خبزي وتحملت الجوع، وأعطيته ملابسي وتحملت البرد، حتى أنني شاركت في الجبهة مع إخواني وذهبت إلى المكان الذي كان يقصف بالطائرات والمدافع، والمكان الذي لم يعش فيه أحد. وكنت في مقدمة البيشمركه الذين تعرضوا للهجوم أكثر من مرة إلى أن وصلت إلى هذه الحالة‘‘. وقال: ‘‘يجب أن لا ننسى، كل من يعمل ضمن هذه الثورة، ابتداءً بشخصي ثم المسؤولين ومرورا بالبيشمركه والعضو الحزبي. إن جرح شعور قروي أو راعي أو كاسب أو إمرأة أو طفل، أو الطعن بكرامة الآخرين، أو أخذ بيضة أو دجاجة أو أي شيء آخر من أبناء الشعب بالغدر والظلم، يعني أننا أعداء الشعب وأعداء أنفسنا. إذا كانت قلوب الشعب معنا فإن العدو لن ينال منا حتى إذا كان أقوى مما هو عليه الآن ألف مرة. أما إذا لم تكن قلوب الشعب معنا فوالله إننا نخسر ونفشل حتى إذا كنا أقوى مما نحن عليه الآن ألف مرة‘‘.
وقال: ‘‘ نحن لا نريد مخالفة الحكومة العراقية إذا لم تكن السلطة بأيدي حكومة سارقة أو لا أخلاقية تخدم أعداء العرب والكرد. إننا نريد مصلحة العراق في ثورتنا هذه. أولا للعرب، وثانيا للكرد وكل الأقليات، تركمان وآشوريون وأرمن وغيرهم من العراقيين الشرفاء. نريد حكومة ديمقراطية عادلة بالانتخابات الحرة النزيهة بدون ضغوطات وظلم واعتداء. ويوضع قانون عادل من قبل الشعب. لا أن ينادي عسكري كل يوم: قررنا ما يلي ليحكم الشعب بأنانيته ومصلحته الشخصية دون أن يتجرأ الشعب محاسبته. نحن لم نشن الهجوم على أحد ولن نفعله. نحن ندافع عن حقوقنا الشرعية وعن شرفنا وأموالنا وحياة شعبنا الكردي ... عليهم أن يرحموا بالشعب العراقي وأن يكفوا عن الظلم ضد الشعب الكردي حتى نستطيع نحن الشعب العراقي ككل أن نعيش بسعادة وأخوة وسلام وعدالة‘‘.
♦- ماذا قال للصحفي الأمريكي دانا آدمز شمدت؟ ‘‘ إنَّ هدفي هو الأخذ بيد الشعب الكردي إلى عيشة مستقرة وآمنة، وكان الله في عوننا‘‘ (ينظر: شمدت، رحلة إلى رجال شجعان، ص 281). وقال جوابا على سؤال طرحه الصحفي شمدت حين سماه جنرالا: أجاب البارزاني ببساطته المعهودة وثقته بنفسه وحبه لشعبه مايلي: إني لست جنرالا، إني مصطفى لاغير. قل لصحيفتك إني لا أهتم قلامة ظفر بالألقاب. وإني لست إلاّ فردا من الشعب الكردي‘‘ (ص 283). وقال: ‘‘لا أريد القول بأني فعلت كذا وعملت كذا. لكني استطيع القول بأني حائز ثقة الشعب الكردي وأعتقد أنهم يثق بي‘‘ (ص 293). وقال: ‘‘ إني لست ضد الشعب العربي، إني أطالب بحقوق شعبي فحسب، إني لا أطلب أراضي منهم‘‘. (ص345). ولكن ماذا قال داناآدمزشمدت بدهشة عن البارزاني؟. قال لدهشتي ‘‘أن الطعام في مقر البارزاني قد يكون أسوء من طعام أية قرية صادفناها في الطريق. إنه لا يخص نفسه ولا هم حوله بالأطايب‘‘. (ص282).
♦- ماذاقال للصحفي السويدي تورد فالستروم؟
نحن ندافع عن وطننا، وكل ما نطلبه هو حقنا في الحياة الكريمة. لكننا مجبرون أن نواجه عدوا يفتقد للمشاعر الأنسانية، وعدوا لا يعرف الرحمة ولا يراعي حقوقنا. see: Tord Wallsstrom, Bergen ar vara enda vanner, p. 137
♦- عن الطلبة: الطلبة رأس الرمح في كل المعارك والثورات
♦- عن العلم والمعرفة: عليكم بالعلم والمعرفة لأنهما مفتاح التحرر والتقدم
♦- عن الاعتزاز والثقة بالنفس: أنا فلاح مع الفلاح وعامل مع العامل، ولكني في مرتبة أعلى من الذي يريد أن يسلط نفسه على الشعب فأقاومه.
♦- عن القيادة والثقة بالشعب: أستمد قوتي من شعبي. لاأحب الزعامة ولكن الشعب يريدني رئيسا.