الوحدة الكردية في غرب كوردستان.. والنتائج الصفرية

 الوحدة الكردية في غرب كوردستان.. والنتائج الصفرية

رشوان معي
كالعادة كان يترقب الشارع الكردي بعد حوارات طالت مدتها حوالي سنة كاملة على أمل الخروج بنتائج جدية ترضي أطراف الصراع الكردي في غرب كوردستان للانتهاء من حالة التشرذم التي استمرت لسنوات عدة خاصةً بعد وصول حزب الاتحاد السوري المرتبط سياسياً بحزب العمال الكردستاني، ولكن كالعادة لا جدية في الحوار، ولا نتائج مرضية للشعب!
من هنا يتساءل الشعب الكردي: من هو المسؤول الأول والأخير عن عدم الانتهاء من حالة التفرد بالقرارات السياسية وصولاً لحالة عدم الاتفاق الجدي!
في التمعن للحالة السياسية سيتضح لأغلب أبناء شعبنا التصريحات الهمجية وحالات التخبط السياسي التي يتبعها بعض الأشخاص المفاوضين، المرتبطين كلياً بمنظومة حزب العمال التي تمنع أي عملية وحدوية كردية في كردستان سوريا منذ سنوات وإلى اليوم، وأهمهم رئيس الوفد المفاوض، الذي يعتبر عضواً في هذه المنظومة ويفاوض المجلس الوطني الكردي، والأحزاب الكردية الأخرى، على أنه المسؤول الأول في حزب الاتحاد الديمقراطي الى أن الحقيقة ليست كذلك تماماً، فالتصريحات الأخيرة التي أدلى بها الدار خليل رئيس الوفد المفاوض، والذي كان يشيد بتضحيات حزب العمال في منطقة "كارة" التابعة لإقليم كردستان، واتهامه لبيشمركة روژ بمساعدة دولة تركيا ضد حزب العمال، أكبر مثال على ارتباط ذلك الرجل ارتباطا وثيقا بهذه المنظومة وعدم القدرة على التخلي عنهم حتى لو اضطر الى أن يفشلِ أي عملية تفاوضية في المستقبل في سبيل تلميع صورة حزب العمال وتشويه صورة بيشمركة روژ. بالإضافة الى التجارة بدماء شهداء الكرد الذين جندهم حزب الاتحاد الديمقراطي ضد داعش كورقة ضغط لعدم الاتفاق مع الطرف الآخر وذلك في اللعب بمشاعر عوائل هؤلاء تارةً وبالشهادة والدفاع عن الارض تارةً اخرى، وكذلك أولوية الحقوق لعوائل هؤلاء الشهداء دون الشعب الكردي!
بالمقابل وكالعادة يحاول المجلس الوطني الكردي فهم الورقة السياسية مع هذا الطرف، ولكن الى الآن ما نراه هو أن المجلس الوطني الكردي يحاول وفي كل مره الصبر على حزب قضى كل سنوات الثورة في التفرد بمفاصل الحركة السياسية، وشل حركة الأحزاب الأخرى وذلك من خلال طرد قيادييها ، وجر أعضاء أحزابها للسجون، وحرق مكاتب أحزابها وحالات الاغتيالات التي طالت قياديي الاحزاب الكردية، وكذلك حالات الخطف غير الواضحة في عهدة هذا الحزب والى اليوم ووو الخ .
بالإضافة الى إن المجلس يحاول التحاور مع هذا الطرف على انه حزب كردي ذو قرار مستقل، وفي الحقيقة وبالخفاء هو ينفذ قرارات قنديل وبعض الدول التي تحارب حقوق شعبنا.
من كل مما سبق يمكننا إن نستنتج حالة التخبط السياسي الكردي والحالة المأساوية السياسية، التي تنتعش جسد الحركة الكردية، دون وجود نتائج تدخل الفرحة الى قلوب الشعب، الذي يعيش حالة اكثر مأساويةً في ظل الوضع الراهن، وخاصة الذي يعيشه بعض مناطقنا الكردية مثل "عفرين وسرى كانيه" اللتين تعيشان حالة يرثى لها في ظل وجود كتائب ارهابيه تحاول كل يوم طرد شعبنا من بيوتهم، وعمليات التغيير الديمغرافي التي تتعرض لها تلك المناطق في ظل صمت دولي وأمام الأعين، دون وجود حل جذري يضمن عودة أبناء تلك المناطق.
الوحدة الكردية "المفهوم الوهمي" بات في حكم المنتهي بسبب دكتاتورية الطرف المتسلط على قرارات الحياة السياسية في غرب كوردستان، والتغييرات السياسية لن تكون في صالح تلك الحالة التشرذمية والتي ستكون نهاياتها مأساوية أكثر مما سبق بكل تأكيد.