سوريا أمام مفترق الطرق... بين نهاية حُقبة مرعبة وبداية مرحلة غير واضحة

سوريا أمام مفترق الطرق... بين نهاية حُقبة مرعبة وبداية مرحلة غير واضحة

عزالدين ملا

التحركات العسكرية في سوريا فاجأت العالم، في قيام هيئة تحرير الشام والفصائل العسكرية الموالية لتركيا بالهجوم على مدينة حلب ومحاورة أخرى، بعد هدوء لأربع سنوات في الحفاظ على مناطق النفوذ.
والمفاجأة الأخرى هي الدخول السلس لتلك الفصائل أمام انسحاب الجيش السوري والقوات الروسية والإيرانية، مما يعطي دلائل ومعطيات متضاربة في اسباب تلك الهجمات من الفصائل والانسحابات من جانب النظام وحلفائها.
والمفاجأة الكبرى هو هروب بشار الأسد ودخول تلك الفصائل العاصمة دمشق ونهاية حُقبة امتدت لأكثر من خمسين سنة.
أما كوردياً، فإن هذه التحركات قد تؤثر بشكل كبير على الشعب الكوردي في مناطق غرب الفرات وخاصة في مناطق الشهباء وتل رفعت وكذلك في الأحياء الكوردية في حلب وحيي الأشرفية وشيخ مقصود.
1-كيف يمكن تفسير الهجوم المفاجئ من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل الموالية لتركيا على مدينة حلب بعد فترة طويلة من الهدوء؟ وهل يشير ذلك إلى تغييرات في توازن القوى العسكري في سوريا؟
2- كيف يمكن تفسير انسحاب الجيش السوري والقوات الروسية والإيرانية من بعض المناطق بشكل مفاجئ أمام التقدم السهل للفصائل المسلحة؟ وما هي العوامل التي قد تكون دفعت النظام وحلفاءه إلى اتخاذ هذا القرار في هذا التوقيت؟
3- ما هي تداعيات الهجمات على مدينة حلب والمناطق الكوردية على الشعب الكوردي في مناطق غرب الفرات، وخاصة في مناطق الشهباء وتل رفعت وأحياء حلب الكوردية؟ وهل يمكن أن تؤدي هذه التحركات إلى زيادة التوترات الإثنية بين الكورد والعرب في تلك المناطق؟
4- هل يمكن أن تكون التحركات العسكرية الأخيرة في سوريا بمثابة مقدّمة لتغييرات كبيرة في سياسة القوى الكبرى مثل روسيا وتركيا وإيران تجاه سوريا عامة والكورد خاصة؟ وكيف سيؤثر هذا التحول في السياسة الإقليمية والدولية على مستقبل سوريا؟

نهاية الأسد وبداية بناء سوريا التسامح والديمقراطية
تحدثت عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، بسه عبدي لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «منذ اندلاع الثورة السورية في بداية عام 2011، وتحولها من التظاهرات الشعبية الى جماعات مسلحة تقاتل بعضها من جهة وجيش السوري جيش النظام من جهة أخرى، واستمرار هذا الصراع المسلح لفترات طويلة أدى الى خروج مساحات واسعة من الاراضي السورية من سيطرة الدولة السورية، وأصبحت تحت سيطرة هذه المجاميع المسلحة المدعومة من قوى اقليمية ودولية تسعى الى فرض نفوذها وخلق توازناتها، ولتحقيق ذلك استمر الصراع والقتال لفترات طويلة، ولكن المفاجأة كانت عندما بدأت هيئة تحرير الشام بقوة وبعد فترة هدوء في عموم جغرافيا السورية بالهجوم على القوات السورية المتواجدة في حلب وريفها، حيث بدت هذه القوات مختلفة عن السابق من حيث الجاهزية والخبرات والعتاد والسلاح وادوات القتال والشعارات والتصريحات، حيث استفادت من الكثير من المعطيات في البداية قطع اسرائيل لخطوط الامداد من حزب الله الذي دمر وتم عزل بقاياه في لبنان، والضربات الإسرائيلية متواترة على مواقع محددة في سوريا للقوى الايرانية وميليشياتها، وبالتالي اضعاف الجيش السوري المعتمد اساسا على الدعم الروسي والايراني، وهو اساسا منهك بسبب استمرار الصراع على مدى أكثر من عقد من الزمن، والسبب الاهم لهذا الدخول السريع لقوات هيئة تحرير الشام لعديد من المدن والبلدات السورية هو فقدان النظام السوري لداعميه الدوليين، ابتداء بحليفتها الاستراتيجية روسيا التي سعت بكل قوة منذ بداية الازمة السورية بدعمها عسكرياً من خلال طائراتها وقواتها الاخرى المتواجدة في عدة مواقع عسكرية لها مثل مطار حميميم، ولكن هذه المرة واضح جداً أن روسيا قد تخلت عنها لصالح ملفات اخرى في جبهات أخرى، وقد كانت تصاريحها واضحة بانها لا يمكن ان تكون مكان الجيش السوري وعليه ان يدافع عن نفسه، والداعم الآخر الذي فقد هو الآخر معظم قواه في كل من فلسطين ولبنان وسوريا هي إيران التي اصيبت بحالة صدمة رغم انها كانت متوقعة، فعندما بدأت اسرائيل بتدمير مراكز قوتها خارج إيران فهذا يعني بداية النهاية، حيث بدأت الدبلوماسية الايرانية بالتحرك السريع والقيام بجولات مكوكية من خلال وزير خارجيتها عراقجي، الذي زار العديد من الدول في محاولة منه الحد من الاضرار، ومنعها من الاقتراب من الداخل الايراني، الذي بات منخوراً ضمن هذه التحوُّلات والتطوُّرات السريعة. وانهيار الجيش أمام هذه القوى وانضمام مناطق أخرى الى هذه القوات في كل من درعا والسويداء وإعلانها تبنّي هذا الحراك وخروج الجيش السوري من مناطقها، وتسليم دير الزور الى قوات قسد المتواجدة في شرقي الفرات، وخروج الجيش من كل من حماة وحمص. بدأت تتشكل ملامح سوريا المستقبل من حيث شكل الحكم، وشكل الدولة السورية القادمة قائمة على أساس أقاليم جغرافية. من الواضح ان هناك اتفاق دولي بإنهاء المسألة السورية والانتقال بعد انهاء حكم الاسد الى سوريا الجديدة.
أما بالنسبة للشعب الكوردي فأي تغيير في سوريا نحو الديمقراطية اذا وجدت سيكون لصالح الشعب الكوردي، بالنسبة الشعب الكوردي المتواجد في كل من شيخ مقصود واشرفية رأينا ان هذه القوات قد اعلنت بانها ستحافظ على الجميع، ولذلك ومهما كانت النتائج عليه البقاء في ممتلكاتهم والحفاظ على امتدادهم التاريخي بالنسبة لمهجري عفرين الحل الامثل والافضل ان يعودوا الى وطنهم الاصلي في عفرين وعدم الانتقال من نزوح الى نزوح وان كانت هناك جهات تستثمر وتستغل معاناتهم وتوجههم نحو البقاء في المجهول هو ما يؤثر في التغيير الديموغرافي في عفرين وهو ما يجب الانتباه له وما يقوم به المجلس الوطني ومن تشجيع وتقديم المساعدات اللوجستية للعائدين هو الخيار الصح الذي يدعم بقاء الكورد في عفرين وإفشال المشاريع الأخرى القائمة على إفراغ تلك المنطقة وجهود مؤسسة البارزاني الخيرية القائمة أساساً على تقديم المساعدة لجميع الفئات المحتاجة نتيجة ظروف غير استثنائية سواء كانت طبيعية كوارث او بسبب الحروب والمنازعات حيث يعملون على بث الطمأنينة في تلك النفوس الخائفة.
عموماً مجمل التغيرات الدراماتيكية تبين بشكل جلي الاتفاق بين الدول الفاعلة امريكا اسرائيل روسيا تركيا ومباركة الدول العربية لهذه العملية التي تعني نهاية حكم الاسد في سوريا، وبدا بشار الاسد مدركاً لهذا الأمر، وكأن هناك إرادة اخرى حركت بقايا الجيش وزج بما تبقى من الشباب السوري الى المقتلة في محاولة من تلك الجهات بإعادة الزمن الى الوراء، اما التحركات الدبلوماسية والاجتماعات الطارئة التي حدثت هي بهدف المشاركة في المرحلة المقبلة وفق تصوراتها وبشكل خاص ايران التي تشعر بخطر وجودي.
ونحن كشعب سوري نأمل ان تكون هذه التغيرات بخدمة الشعب السوري وبناء الدولة السورية التعدُّدية الديمقراطية حامية للجميع ومحافظة على خصوصية كل مكون دون اضطهاد او ظلم او مشاريع اقصائية يحيا فيها الشعب السوري بالأمان والسلام».

الكورد بعد الأسد والتحديات الكبيرة
تحدث رئيس فيدراسيون منظمات المجتمع المدني في سوريا، حسن قاسم لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «بعد انقضاء ستة عقود من اعتلاء حزب البعث العروبي للسلطة في سوريا الذي اتّسم حكمه بالشمولية المطلقة واحتكار السلطة، وفرض الأحكام العرفية في طول البلاد وعرضها، وإصدار المزيد من القوانين الاستثنائية للتضييق على شعبنا الكوردي وبقية المكونات الأخرى وزج الكثير منهم في السجون والمعتقلات، ومصادرة الحريات العامة وخرق قوانين حقوق الإنسان، والتصرف بالموارد وبناء منظومة من الفساد ومافيات المخدرات وغياب المحاسبة، جعلت من المتنفذين يتحكمون بالسلطة بيد من حديد، فضلا عن إدخال البلاد في حروب خاسرة وانتهاج سياسات متطرفة والدخول في محور ما يسمى بالمقاومة، كل ذلك على حساب معيشة المواطن وحريته وكرامته.
احتجاجاً على تلك الممارسات اللا إنسانية كانت الشرارة الأولى عبر الانتفاضة الكوردية عام 2004، لكنها جوبهت بقمع وحشي تجاه المنتفضين الذين لم يستكينوا لممارسات السلطة الديكتاتورية، حتى اندلعت الثورة الشعبية العارمة ضد نظام الطاغية بشار الأسد الذي سارع باستخدام جميع الأسلحة لإطفاء نيرانها، وعمل على إشعال الفتن بين مكونات الشعب السوري تطورت الى حرب أهلية مذهبية استطاع بذلك تحقيق بعضٍ من الانتصارات بمساعدة روسيا وايران والعديد من الميليشيات الطائفية التي لم ترحم حتى السكان المدنيين بسلوكها الاجرامي مرتكبة أفظع الجرائم.
المعطيات الأخيرة كشفت السعي الواضح من قوى اقليمية ودولية لإنهاء النفوذ الإيراني في سوريا، وتعكس تحولات إقليمية عميقة، وقد شهدت خرائط السيطرة العسكرية على الساحة السورية تغيُّرات متسارعة جداً منذ السابع والعشرين من تشرين الأول الماضي بعد إطلاق المعارضة المسلحة عملية ردع العدوان، تقودها هيئة تحرير الشام اضافة الى فصائل عسكرية معارضة منضوية تحت تشكيل الجبهة الوطنية للتحرير، ومع بدء عملية ردع العدوان تفاجأ العالم بالانهيار السريع للجيش السوري وخروجه المهين دون مقاومة تذكر، وبدا أنه في وضع صعب جدا، وغير قادر على بناء خط دفاعي في المناطق التي وصلت اليها قوات المعارضة المسلحة.
وبحسب المواقف الاقليمية هناك مؤشرات على دعم تركيا لعملية ردع العدوان التي تقع ضمن حدود منطقة خفض التصعيد التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا، وأن تركيا تنطلق في دعم هذه العملية من الاتفاقيات المبرمة مع روسيا عام 2019 التي لم تلتزم بها موسكو وقوات النظام السوري.
يبدو أن روسيا وجهت كل تركيزها نحو أوكرانيا، ومع استيعاب حزب الله للتحديات التي يواجهها بعد أن خسر معظم قوته العسكرية في حربه مع إسرائيل، وانشغال إيران بمشاكلها الداخلية وتعرضها المستمر للضغط الدولي، أصبح النظام السوري الذي ماطل كثيرا في تنفيذ القرار الأممي 2254 ورفض الحل السلمي للمعضلة السورية أصبح في مواجهة مباشرة مع فصائل المعارضة المسلحة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل من ضمانات لتخلي الجولاني عن عباءته التكفيرية والاندماج مع الشعب السوري لبناء دولة سوريا الاتحادية المدنية عمادها الديمقراطية والسير في طريق التقدم الاجتماعي؟ وهل سيسمح التحالف الدولي بأن تسيطر جماعة مصنفة على اللوائح الارهابية على مقاليد الحكم في البلاد؟
كوردياً هناك تحديات كبيرة تتعلق بوجودهم، ومخاطر التغيير الديمغرافي لمناطقهم، الأمر الذي يتطلب التشبث بأرضهم وعودة المهجرين الى مناطق سكناهم والحفاظ على هويتهم القومية. والدفاع عنها عبر خطاب سياسي عقلاني يعبر عن آمال شعبنا في نيل حقوقه القومية وفق ما تقتضيه قوانين الشرعية الدولية وحقوق الانسان كشعب يعيش على أرضه التاريخية.
ان العودة الى اتفاقيات هولير ودهوك والتنسيق مع العمق الاستراتيجي الكوردستاني لبناء قوة عسكرية قوية، هو ضمان لوحدة الارادة والعمل ونيل استحقاقات المرحلة».

التنوع السوري وتقوية الروح الوطنية
تحدث الكاتب والسياسي، منال حسكو لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «في البداية لا بد لنا أن نتذكّر الأحداث الأخيرة المتلاحقة في المنطقة، ان الهجوم الذي قامت به حركة حماس في السابع من أكتوبر على المدنيين الإسرائيليين ومن ثم دخول حزب الله اللبناني والحوثي في اليمن والحشد الشعبي العراقي على الخط بحجة مساندة غزة وردة فعل إسرائيل على تلك الجهات وصولاً الى قتل القادة والمستشارين الإيرانيين وإضعاف محور المسمات بالمقاومة كل هذا من جهة، وعدم التوصل إلى اتفاق سياسي بين سوريا وتركيا من جهة أخرى، كلها كانت وراء اتفاق بين أكثر من جهة بأن يكون التفاوض تحت السلاح وإجبار النظام في دمشق على الرضوخ للمطالب الدولية والتخلص من الوجود الإيراني التي اصبح مزعج للجميع بما فيهم روسيا، لهذا هذه كانت السرعة في السيطرة على الارض من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل المرتبطة بها وإنهاء حكم الأسد وإسقاطه».
يتابع حسكو: «هنا لابد من العودة ولو قليلاً الى الوراء و نتذكر كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والخرائط التي وضعها وكلامه عن الشرق الأوسط الجديد والوصول إلى حدود تركيا، وهذا ما دفع بالرئيس التركي الى الإسراع في فتح باب الحوار مع دمشق والحديث عن الإفراج عن زعيم حزب العمال الكوردستاني عبدالله اوجلان بشرط أن يسارع الاخير الى نبذ الارهاب والتبرؤ من جماعة قنديل، ان عدم استجابة الرئيس السوري بشار الأسد للدعوات التركية من جهة والتخلص من النفوذ الإيراني من جهة أخرى كانت وراء اتفاق جديد للاعبين على الارض السورية، واستدعاء بشار الأسد الى موسكو، وبدء الهجوم من قبل هيئة تحرير الشام اثناء وجوده في روسيا يعزز نظرية التوافق الروسي التركي الأمريكي الأوربي معاً».
يضيف حسكو: «من المعروف إن الشعب الكوردي والحركة السياسية الكوردية كانوا ومازالوا الطرف المعارض للنظام السوري منذ الخمسينيات من القرن الماضي، ودفعت الكثير في سبيل تحقيق الحقوق القومية المشروعة، وتعرض للكثير من الإجراءات الشوفينية من الاعتقالات والتهجير القصري والحرمان من أبسط حقوقه المشروعة حتى حق المواطنة، وتطبيق الحزام العربي السيء الصيت، ان خروج اول مظاهرة وفي العاصمة السورية دمشق قام بها الكورد أمام القصر الجمهوري، أما بعد قيام الثورة السورية السلمية كان الشعب الكوردي في مقدمة الذين وقفوا الى جانب الثورة، لهذا ليس هناك من يستطيع ان يتزاود على الشعب الكوردي والحركة السياسية الكوردية، ولكن وبالعودة الى سؤالكم، نعم من دون أدنى شك هناك مخاوف ولهذه المخاوف اسباب منها حصلت أثناء الثورة ومنها شوفينية بغيضة، ان تدخل منظمة ال ب ك ك على خط الثورة ووقوفها الى جانب النظام، وعرض تلك الجثث من على ظهر المركبات كانت لها اثر سلبي جداَ، وتحكم عناصر قنديل في الكثير من المناطق العربية ايضا لها تداعيات سلبية، والقتال في عفرين في معركة خاسرة كانت السبب وراء نزوح الآلاف من ابناء عفرين، اليوم وبعد اسقاط النظام على يد جبهة تحرير الشام يجب العمل على مساعدة النازحين بالعودة الى ديارهم، لان عملية الهجرة الى شرق الفرات لها آثار سلبية على التغيير الديمغرافي وتهدد الوجود الكوردي هناك، لهذا من الواجب وعلى الجهات الفاعلة العمل على عودة النازحين وتقوية الروح الوطنية بين مكونات الشعب السوري».
يشير حسكو: «من الواضح بأن المشاكل في المنطقة تتجه نحو الحلول، حيث نشاهد نهاية الحرب في غزة والقضاء على حزب الله في لبنان واضعاف دور ايران، كما ان حرب روسيا وأوكرانيا كلف الكثير من كل النواحي وبالأخص الاقتصاد، وروسيا لم تكن تهمها نظام بشار بقدر ما تهمها الحفاظ على قواعدها في البحر الأبيض المتوسط اي ان لا تتعرض مصالحها للخطر، واعتقد بأن هناك ضمان امريكي تركي لها بذلك، اما أمريكا فمصلحتها تكمن في شرق الفرات وضمان امن إسرائيل، بخصوص تركيا التي لها حدود بطول حوالي 920 كم مع سوريا ويوجد لها اطماع واهداف في سوريا واعتقد بأن ما يجري الان تخدم الدولة التركية اكثر من اي جهة أخرى، وهنا لابد من الإشارة الى ان الخاسر الأكبر من اسقاط النظام هو النظام الإيراني الذي تجاوز كل الخطوط واصبح عبء على جميع دول المنطقة، لهذا كان يجب ان يضع لها حد و خسارتها لأذرعها من حماس وحزب الله والحوثي والحشد الشعبي واغتيال الكثير من قادتها كلها كانت نتيجة السلوك السيء للنظام وذرع الحقد والكراهية وعدم احترامها لسيادة الدول اوصلها الى هذه النتيجة، بخصوص إسرائيل لا استبعد ان يقوم بإنشاء منطقة عازلة على حدودها وضمان أمنها، كما أنني لا استبعد قيام الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وغيرهم بالتطبيع مع دولة إسرائيل وإيجاد صيغة لحل القضية الفلسطينية، كل هذا في الطريق وهذا ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، وهنا يأتي السؤال الأهم اين نحن ( الكورد ) من كل هذا فإن الحديث عن الشرق الأوسط الجديد من دون إيجاد حل للقضية الكوردية العادلة لا يمكن ابدا، لان الصراع في المنطقة لن تتوقف ما لم يكون هناك حل للقضية الكوردي، فهل الأحزاب والقيادات الكوردية في مستوى هذا الحدث الكبير؟ على الأقل يوجد هناك قائد (مسعود بارزاني) زعيم للامة الكوردية ولنا امل كبير به، لن يعود التاريخ الى الوراء والشعب الكوردي لن يتنازل عن حقه في الحرية، والحرية تكمن في قيام الدولة الكوردية المستقلة على ترابه التاريخي».