هل يُعاد تشكيل وجه الشرق الأوسط بفوز ترامب؟
كوردستان – الافتتاحية
في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة والعالم، ومع توسّع رقعة الحرب الدائرة حالياً، وبضراوة أشد من غزة إلى لبنان، وتصاعد العمليات العسكرية في كل من سوريا، إيران، واليمن، يعيش الشرق الأوسط حالة من التوجّس والترقب لما قد تحمله الأيام المقبلة، وهي بلا شك أيام حبلى بالمفاجآت، ولن تسير الأمور وفق المتوقع والمأمول منها.
الجميع يراقب بقلق وتوجّس تداعيات هذا التصعيد، وتأثيراته المحتملة على استقرار المنطقة وعلى موازين القوى فيها. ويعود إلى صدارة الأحداث المتفاعلة من جديد الحديث عن إعادة تشكيل وجه الشرق الأوسط بعد الفوز الكبير للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هذا الفوز دون شك يزيد من حدّة التّقّب، حيث يبدو أن جميع الأطراف تسعى لإعادة حساباتها واستباق التحوّلات القادمة، وبالسرعة المأمولة، وإلا سوف تقع في خطأ الحسابات التي لن ترحمها.
تركيا، التي طالما سعت لتعزيز دورها الإقليمي، تجد نفسها الآن أمام تحديات كبيرة، خشية أن تنعكس تلك التطورات على أمنها الداخلي ودورها الإقليمي، على الجانب الآخر، تبدو بعض الأطراف أكثر قلقاً من غيرها، مثل النظام السوري، وقطر، وإيران وأذرعها الإقليمية، إضافة إلى حزب العمال الكردستاني وفروعه المختلفة.
في المقابل، تظهر المملكة العربية السعودية والإمارات وتركيا بمستوى أقل من التخوُّف، حيث تعوّل على ترتيبات جديدة قد تنشا غالباً مع الوضع الدولي الجديد ونتيجة للتعاون المحُتمَل بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
المرحلة المقبلة قد تشهدُ تحوّلات جوهريةً إذا ما تم الاتفاق على وقف الحروب المستعرة في المنطقة، وهو أمرٌ قد يُعيد تشكيلَ الأولويات الإقليمية والدولية، ويفتح الباب أمام حلّ قضايا مزمنة، وعلى رأسها الأزمة السورية التي طالت واستطالت.
في هذه الحالة، تطلّعاتُ الشعوب للسلام والاستقرار قد تزداد، وتأخذ فعل المشروعية في خِضَم هذه الفوضى، ويبقى الأملُ أن تكون التغيُّات القادمة فرصة لحل المشكلات العالقة بدلاً من تعميق الصراعات. على العموم، يمكن القول إن الشرقالأوسط يقف اليوم على مفترق طرق، حيث تتشابك المصالحُ الإقليمية والدولية، ويُرسَمُ مستقبل جديد للمنطقة. فهل سيكون هذا المستقبل أكثر استقراراً وأمناً، أم ستبقى الصراعات سيدة الموقف؟ ويعاد تكرار السؤال: هل يُعاد تشكيل وجه الشرق الأوسط بفوز ترامب؟ نعتقد أن هذا ما ستُجيب عليه الأيام القادمة.