المرأة الكوردية.. ما هي رسالتها؟
آناهيتا حمو
أتراها تتقمص وترتدي طاقة وشخصية المرأة الأوروبية المتضامنة؟ عبارته المقتضبة الشهيرة، العالم ألبرت أنيشتاين:" مرد كل شيء يعود إلى الطاقة " تلك العبارة مثيرة للجدل، "ولا سيما الطاقة الإيجابية ومن أروعها يستطيع المرء تحقيق وإنجاز الكثير. تراودني هذه العبارة، التي قد تغير الكثير من المجتمعات ومن أفعال الكثير من البشر ناهيك عن المرأة التي تملك بحاستها وحسب عالم النفس الفرنسي بيرداكو، بحدسها وحاستها السابعة القوية التي تملكها وهي ممن يتأثرون بالعلم والمعرفة والنظريات العلمية في المجتمع ويساهمن في التنمية بأدوارهن الريادية في تغير مجتمعاتهن.
وقفت المرأة الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية وبنت المجتمع الأوروبي ونالت مكانتها حقيقة بجوهرها، سهرها تعبها، وليس بالعرض والاستعراض!
وفي مجال السياسة أيضا تولت مهمتها كرجل كانت تدير حزباً سياسياً، وهكذا أكملت مسيرتها إلى يومنا هذا، وما زالت تعيش ذلك الزمن من التقشف من أجل العلم والتنوير والمعرفة والبحث العلمي والاكتشاف والأسفار والرحلات العلمية، منهن أبدعت "أغاثا كريستي الكاتبة التي روت والتي تعيد في كتابها، أمجاد تلك الأيام الجميلة للمرأة الكوردية القوية نموذجا مميزا في الشرق الأوسط، ولعل الفن والأدب خاضته المرأة الأوروبية كمعركة لتحرير المرأة.
في مسرحية فرنسية سردت الكاتبة الفرنسية سيرة امرأة حكم عليها بالإعدام بالمقصلة لمناضلة تدعى "اولامب دي غوج "، من قبل محكمة الثورة الفرنسية آنذاك والمسرحية عبارة عن مشاهد درامية وحوار مؤثروملهم جدا يجري بين المناضلة، الناشطة الفرنسية وأحد قادة الثورة " وروبسبير"
أنتِ أيتها المرأة الكوردية الحرة صاحبة رسالة! بإمكانك تحقيق وإنجاز الكثير،
"بإمكانك أن تهزم جيشا، لكنك لا تستطيع أن تهزم رسالة أمة ": كما قالها الفيلسوف أحد فلاسفة الثورة الفرنسية. فالمرأة المدركة لرسالتها والتزامها لا تهزم ولا يستطيع أحد أن يهزمها كذلك مجتمعها وأمتها. بعد أن تنفست الصعداء عبق الحرية.
لم تنجزي الكثير أيتها المرأة الكوردية بعد ورغم وجودك أكثر من نصف قرن من الزمان في كنف حرية الدول الأوروبية، لم تتذوقي بعد مرارة الانتظار في مترو باريسي صباحا حيث البرد الشديد للذهاب إلى العمل لا بل تأمين الأطفال قبل الذهاب، والمكوث في مرافئ أوربا، بعد انتهاء مشاهد الحرب الكونية الثانية، التي التهبت كجمرات متقدة والتهمت جميع الإثنيات والإبادات الجماعية
ففي نص تاريخي في مجلة هاوارالكوردية نشر عام ١٩٣٢. فاته" وهي تهدهد حفيدها الذي لا ينام والذي استشهد أباه، "مهد الجدة الكوردية فاته "،"مشهد درامي يقطع أوتار القلوب
لنحترم سوية، أيتها الكوردية الجميلة مساحة الحرية التي تتنفسين عبرها اكسجينا، حرية وجودك أنت متواجدة بقرار تضامني صادر من وجودها تلك المرأة تلك الأيام، تلك المرأة المثقلة بالهموم، المثقفة والمنتجة لكن لا تستظلّي شجرة لم تعملي طوال النهار وبعض الأحيان بعض الليل، لم تساهمي يوماً في نهضة تلك الدول الأوروبية وزرع بذور التنمية الاجتماعية والأخلاق السامية.
إذا كان النظام العالمي الجديد، يسعى لتفكيك الدول في الشرق الأوسط والجغرافيات الكبرى وتفكيك دولة كوردستان أنموذجاً، يحتذى به وتحويلها إلى دويلات صغيرة سهلة السيطرة، كوني ومثلي دولتك، كوردستاننا المقسم والمنهوب، ولا تخلطي بين التضامن، الاندماج والجدة، الانسلاخ والحداثة.
فالتغيير يتم بالتسلح بالمعرفة والعلم وعلى مراحل بسكينة ورقي في المجتمع تقوم بنسخه المرأة ولعل ما يحصل في وطننا، من أشكال التغييرات يجري في كوردستان، أشكال عديدة منها الديموغرافي الأبشع، والأكثر ضرراُ على المدى الطّويل، يبدأ بكِ أنتِ.
هل نعيش خارج الزمن؟ هل سرقنا العالم الافتراضي من العالم الاجتماعي؟ يسرقنا من رائحة فصول الحب الحقيقي والذكرى والعمر، بات كل شيء افتراضي.
لا أصدق من تلك العبارة للكاتبة التشيلية "إيزابيل الليندي" "إننا تافهون بالمُقارنة مع أبعاد الكون ومسارات التاريخ، وكُل شيء سيستمر على حاله بعد موتنا وكأننا لم نوجد على الأطلاق."
كما أردفت" أولامب" الفرنسية ختام المسرحية في الصفحة 72 وهي تمضي ليلة قاسية جدا تسبق صباح إعدامها، ببرودة شهر نوفمبر من خلال مونولوج، حوار داخلي وهي تشعر ببرودة الشتاء وبرودها النفسي.
مرددة في ليلة دون سهاد، لتنفيذ حكم الإعدام بالمقصلة، بطلة المسرحية:" سيستمر العالم أن يكون العالم، سوف يستيقظ الشارع، في النهاية لا يتوقف العالم بدوني، المرأة الخبازة سوف تقوم بصنع خبزها اليومي، وكل سوف يتوجه إلى عمله في الوقت الذي لن أكون في هذا العالم وكأنني لم أكن يوما، أتمنى لو أن وجهي لا يخونني، أريد أن أكون عظيمة، أريد أن أكون جميلة".