آزادي..آزادي

آناهيتا حمو

آزادي آن آزادي، عبارة نسمعها منذ نعومة أظفارنا، وما زلنا نسمعها ينادي بها حتى النخاع، وثملت آذاننا، كورد أربع جهات كوردستان ينادون بالحرية، وقد رددها العظيم الخالد ملا مصطفى بارزاني، وظل يرددها حتى آخر لحظة من عمره.
من هذا الليل الألم يحترق شيء بداخلك كي تضيء شمس ربيعية، كما يقول الكاتب جلال الدين الرومي سيولد النور، من الفضيلة في عتمات الليل سيلد الفجر للكوردي ستلد الحرية.
من عتمة الأمسيات للشرفاء الكورد وإصرارهم على نهجهم، وفضيلة قيمهم التي يفتخرون بها ولا يمكن شراؤها، ثابتة راسخة.
إيريك فروم عالم النفس الإنساني يعبر عن كرهه للأشياء للبيع حتى الإنسان نفسه، والفن والكتب والأدب، وقلة قليلة من البشر لا يمكن بيعهم أو شراء ذممهم. كيف نثق بهؤلاء البشر بأنهم لن يقتلوني أو يسلبوني حقي في الحياة؟!
لطالما راودني هذا الشعور بعدم الأمان، في المجتمع المعاصر حيث سلب الحقوق والمطالبة بقوة وبغضب وتارة عبر الفن الملتزم من مغتصبيها كي تسترد الحقوق.
اللوحة الكوردية ومسلسل اغتيالات وسجن الشرفاء بات مقلقا ومطلبا ينادي به الشرفاء من القوم ممن تحثهم ضمائرهم على نهجهم الإنساني والمثابرة والدعم على عدم مصادرة الحريات لبشر أرادوا الحرية لهم ولغيرهم.
تراودني صورة الشابة مثل شموع الروح متقدة بزيها الكوردي في صفحات التواصل الإجتماعي مع أمواج قوية عاتية بحرية لصيف من عام ٢٠٢٤ تهدي الأفق لتغرد مع رف نوارس آفاق الحرية، رموز للأجيال لأمل قادم والوفاء والمدى الأرحب لمجموعة من معتقلي الرأي مسلوبي الحرية، بعزم إرادة قرن من الزمان وهم ينشدون يلحنون عبارة النصر أم الشهادة.
لابد أن نتذكر أعظم أبيات شعرية للشاعر أبو قاسم الشابي لمدرسة الإرادة، لطالما سمعتها بصوت المناضل، الرئيس والبيشمركة مسعود بارزاني إذ يقول:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ليسْطَع النُّور فِي أَعماقك يجِـب أَن يحترق شيء فِيك". »عبارة للشاعر وفاءً وخلوداً، جلال الدين الرومي مقولة تنير الدروب والحث والتصميم والإرادة على النصر وانبلاج الفجر من عتمة سجون الحياة المعاصرة.