حلم مزعج
رشاد حمك
في مكان ما ضمن هذه الحياة اختار أن يبقى وحيداً بعيداً عن الصخب والضجيج وعن كل ما هو مؤلم وما يحدثه البشر، وما تحدثه الحياة في النفس البشرية من آلام وأحداث.
رغم كل هذا ظلت الحياة تضيق عليه، وتعذّبه، وبقي الناس يتكلمون عنه منهم بالسوء، ومنهم من وصفه بالوصف الجيد، والحياة لم تكف عنه رغم اختياره الابتعاد وظنا منه انه كلما ابتعد سوف يكون في مأمن عن هذه الحياة، وما يدور بها من أحداث، ورغم ذلك بقي متعهدا على نفسه بالوعد الذي قطعه أن يبقى وحيداً.
وفي يوم ما اتخذه استراحة من عمل قام به استيقظ مذعورا من حلم، وأخذ يتذكر ما كان في الحلم من مشاهد حلم انه كان مسجون في غربته، وهو يهاجر الى مكان اخر غير بيته ووطنه وهو في الطريق يلتقي بمجموعة من الاشخاص يعتقد انهم مهاجرون أيضا، ويختار أن يكمل معهم الطريق الى أحد البلدان.
بعد عبور نصف الطريق والاقتراب من البلد الذي اختير يُلقى القبض عليهم، وهو معهم، وفي الطريق الى المركز يعرف انه متهم معهم وانه يُعتقد انه منتسب اليهم بعض الوصول واثناء الاستجواب يسرد لهم قصته، لكن هيهات ان يتم التصديق فهو متهم مع جماعة اُخبر عنهم انهم من تجار الممنوعات على المستوى الدولي وبدورهم التجار قالوا لولا وجوده معنا لما ألقي القبض علينا.
المسكين لم يعد يعرف ماذا يفعل؟؟ إن بقي سوف يكون في خطر، وإن خرج سوف يكون في خطر أيضا.
بعد تفكير اختار ان يبقى وحيدا بمفرده في زنزانته الى ان يتم الافراج عنه عسى ان ينجو بنفسه، وان ينسوا شكله او ان يتم الافراج عنه.
راودته افكار لا حصر لها خلال دقائق معدودة وهو في الزنزانة معهم، ولكن قبل أن ينطق أو ينادي على البواب سمع دوي ضربة وصرخة قوية.
إثر الصرخة استيقظ من النوم مذعورا خائفا واخذ ينظر الى المكان من حوله ولم يرَ شيئاً أخذ يهدأ من الصدمة التي كانت في حلمه شيئا فشيئاً