رحلة معَ الصباح

رحلة معَ الصباح

ندوة يونس

وأنتَ تتأبطُ الصَّباحَ وتمضي بهِ
إلى حِكاياتِ السَّهلِ والشَّجرِ
مُكتنزاً بالنَّدى على مائِدةِ الينبوعِ تهُشُّ على اليباسِ
تتبعُ الطُّيورَ المُهاجرةَ
تُدركُ خوفَها الذي لا يهدأ
تتركُها طليقةً تحتَ مِعطفِ سمائِها
تبحَثُ عنْ أحلامِها
والصباحُ كما عهدتهُ
يودِعُ وهجَهُ على وجهِ الأيَّامِ
تعِدُّ القهوةَ للفناءِ والبيادرِ بأنفاسِها
وينقضُّ على الحُزنِ الكهل
يُطفِئُ يأسَهُ
يستطلعُ ما خلفَ الأشجارِ
وكيفَ تزهرُ حكاياتُها
ويندسُّ في أناشيدِ الليلِ
يُشعلُ شُموعهُ
الصباح تدحرجهُ بلا قِناعٍ
لا تُبدِّدهُ ...
تُنفِذهُ في السَّراديبِ القاحلةِ
والغُرفةِ المُوحشةِ وجُدرانِها الباردةِ
ومأدبةُ النبيذِ في الانتِظارِ تُعدُّ نشوتُها
وتتهيَّأ لردمِ المسافاتِ
وأغاني تتمطَّى من نومِ عميقٍ
اِستيقظتْ مُزهرةً تتجرَّعُ الكأسَ
من أباريقِ الحنينِ الطاعِنةِ
الصباحُ مُلكُ يديكَ والسهولُ والبراري
وأيضاً عشُّ قلبي
الصباحُ أن تأتيَ لا كجُرحٍ
الصباحُ أن تأتيَ بكاملِ صورتكَ التي أنفذَها ليَ الماءُ
وهي تُثلجُ في كأسٍ
لا تزالُ تنتمي إلى أنفاسِكَ
حينَ كنتَ تقودُ التعبَ إلى حتفِهِ