منصات "الدروس الخصوصية"
حسين علي غالب
تجربة رائعة بكل ما تعنيه الكلمة، والمشرفون عليها شباب أكاديمي من مختلف التخصصات مفعمون بالطاقة والنشاط، والفكرة من بساطتها بات الكثيرون يقلدونها وهذا جيد جدا مع وجود الطفرة التكنولوجية السريعة.
حيث يجتمع أحدهم وهو متخصص على سبيل المثال ب "اللغة لعربية" ومعه متخصص في علوم الكمبيوتر، ويبدأ المتخصص باللغة العربية بتقديم المنهج الدراسي للطلاب بمختلف المراحل كدروس حقيقية واقعية، بينما يقوم صديقه بعمل حلقات مسجلة بالدروس وبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو إرسالها عبر تطبيقات الاتصال المختلفة، مقابل تكاليف قليلة تناسب الجميع.
نعم هذه "المنصات " باتت لا تعد ولا تحصى، وهي في ازدياد مستمر وهذا ما يزيد من سعادتي، والطالب مستفيد منها للغاية ومتفاعل معها ولا يشعر بتعب أو ضجر، فلقد بات يعيد الدروس المسجلة كحلقات مرة تلو مرة حتى يفهم الدرس وهو في مكانه، وإذ كان لديه سؤال فيرسله عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر تطبيقات الاتصال المختلفة بكل يسر وفي أي وقت ويتم الرد عليه بوقت قياسي.
كذلك الجدير بالذكر أن الكثير من دولنا تعيش ظروفا قاسية "دون ذكر التفاصيل"، وهذه "المنصات" تعتبر طوق نجاة للطلاب الذين لا يمكنهم العودة لمدارسهم، حيث سوف يعيشون أجواء مدرسية في أماكن تواجدهم أي كانت ولا تضيع عنهم دروسهم، وحتى بإمكان أولياء الأمور جمع أكبر عدد ممكن من الطلاب في أي مكان وجعلهم يتابعون حلقات الدروس أن كان هناك انعدام للتيار الكهربائي أو شبكة الانترنت، كما حدث في السنوات الماضية مع الكثير من الطلاب للأسف الشديد.
أيضاً هذه "المنصات" ساهمت بضرب" عصفورين بحجر واحدة"، وأنا هنا أقصد "الدروس الخصوصية" التي تكلف أولياء الأمور مبالغ فلكية وتعب وجهد مضاعف على الطالب الذي يعود من مدرسته منهك وبعدها يستعد أما للذهاب إلى مركز يقدم دروس خصوصية أو يأتيه المدرس إلى بيته لكي يعطيه الدرس، وأيضا " المدارس الخاصة" التي تتباهى بعضها وليس جميعها حتى أكون منصفا بنقل الحقيقة أنها تبذل "جهد خارق" في تقديم الدروس وأنها أفضل من المدارس الحكومية ومن دونهم فأن الطلاب ضائعين ولن يحصلوا على تعليم بتاتا، وهذا الجهد لا يريده منها الطالب ولا أولياء الأمور منهم الآن بفضل هذه "المنصات".
وأيضا يجب أن أذكر معاناة يعيشها الطلاب وأولياءهم المساكين، ففي بداية كل عام دراسي وخصوصا الشهر الأول والثاني من هذا العام هناك حالة هلع تصاحبهم، لأنها بداية مرحلة جديدة حيث يكون الطلاب تحديدا مرتبكين للغاية، وقد يساهم هذا في بطء استيعابهم للدروس المختلفة، وهذه "المنصات" هي الدواء الشافي لهم.