من يرافقني الى دين الإنسانية؟!!
فرهاد شاهين
في دين الإنسانية لا يصلي المرء مرة واحدة أو خمس أو عشر، بل انه في حالة صلاة دائمة؛ لأنه في حالة تطهر دائم من الفحشاء والمنكر.
في دين الإنسانية ﻻ يصوم المرء يوماً أو أسبوعاً أو شهراً محدداً بعينه، بل أن جوارحه في حالة صيام دائم، كذلك لسانه، وسلوكه اليومي، وأخلاقه -كل أخلاقه -في حالة صيام وتسام وتطهر من كل ما يؤذي النفوس البشرية.
في دين الإنسانية ينصر المرء أخاه من كل الأديان والأجناس والطوائف والقوميات والألوان.. ذلك ﻷن الذي ينتمي الى دين الإنسانية يتعلم كيف يرتقي فوق الانتماءات هذه نحو أعظمها شأنا:.. الإنسانية التي تحتضن بني البشر كما اﻷم الرؤوم. تحتضنهم لترضعهم حكمة العقل والحب والتسامح والسلام.
في دين الإنسانية ليس هناك كافر وتكفير، ظالم ومظلوم، ذكر وأنثى، قاتل ومقتول، ضال ومهتد، فقير وغني، مستغل ومستغل، صغير وكبير، بل أن الجميع في حالة إيمان وهداية وعدل ومساواة بالحرية.. الحرية الكاملة التي ترسمها معالم الشعور بأن حقوق اﻵخرين هي من أقدس واجباتك، وان حقوقك هي من اقدس واجبات اﻵخرين .
في دين الإنسانية ﻻ تنازع على البقاء وﻻ استهتار بأعز القيم التي اكتشفتها ووضعتها وحفظتها البشرية. بل ان الناس تعيش في حالة وئام وحوار وانسجام وتفاهم على أصغر الأمور وأكبرها. في دين الإنسانية يولد الناس أحراراً، ولا تستلب حريتهم في مجرى الصراع الدموي للاستحواذ على الوجود.
والممتلكات، والأوطان، والمقدرات، والمعتقدات، والإرادات والخيارات...دين الإنسانية دين بلا مذاهب وﻻ طوائف وﻻ حروب وﻻ فتن كبرى. دين الإنسانية هو دين الرب الواحد الذي ﻻ يميز أمة ما، وﻻ يختار شعبا ما وﻻ يتخذ ولداً ما ...دين الرب العادل الذي تجتمع فيه أعظم صفات الربوبية وأكثرها اشتراكا بين شعوب العالم التي مضت والتي مازالت موجودة والتي ستوجد على مر الزمان ...ذلك هو دين الإنسانية الذي ينبغي أن ينتمي إليه كل إنسان في كل زمان لكي ﻻ يصاب بالخذﻻن او الخسران..
هذا هو دين الله الذي لا يحمل عنواناً واسماً لأنه يجعل من كل واحد منا نبيا كما يجعل الله في داخلنا لا يغادرنا ونحن روحه.