الايزيديون بين تراجيديا الأمس والواقع الراهن

الايزيديون بين تراجيديا الأمس والواقع الراهن

زيدو باعدري

عندما يمسك الكاتب قلمه بغية الكتابة عن موضوع ما عن الإيزيدية، هناك حقيقة لابدّ من ذكرها وهي رواية التراجيديا المأساوية الأربعة والسبعين أنفالاً وفرماناً.
حقيقة، لا يمكن القفز على هذا الموضوع بأي شكل من الأشكال لأنه إلى يومنا هذا الرواية التراجيدية مستمرة الحدث، التشرذم والتشتت الناتج الفعلي عن هذه الفرمانات.
والآن هذا التشتت هو نتيجة حتمية لها بآمالها وآلامها ومآسيها.
التشتت بأبشع صوره هو قلما نجد قارة أو دولة إلا وقد طرق الإيزيديون أبوابها هرباً من خرافة تنظيم داعش الإرهابي، هذا التشتت له أثر سلبي لأننا كإيزيديين لم تصل أعدادنا إلى المليون ونصف المليون في أفضل الأحوال.
بمقارنة حسابية بسيطة في هذا الشتات علينا أن نقر ونعترف أن الاضمحلال والإذابة في المجتمعات التي نتعايش معها حتمي بحكم أن أعداد الايزيديين في العالم لا تتناسب مع أسباب التواصل والبقاء، وهذا أمر اعتيادي، وتبقى أمور على الايزيديين الانتباه إليها وعدم التهاون بشأنها منها أنه من الغلط الكبير أن يلتمس الايزيديون التجرد أو الدعوات الكاذبة بشأن أنهم ليسوا كورداً.
وهنا الغلط الكبير، فنحن كنا، وسنظل كورداً إلى أبد الآبدين، ويجب عدم الاكتفاء بردود أفعال سلبية كهذه بل التواصل مع المنظمات ذات الشأن والاهتمام على المستوى العالمي، والتواصل مع المعاهد المختصة والدراسات والمؤسسات الأكاديمية لبلورة ثقافة جديدة ايزيدية لا تعتمد على ردات الفعل، وعلينا والحالة هذه تشخيص حالتنا بشكل علمي ودقيق حتى نستطيع تسويق آلامنا بالشكل الأمثل.
أما التشرذم الفكري الذي نعانيه اليوم، فهذا أيضاً الوليد الحتمي من أوجاع أعماق القلب وهو الوجدان وفقدان الأعصاب، هذا بطبيعة الحال أدى إلى التنافر والتشاجر مع ( الماحول) بل أحياناً إكراه الذات نفسها..
أوجّه ندائي إلى جميع الأقلام النيّرة والمنابر الإعلامية والشخصيات الاجتماعية والدينية والثقافية أن يتعاملوا بصبر وهدوء ودراسة الجانبين السلبي والإيجابي لكل موضوع.
إن أية مجموعة تعرف نفسها بصورة حقيقية هي بحد ذاتها شبه انتصار مهما نكتب يساراً يميناً شمالاً وجنوباً لم تجد غير المنطق حلاً.
خير ما نلزم به هو ترك الدين لرجالاتها والسياسة للسياسيين، والتجارة لأرباب العمل، وترك الناس يعيشون بحسب أهوائهم لكن النقطة الأهم: قدرنا واحد ومصائبنا واحدة.
علينا الاعتراف بأخطائنا وسلبياتنا قبل مواجهة الأعداء، ونحن اليوم بأمسّ الحاجة إلى عمل " بيروسترويكا " جديدة وإعادة البناء من جديد.
ويجب أن نعرف أن هناك جمعية في العالم باسم جمعية الشعوب المهددة بالانقراض، وهناك أحزاب علمانية وحكومات ومنظمات إنسانية سيكون تعاوننا معهم في غاية الأهمية.