الليل .. الذي سرق المدينة

الليل .. الذي سرق المدينة

فيروز حميد رشك

وكنت قد أقسمت ألا أكتب إليه
بعد أيام
كتب: مرحبا
أجبته:
وأنا أيضاً أشتقتك جداً
بعدها بساعات كتب:
كيف حالك؟
لا أدري قبلها أو بعدها ماذا حدث؟
لكنني قلت:
وأنا أحبك وكأنك النبع الذي انتظرته عطشى منذ ألف صيف
مضى
....
حين أراد نزع الحزن عني
لم يفعل شيئاً غريباً
لكنّ ذراعيه كانتا مدار الحياة
وأنا أشرقتُ
....
حين غرقت في القصائد المتمرّدة في عينيه
افترسني العشق كنمر إفريقي
مازلت أتلمّس مخالبه وأبتسم
....
حين التقينا
كان الليل قد سرق المدينة ومن فيها
لكنّ الشهد
على خدي
كان يكفي ليشهد
كم سبحت في فلكه!!
......
بالأمس حين أغلقت عيني
كنت بين الأولياء والصالحين
فتحت لي أبواب الجنة كلها
أنزلت مائدة لأجلي
على أطرافها أنهار خمر تجري فوقها طيور ملوّنة تحلق
وتعالى صوت المنادي:
هذا ماوعدك الرحمن به
فتحت عيني
إلهي عفوك
أنا على أرضك
لكنّي تذوقت ما وعدتُ
من شفاه خلقتَها أنت
والملاك نسي وحيك عنها
فلا ذنب لي!!
لا ذنب!!