الجامعة العربية ومكونات المجتمع
حسين علي غالب
الصحراء الغربية وموضوعها الملتهب بين المغرب والجزائر منذ ما يقارب النصف قرن، وقضية أهلي الكرد في العراق وسوريا، والأمازيغ في المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، مكونات حقوقها منقوصة وتطالب بها بشتى السبل.
أنني ما زالت أتذكر عندما ذهب وفد من مثقفين كرد مستقلين من العراق في منتصف الثمانينات إلى الجامعة العربية "طبعا دون علم السلطات العراقية في وقتها"، وفي حينها تلقوا كماً هائلاً من الاتهامات والشتائم من وسائل الإعلام وبعض الشخصيات في الجامعة العربية، وعندما عادوا حدثت مجازر دموية مخيفة بحق الكورد من قبل صدام حسين، وانتفض الكورد بوجهه وقام هو وكما هو معروف للجميع بغزو جارته الكويت.
تحدثت مع دبلوماسي عربي قضى أجمل سنوات حياته داخل الجامعة العربية، وقال لي بأن الجامعة جهة "عاجزة وفاشلة" وأكبر دليل "القضية الفلسطينية" التي لم تقدم لها أي شيء سوى بيانات الشجب والاستنكار والادانة، فلماذا تتعب نفسك مع جهة "لا حول ولا قوة " لها ..؟؟
طبعا سؤاله مشروع وواقعي، وجوابي أنني أعرف الجامعة العربية ما لها وما عليها، ورغم ما هي فيه إلا أن الكثيرين يعتبرونها بيتهم، وهذا البيت نحن جزء منه، ويجب أن يتم الاعتراف بنا وبحقوقنا وإلا لن ننعم بالسلام والطمأنينة.