بقعة ضوء على الادب الكوردي

بقعة ضوء على الادب الكوردي

جمال مرعي

يستحق الادب الكوردي دراسة معمقة برغم معاناة الكورد تاريخياً بسبب التقسيم الجغرافي لكردستان بين مجموعة الدول وعدم وجود دولة كوردية وسحق اماراتها في القرن التاسع من قبل الفرس والعثمانيين، ونتيجة الظروف الصعبة المفروضة على شعراء وكتاب الادب اتجهوا الى الكتابة بلغة شعوب المحتلين لكردسان وخيرة شعراء العرب والفرس والترك هم من الكورد.
وهم في ذاكرة الاجيال وتاريخ الادب الكوردي المكتوب يعود الى ما قبل الاسلام الذى فقد الكثير منها نتيجة الحروب الداخلية والخارجية في كردستان
اللغة الكوردية بسبب تلك الظروف الصعبة، غير موحدة، ففي كردستان العراق تكتب بالاحرف العربية وفي كردستان تركيا وسوريا تكتب بالاحرف اللاتينية واللهجة السورانية في ايران بالاضافة الى اللهجات منها كرمانجية وزازية ولورية.
يقسم الادب الكوردي الى ثلاثة اقسام : الادب الشعبي - الادب الكلاسيكي - الادب الكوردي الحديث
اما الادب الكوردي الشعبي :كان ينتقل فقط عن طريق السرد والرواية وما زال خصبا الى الان وخاصة بواسطة الاغاني والموسيقى والالحان او بعض قصص الحب والغرام، وكان هذا الادب الشعبي يعمل على زرع الشهامة والشرف والبطولة والوفاء والاخلاص للوطن واحترام التقاليد لدى الفرسان والمحاربين من صغار السن ومن الشباب
ثانيا: الادب الكوردي الكلاسيكي: تمخض عن جهود بعض المثقفين الكورد الذين فضلوا في القرون الماضية الكتابة بلغتهم القومية على اللغة الفارسية والعربية والتركية وهذا ما نراه في كتاب الامير شرف خان البدليسي صاحب الكتاب الشهير // شرف نامة // 1596وهو كتاب حيوي في دراسة تاريخ كوردستان رغم وجود كبار الكلاسيكين الكورد ووقوع اعمالهم الرائعة في طي النسيان مثل // الترموكي // علي الحريري /وفقي تيران /ولكن ابرزهم : ملا جزيري واحمد خانى
ملا جزيري تاثر ديوانه بديوان الشاعر الفارسي /حافظ شيرازي / معظم اشعار ملا جزيري عن الحب المثالي، اما احمد خانى الشاعر الوطني الاول الذي نادى بالفكر القومي وبحق الكورد في الاستقلال واسس مدرسة في بايزيد وترك قاموسا كردياً عربياً موجهاً لتعليم الاطفال، وترك مؤلفا عن علم الفلك والجغرافيا، ومن اشهر ملاحمه //مم وزين //الذي كان إبداعاً في الادب والشعر باللغة الكوردية ومناداته لحرية الكورد لان الكورد شعب محتل وممزق نظرا لخلافاته وصراعاته ونزاعاته الداخلية الناتجة عن تاثير المحتل الخارجي وتسلط الاجانب على رقابه وعند سقوط الامارات الكوردية تاثر اللغة والادب الكوردي كثيرا في طي النسيان حتى ظهور // حاجي قادر كوي في القرن التاسع عشر الذي احيا اللغة بشكل عصري جديد وكذلك الشعراء : نالي _ سالم ومولوي وحديثا في كوردستان العراق زيور وحمدي و بيكس يحملون اصالة وطنية في شعرهم
اما الادب الكوردي الحديث :تعود جذوره الى اوساط المثقفين الكورد عند ظهور اول جريدة كوردية ١٨٩٨ بعنوان / كوردستان / ثم ظهر في اوربا والقاهرة حتى عام 1918 الذي ظهر ابرز مهندسي هذه النهضة ثلاثة اخوة وهم الامراء ثريا وكاميران، وجلادت بدرخان الذي الف جلادت الف باء لاتيني 1932 كانت تحتوي على القواعد النحوية باللهجة الكرمانجية واصدار مجلات هاوار _ 1932 وروناهي 1942 وجريدة روزا نو من بيروت 1943 كان لهذه الجرائد والمجلات دورا بارزا في الادب وكذلك من بين الكتاب في تلك الفترة / عثمان صبري / قدري جان / نور الدين ظاظا / وجكر خوين \ ونشر قاموس كوردي تركي تحت اشراف موسى عنتر ومن ابرز الكتب // تاريخ الادب الكوردي // للاديب علاء الدين سجادي 1952 وكتاب // القواعد النحوية //اللهجة السورانية للكاتب توفيق وهبي 1962 اما في روسيا هناك قاموس كوردي روسي للكاتب / كورد ويف /يقال من افضل القواميس التي ظهرت حتى الان
اما اليوم في اقليم كوردستان هناك الاهتمام بالادب والشعر والثقافة الكوردية في جميع المراحل الدراسية وخاصة اهتمام وزارة الثقافة والجامعات والمدارس
يجب الاهتمام بالأدب الكردي في جميع اجزاء كردستان وتوحيد اللغة الكردية في الكتابة