نعمت داوود: انتهاكات الفصائل المسلحة بحق أهالي عفرين مستمرة.. ويمارسون النهب والسطو المسلح

نعمت داوود: انتهاكات الفصائل المسلحة بحق أهالي عفرين مستمرة.. ويمارسون النهب والسطو المسلح

حاوره: عزالدين ملا

قال نعمت داوود سكرتير حزب المساواة الديمقراطي الكُردي في سوريا وعضو هيئة رئاسة المجلس الوطني الكُردي في سوريا، استكملت خلال الفترة الماضية التحضرات الاساسية لإنعقاد المؤتمر، بعد أن أنجزت اللجان المكلفة بإعداد الوثائق السياسية والتنظيمية والبرنامج المرحلي للمجلس، إضافة إلى انتخاب المستقلين في دوائر المجالس المحلية، وأيضاً ممثلي المنظمات المدنية في المجلس، ولم يبق إلا إتمام بعض المسائل اللوجستية وزمان ومكان المؤتمر، وهذا ما يتم العمل بشأنه من خلال لجنة تحضيرية تشكّلت لهذا الغرض، المهم أن انعقاد المؤتمر الرابع هو قرار نهائي للمجلس.
وأكد في حوار خاص مع صحيفتنا «كوردستان»، ان هيكلية المجلس وعمل هذه الهياكل والبحث عن آلية مشاركة عملية للفعاليات المجتمعية أموراً مفتوحة للتداول من أجل أن يساهم في تفعيل وتطوير عمل المجلس وأدائه. المؤتمر سيكون مؤتمراً لتطوير وتفعيل المجلس وليس إنقلاباً عليه.
وتطرق داوود، ان رئاسة المجلس نقلت إلى السفير الأمريكي نيكولاس غرانجر في اللقاء الأخير، صورة واقعية لِما يعيشه أبناء الشعب الكُردي وما يتعرض له ، ومعاناة أهلنا في مناطق عفرين وسري كانية وكري سبي، وما تحتاجه المنطقة من مساعدات لم تشملها المناطق الكُردية، على أمل أن تتوصل اللقاءات بشكل يساعد في تخفيف المعاناة وبما يفيد قضية الشعب الكُردي والقضية السورية.
وأوضح، ان المجلس الوطني الكُردي أعلن بدوره عن رفضه لأيّة عملية تركية جديدة نظراً لِما تسببه من كوارث جديدة لأبناء المنطقة ونزوحاً كبيراً للأهالي، سيحمِّل المجتمع الدولي أعباء إضافية، ويزيد من تعقيدات المشهد السياسي، ودعا الدول ذات الشأن إلى تفكيك عوامل التوتر ووضع حد لهذه الأعمال. كما كان لإعلان تركيا عن نيتها لإجراء حوار بين المعارضة والنظام للتطبيع بينهما وقع كبير وزاد من وقعه إنه يأتي في وقت تستعد فيه تركيا إجراء إنتخابات برلمانية، ويحظى مسألة اللاجئين السوريين وانعكاس تواجدهم على الوضع الاقتصادي المتردي مسألة بالغة الأهمية في برامج الأحزاب المتنافسة فيها. هذا التطبيع الذي لا يتوافق مع القرار الدولي 2254، ولم يبد النظام إلى الآن مرونة تحت مظلة هذا القرار أو في اللجنة الدستورية.
وأشار في حواره مع صحيفة كوردستان، أن انتهاكات العديد من الفصائل المسلحة بحق أهالي عفرين لم تتوقف منذ سيطرتهم عليها، والذين وجدوا فيها مجالاً للإثراء وممارسة السلطة عن طريق النهب والسلب والسطو المسلح، وطالت هذه الجرائم الطبيعة والشجر أيضاً، وقد عملوا على تجريف حقول كاملة للزيتون، والمعلومات تفيد أنه تمَّ قطع ما يزيد عن مليون شجرة زيتون، إضافة إلى الأشجار الأخرى بغرض الإحتطاب والإتجار بها، كل ذلك على مرأى من القوات التركية المتواجدة هناك، وقد ندد المجلس الوطني الكُردي بجرائم تلك، وطالب الإئتلاف بالتدخل ووضع حد لها. وان المجتمع الدولي وتركيا مطالبون بإنصاف أهالي عفرين وإخراج الفصائل المسلحة من المناطق الآهلة، وكف يدهم عن التدخل في شؤون الناس وممتلكاتهم، وتسهيل عودة آمنة للنازحين منها، وتسليم إدارة المنطقة لسكانها الأصليين، كـ حلّ أنسب لحين وصول إلى حلّ دائم ونهائي للوضع السوري عامة ومنها هذه المناطق.
♦- في البداية نودُّ من حضرتكم التحدّث عن سبب تأخير عقد مؤتمر المجلس الوطني الكوردي، علماً كنتم قد أعلنتم أن المجلس سيعقد مؤتمره الرابع قبل نهاية الشهر السابع، ونحن الآن في الشهر العاشر، ولم يُعقد المؤتمر، الشعب الكوردي في غرب كوردستان يستفسر عن ذلك؟
عقد المجلس الوطني الكُردي مؤتمره الثالث في حزيران عام 2015، وقرّر عقد مؤتمره الرابع نهاية عام 2017، بعد أن استكمل التحضيرات اللازمة لعقده، إلا أن سلطات ب ي د منعت انعقاده آنذاك، واقتحم مسلّحوه قاعة المؤتمر مع دخول بعض من أعضاء المؤتمر إلى القاعة، مما اضطرّ المجلس أن يعقد جلسة للمجلس، ناقش خلالها بعضاً من القضايا التي كانت ستناقش في المؤتمر، ومنها استحداثه لهيئة رئاسة المجلس، وانتخب الهيئة في تلك الجلسة. خلال السنوات المنصرمة حدثت تطوّرات كثيرة، استوجبت تأجيل عقد المؤتمر الرابع إلى أن أتُخِذ القرار النهائي لعقده في جلسة المجلس الوطني الكُردي الأخيرة في آب 2022، بعد أن توافقت أحزاب المجلس بشأن ذلك في اجتماع قياداتهم الذي انعقد في هولير في شهر حزيران الماضي، على أن يُعقد في أقرب وقت، بالفعل استكملت خلال الفترة الماضية التحضرات الأساسية لانعقاده بعد أن أنجزت اللجان المُكلّفة بإعداد الوثائق السياسية والتنظيمية والبرنامج المرحلي للمجلس، إضافة إلى انتخاب المستقلين في دوائر المجالس المحلية، وأيضاً ممثلي المنظمات المدنية في المجلس، ولم يبق إلا إتمام بعض المسائل اللوجستية وزمان ومكان المؤتمر، وهذا ما يتم العمل بشأنه من خلال لجنة تحضيرية تشكلت لهذا الغرض، المهم أن انعقاد المؤتمر الرابع هو قرار نهائي للمجلس.

♦- حسب ما يتم تداوله في أوساط المجلس الوطني الكردي، أن التحضيرات على قدم وساق من عقد المجلس لمؤتمره الرابع، وهناك معلومات عن وجود ترتيبات وآليات جديدة، وبما أنكم عضو هيئة الرئاسة المجلس، ممكن أن توضح لقراء صحيفتنا عن الإجراءات والآليات التي أنتم مقدمون عليها من أجل إنجاح هذا المؤتمر؟ وما هو الجديد في المؤتمر الرابع؟
المؤتمر هو استحقاق دستوري لأيّ تنظيم سياسي ومنه المجلس الوطني الكُردي، وهي محطة هامة من الطبيعي أن يتم في المؤتمر مراجعة نقدية لاستراتيجية وسياسة المجلس على كافة الصُعد، وأيضاً علاقاته وتحالفاته ومراجعة لأداء منظماته وهيئاته لتصويب الأخطاء ومعالجة التقصير، ووضع برامج بما تتناسب مع المرحلة، ومن المعلوم حدثت تطورات هامة أثّرت على مجمل نضال الحركة الكُردية في سوريا وعلى عموم المعارضة والشعب السوري وعلى قضيته سواءً على صعيد الأوضاع التي استجدت في المناطق الكُردية التي سيطرت عليها القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها، والانتهاكات الفظيعة التي ترتكب العديد منها، والمعاناة الشديدة لمَن بقوا أو لمَن نزحوا من جهة، أوعلى صعيد العملية السياسية، وتوقّف اجتماعات جنيف وتلكؤ عمل اللجنة الدستورية، والعديد من المسائل السياسية الهامة الأخرى إقليمياً ودولياً من جهة أخرى. وبالقدر نفسه فإنَّ هيكلية المجلس وعمل هذه الهياكل والبحث عن آلية مشاركة عملية للفعاليات المجتمعية أموراً مفتوحة للتداول من أجل أن يساهم في تفعيل وتطوير عمل المجلس وأدائه. المؤتمر سيكون مؤتمراً لتطوير وتفعيل المجلس وليس انقلاباً عليه.

♦- المؤتمر السابق لم يُعقد في قامشلو لأسباب معروفة للجميع، ما سمعناه أنكم تنوون عقد المؤتمر في قامشلو، هل هناك ضمانات؟ وكيف؟ وإن حصل كما في السابق من تعقيدات ومشاكل، ما البديل؟
مؤتمرات المجلس الثلاثة عقدت في قامشلو، وعلى الأرجح سيكون المؤتمر الرابع الذي نحن بصدد عقده سيكون كذلك، من المفروض أن سلطات ب ي د لن تمانع في ذلك فيما إذا احترمت تعهداتها والتزمت بها. فقد أصدرت هيئة الداخلية للإدارة الذاتية في 17 / 12/ 2019 بياناً أوضحت فيه أنه لا مانع قانوني أمام المجلس وتنظيماته بفتح مكاتبه وممارسة نشاطاته الاجتماعية والسياسية، وعليه لا أعتقد أنه من المفيد لها أن تمانع عقد المؤتمر، وسيكون المؤتمر علنياً ومعلوماً لدى الجميع. الظروف التي ينعقد فيه المؤتمر الرابع للمجلس الآن مختلفة عن الظروف التي عملوا على منع انعقاده في السابق، وأرجو أن لا يلجأ المجلس إلى البديل له مرة أخرى.

♦- قبل فترة كان لقاء لكم .. أعضاء الهيئة الرئاسية للمجلس مع المبعوث الأمريكي الجديد، وحسب ما تمَّ تداوله أن المبعوث الجديد سيستمرّ في مهمته عامين، وهل يمكننا هنا أن نُطمئِن الشعب الكُردي، أن هناك أملاً في تحقيق مكاسب لهم؟ ولماذا؟
إن تغيير المسؤولين الأمريكيين بشكل دوري في هذه المنطقة وكل عام تقريباً، لا يسمح الوقت لهم بالتعمّق في المسائل التي تعانيها المنطقة والتعاون في إيجاد حلول لها، فخلال المفاوضات التي جرت بين المجلس الوطني الكُردي وأحزاب الوحدة الوطنية، مثلاً تمَّ استبدال أربعة ممثلين أمريكيين، وكل منهم تناول الملف من جديد، ورغم أنه يتم اضطلاعهم ووضعهم بالصورة مِن قبل مَنْ سبقوه، لكن يبقى هناك ثغرات وتغيُّر في الأسلوب، وقبل فترة قصيرة اجتمعت هيئة رئاسة المجلس الوطني مع السفير الأمريكي الجديد نيكولاس غرانجر، وكان اجتماعه مع المجلس الوطني من ضمن برنامجه ولقاءاته بالعديد من القوى، وقد تمَّ في هذا الاجتماع تبادل الآراء حول العديد من القضايا التي تهمُّ المنطقة والوضع السوري العام، والعملية السياسية، وقد نقلت رئاسة المجلس إليه صورة واقعية لِما يعيشه أبناء الشعب الكُردي وما يتعرّض له ، ومعاناة أهلنا في مناطق عفرين وسري كانييه و گري سبي، وما تحتاجه المنطقة من مساعدات لم تشملها المناطق الكُردية، على أمل أن تتوصل اللقاءات بشكل يساعد في تخفيف المعاناة وبما يفيد قضية الشعب الكُردي والقضية السورية.

♦- لا تُخفى التحرّكات الأخيرة على أحد في المنطقة، لا تبعث على تطمينات، كيف ينظر المجلس إلى تلك التحرّكات؟ وهل هناك رؤية سياسية للمجلس لتخفيف الخوف والرهبة لدى الكُرد؟
من القضايا التي حازت على الاهتمام لدى المتابعين للشأن السوري والكُردي، وخلقت قلقاً كبيراً لدى الناس، من التهديدات التركية وعزمها على القيام بعملية عسكرية جديدة في المناطق الكُردية بالحجة القديمة الجديدة حماية أمنها القومي وبناء منطقة آمنة، وزاد من هذا القلق قصف العديد من المناطق وتنفيذ ضربات بالمسيّرات، وتبيَّن أن ذلك لم يرق الدول المعنية بالشأن السوري وخاصة أمريكا، ووجدت في هكذا التصعيد إضراراً بالمصالح وإضعافاً في مواجهة داعش، إضافة إلى تمحور اهتمام أمريكا والدول الأوروبية بحرب روسيا على أوكرانيا وانشغالها بها.
المجلس الوطني الكُردي أعلن بدوره عن رفضه لأيّة عملية جديدة نظراً لِما تسببه من كوارث جديدة لأبناء المنطقة ونزوحاً كبيراً للأهالي، سيحمِّل المجتمع الدولي أعباء إضافية، ويزيد من تعقيدات المشهد السياسي، ودعا الدول ذات الشأن إلى تفكيك عوامل التوتر ووضع حد لهذه الأعمال. كما كان لإعلان تركيا عن نيتها لإجراء حوار بين المعارضة والنظام للتطبيع بينهما وقع كبير وزاد من وقعه إنه يأتي في وقت تستعد فيه تركيا إجراء إنتخابات برلمانية، وتحظى مسألة اللاجئين السوريين وانعكاس تواجدهم على الوضع الاقتصادي المتردّي مسألة بالغة الأهمية في برامج الأحزاب المتنافسة فيها. هذا التطبيع الذي لا يتوافق مع القرار الدولي 2254، ولم يبدِ النظام إلى الآن مرونة تحت مظلة هذا القرار أو في اللجنة الدستورية.

♦- ما حدث في عفرين من انتهاكات للبشر وللطبيعة بقطع الأشجار من قبل بعض الفصائل المسلّحة، والمجلس أصدر بياناً بهذا الصدد، هل هناك حلول آنية للحد من هذه الممارسات؟
لم تتوقف انتهاكات العديد من الفصائل المسلحة بحق أهالي عفرين منذ سيطرتهم عليها، والذين وجدوا فيها مجالاً للإثراء وممارسة السلطة عن طريق النهب والسلب والسطو المسلح، وطالت هذه الجرائم الطبيعة والشجر أيضاً، وقد عملوا على تجريف حقول كاملة للزيتون، والمعلومات تفيد أنه تمَّ قطع ما يزيد عن مليون شجرة زيتون، إضافة إلى الأشجار الأخرى بغرض الاحتطاب والاتجار بها، كل ذلك على مرأى من القوات التركية المتواجدة هناك ، وقد ندد المجلس الوطني الكُردي بجرائم تلك، وطالب الائتلاف بالتّدخُّل ووضع حدٍّ لها. وفي الحقيقة فإن الائتلاف نفسه لا يملك الوسائل والصلاحيات لردعهم بالشكل المطلوب.
إن المجتمع الدولي وتركيا مطالبون بإنصاف أهالي عفرين وإخراج الفصائل المسلحة من المناطق الآهلة، وكف يدهم عن التدخُّل في شؤون الناس وممتلكاتهم، وتسهيل عودة آمنة للنازحين منها، وتسليم إدارة المنطقة لسكانها الأصليين، كحلّ أنسب لحين وصول إلى حلّ دائم ونهائي للوضع السوري عامة ومنها هذه المناطق.

♦- قرار الإدارة الذاتية بإغلاق المدارس والمعاهد الخاصة أدخل الخوف والريبة لمستقبل مجهول في قلوب الشعب الكوردي في غرب كوردستان، كيف تحلل هذا القرار؟ وهل تباحثتم مع الجانب الأمريكي على هذا القرار؟ وكيف للمجلس تخفيف مخاوف الشعب الكوردي تجاه التعليم؟
ان قرار الإدارة الذاتية لإغلاق المعاهد والمدارس الخاصة التي تدرس منهاج الدولة المدرسي، حرّم الآلاف من الطلبة من متابعة تحصليهم الدراسي، وخلق استياءً وقلقاً مشروعاً لدى ذوي الطلاب.
صحيح أن التعليم باللغة الأم حق مقدس، ومطلب قومي ورد في أولويات برامج الأحزاب الكُردية، لكن منهاج الإدارة المدرسية وإن كانت باللغة الأم فإن الشهادة التي يحصل عليها الطالب تفتقر إلى اعتراف قانوني يخول صاحبها العمل بها أو الانتساب إلى الجامعات سواءً السورية منها أو الدولية، وبذلك سيفتقد الكُرد والمنطقة الكُردية خلال السنوات القادمة إلى الكوادر المهنية والعلمية في مختلف الاختصاصات، وسيترك ذلك آثاراً مدمرة على الحياة والمجتمع.
ودرءًا لهذه المخاطر والجدل عن التعليم باللغة الأم، والتحصيل العلمي المعترف وبعيداً عن التجاذبات السياسية والإيديولوجية فإن من الحكمة في هذه الظروف هو ترك الخيار للطالب في اختيار المنهاج الذي يريده، ويحدّد مستقبله. المجلس الوطني الكُردي أصدر بياناً في هذا الخصوص، وشارك في اعتصام جماهيري دعت إليه منظمات المجتمع المدني تضامناً مع هؤلاء الطلاب، ورفضاً للقرار، والمطالبة بإلغائه. أيضاً وضعنا الجانب الأمريكي بصورة الوضع، وجدير ذكره أنه كان موضوع التعليم من القضايا الخلافية التي ناقشها وفد المجلس إلى المفاوضات مع أحزاب الوحدة الوطنية بجدية مع الأخ مظلوم عبدي، وتمّ حينها بناء رؤية مشتركة حيال هذا الموضوع ، لكنها لم تدخل حيّز التنفيذ نظراً لتوقف المفاوضات.

♦- لقاءات لشخصيات المجلس والائتلاف في أمريكا، هل من الممكن أن تطلع الشعب الكوردي على سبب هذه الزيارة واللقاءات؟ وكيف تقيّمون وجهات النظر الأمريكية للوضع السوري عامة والكوردي خاصة في تلك اللقاءات؟
في أيلول من كل عام يلتئم ممثلو دول العالم في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، من الطبيعي أن حضور هذه الفعالية والالتقاء بوفود دول العالم مفيد جداً، وخلال السنوات الماضية يشارك ممثلو المجلس الوطني الكُردي فيها، وفي هذا العام أيضاً شارك ممثلو المجلس من خلال وفد الائتلاف ووفد هيئة التفاوض وأيضاً لجنة العلاقات الخارجية اجتماعات هناك، حيث التقوا بالعديد من وفود دول العالم، ونقل إليهم وجهة نظر المجلس حيال العملية السياسية ومستقبل سوريا والقضية الكُردية وسُبل حلّها، وأيضاً معاناة شعبنا الكُردي وما يتعرض له من أخطار. وجهة النظر الأمريكية تنحصر في دعمه للقرارات الدولية حول الوضع السوري وخاصة القرار 2254، ورعايته للعملية السياسية ودعمه للمعارضة السورية في مطالبها، كما يُعبّر عن تعاطفه مع الكُرد وقضيتهم في سوريا، ويرى أن سبيل حلّها هو ضرورة توافق السوريين في حلّ قضايا بلادهم، ورسم مستقبله دستورياً في إطار سوريا الموحدة.

♦- في موضوع الحوار بين المجلس وأحزاب الوحدة الوطنية، هل تعتقدون أن ثمة أمل في استمراره ونجاحه؟
إن ما جرى بين المجلس الوطني الكُردي وأحزاب الوحدة الوطنية عامي 2020 و 2021 لم يكن حواراً وإنما مفاوضات برعاية أمريكية، وبمبادرة وضمان من قائد قوات قسد السيد مظلوم عبدي، وقد توقفت هذه المفاوضات بعد أن أنجزت ملفين هامين حول رؤية سياسية مشتركة وبناء مرجعية كرُدية من بين ملفات المفاوضات، كان هذا التوقف بسبب تنصل ب ي د منها، وقيام مسلحيه بانتهاكات بحقّ المجلس الوطني من حرق مكاتبه ومكاتب بعض من أحزابه، واعتقال أعضاء منه، والضغط على عوائل بيشمركة روج وشنَّ إعلامه حملة تخوينية بحق المجلس وقياداته، وقد أعلن بعض من كوادره بانتهاء هذه المفاوضات، في حين ان المجلس والوطني الكُردي لم يعلن ذلك والتزم من جانبه بما تمّ التفاهم بشأنه من خلال وثيقة ضمانات لوقف هذه الانتهاكات وتمهيد السبيل لإعادة المفاوضات، وقد وقع على هذه الوثيقة كلاً من السفير الأمريكي والسيد مظلوم عبدي. اعتقد ان هناك حاجة ضرورية لبناء موقف كُردي موحد في هذه المرحلة الهامة، وهناك ما يشير إلى أن الجانب الأمريكي معني باستكمال هذه المفاوضات، التي نأمل أن تكون في خدمة قضية الشعب الكُردي والقضية السورية.

♦- كيف تفسر الازدواجية لدى روسيا في سياستها نحو ضم مناطق من أوكرانيا إليها وسياستها في سوريا وتشديدها على وحدة الأراضي السورية؟
إن مسألة وحدة سوريا هو أمر يهمُّ السوريين أولاً قبل غيرهم، ولم يوجد في برنامج الأحزاب معارضة وموالاة أو عمل ونية أيّ من مكوّنات المجتمع السوري ما يهدّد هذه الوحدة، وعندما يطالب السوريون بالديمقراطية وتطالب المكونات القومية بحقوقها ومنهم الكُرد فإنهم بذلك يحرصون على هذه الوحدة وترسيخها، وبالتالي فإن الدول ومنها روسيا والتي تروّج ما يهدّد وحدة سوريا وأحياناً يتّهمون فيها صراحة الكُرد، ما هي إلا لتكريس وجودها أو لنيل من خصومها، ويرى الشوفينيون من ذلك ذريعة لتبرير مشاريعهم العنصرية وتمريرها. هذه الدول هي حليفة مصالحها، ولا ترى حرجاً في ازدواجية المعايير والممارسات لديها.

♦- هل تعتقدون أن أمريكا جادّة في إنجاح الحوار الكوردي؟
أمريكا تتواجد في المنطقة سياسياً وعسكرياً منذ نهاية عام 2014 وهي تقود تحالفاً دولياً لمحاربة داعش وهزيمته، ورغم القضاء على دويلته من 2019 إلا ان خطر داعش لم ينتهِ بعد، ويمكن أن يظهر متى سنحت الفرصة له، لذلك تواصل أمريكا دعمها لقوات قسد في مواجهة داعش، لم تتوقف العمليات ضد خلاياه التي تتنشط بين الحين والآخر، ولإنجاح مهمة التحالف ترى أمريكا أنه من الضروري أن تستقرّ الأوضاع في المنطقة تحت ظلّ إدارة رشيدة تضم كافة القوى السياسية والمكونات المجتمعية، ولعلّ التوافق الكُردي يكون من أولويات هذا الاستقرار الذي تنشده، ومن هذا المنطلق قبلت برعاية المفاوضات بين المجلس الوطني الكُردي وب ي د والأحزاب المتحالفة معه، بهدف التّوصُّل إلى اتفاق شامل في المسائل السياسية والأمنية وبناء شراكة حقيقية في إدارة المنطقة مع باقي المكونات، وبشكل يفيد أيضاً في طمأنة الجميع ودرء الأخطار الخارجية، أما مسألة أن تكون جدية أو لا فإن أمريكا دولة عظمى تعي مصالحها جيداً، وتدرس ما تطرحه بعناية، أحياناً تتغير الأولويات بالنسبة لها، وأعتقد أن مسألة الحوار الكُردي حسب ما تسمونه والتصريحات الأخيرة لبعض مسؤوليها تشير إلى ان ذلك لازالت ضمن دائرة اهتماماتها.

بروفايل نعمت داوود
من مواليد 1955
حائز على إجازة في العلوم (قسم الرياضيات) جامعة حلب
سكرتير حزب المساواة الديمقراطي الكُردي في سوريا ( wekhevi )
عضو هيئة رئاسة المجلس الوطني الكُردي في سوريا