سياسة إقليم كوردستان.. وآفاق جديدة ومشرقة لمستقبل كوردي واعد

 سياسة إقليم كوردستان.. وآفاق جديدة ومشرقة لمستقبل كوردي واعد

عزالدين ملا

إقليم كوردستان أصبح مركزاً استراتيجياً ومحط أنظار العالم، الجولات المكوكية التي قام بها رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور البارزاني لدولٍ إقليمية وعالمية، والاستقبال الحافل من قبل رؤساء وملوك تلك الدول دليل على مكانة ودور الذي تلعبه حكومة كوردستان.
إقليم كوردستان تحوّل خلال عقدين من الزمن إلى أرقى منطقة في العراق ومحيطه الإقليمي، حيث تحقق التطور والازدهار وفي جميع النواحي.
اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وتعليمياً.
1- كيف تفسّر هذه القفزات النوعية في أوضاع إقليم كوردستان خلال العقدين الماضيين؟
2- ما تحليلك بالجولات المكوكية لرئيس حكومة إقليم كوردستان الإقليمية والدولية، والاستقبال الكبير والحار له؟
3- برأيك، لماذا هذا الاهتمام الإقليمي والدولي الكبير بإقليم كوردستان؟
4- ما رأيك بمستقبل إقليم كوردستان؟ هل يبقى مرتبطا بالعراق؟ أم يصبح دولة مستقلة؟ ولماذا؟
5- ما شعورك تجاه ما حققه إقليم كوردستان؟

كوردستان إقليم متكامل
تحدث عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، عبدالرحمن آبو لصحيفة «كوردستان»، بالقول: « كوردستان ليست وليدة اللحظة؛ بل هي نتيجة الكم الهائل من الخبرات السياسية والتجارب العريقة المضنية، وعبر أزمانٍ طويلة من النضال السياسي والكفاح المسلّح على جميع الصعد. بفضل الطليعة المقدامة البيشمركة الأبطال الثائرين على نهج الكوردايتي نهج البارزاني الخالد، استطاعت القيادة الحكيمة في كوردستان المتمثّلة بشخص زعيم أمتنا الرئيس مسعود بارزاني، وحكومة كوردستان الرشيدة أن تسجّل محطات هامة في تاريخ أمتنا الكوردية منذ بدء الانتفاضة والفسحة الدولية أوائل التسعينيات:
- وضع أسس وقواعد بناء كيان كوردي من (إدارة كوردية تشمل كافة مناطق كوردستان)، وتضمين الفيدرالية في دستور العراق الفيدرالي.
- التوجّه نحو دول الجوار بدبلوماسية عالية جداً، بفريق أكاديمي دبلوماسي متمرّس، مدّ جسرٍ بين ضفة البناء وضفّة الأعداء.
بهذا الأسلوب السياسي والدبلوماسي، والجمع بين الليّن والصلب، وعبر المصالح الاقتصادية والاستثمارات النامية في كوردستان مع دول الجوار الإقليم والمصالح الدولية في كوردستان، حافظت كوردستان على سويتها عبر سياسة خطوة وراء خطوة وباتزان.
إن المتابع لأوضاع كوردستان رغم التحديات (الداخلية والخارجية) الجمّة التي تعترض مسيرة التطوّر والتقدم، ووجود المناطق الكوردستانية المستقطعة والمحتلّة، ورغم حرب داعش الإرهابي بالوكالة، إلا أنّ كوردستان حافظت على خطها البياني التصاعدي، وحققت نجاحاً باهراً بفضل القيادة الحكيمة الهادئة ».
يتابع آبو: « في الفترة الأخيرة قام دولة الرئيس مسرور بارزاني بعدة جولات إلى الدول الخليجية ودول الجوار ودولية ذات أهمية قصوى؛ تتمحور في موقع كوردستان من المشروع الدولي (خط الطاقة) والتي تربط دول الخليج بكوردستان ومن ثم البحر الأبيض المتوسط، وهو مشروع استراتيجي حيوي مهم جدّاً، ولكوردستان أهمية كبرى، ودورٌ كبير في إمداد هذا المشروع ( خط الطاقة )، كلّ الزيارات لها الأهمية القصوى؛ لكن دعوة بريطانيا العظمى لدولة الرئيس مسرور بارزاني كانت بداية عهدٍ جديد لكوردستان وشعبها وعموم كوردستان. معلوم أن بريطانيا العظمى منذ بداية التاريخ الحديث وحتى الآن لها باعٌ طويل في رسم السياسات العالمية، وهي المطبخ الرئيسي في صنع القرار، والزيارة التاريخية لدولة الرئيس مسرور بارزاني واستقباله الرسمي وبهذه الحفاوة تعتبر بداية عهدٍ جديد لكوردستان والشرق الأوسط ».
يضيف آبو: « بحكم موقع كوردستان الاستراتيجي، وفتح بابٍ جديد من لدن أصحاب القرار العالمي تجاه كوردستان، والغبن التاريخي الذي ألحقه دول الحلفاء بالأمة الكوردية؛ لا بدّ من إعطاء كوردستان، وحسب المصالح ( كوردستان غنيّة جدّا بالثروات الطبيعية " الباطنية والظاهرية" حيث الاستثمارات الضخمة )، موقعاً ظاهراً تحت الشمس.
بريطانيا العظمى هي الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وهي مركز القرار الدولي والسياسيين في العالم، هكذا الواقع والسياسة ( إسرائيل تمتلك الخام، بريطانيا تصنع الخام، أمريكا تفصله على العالم ). بحكم موقع كوردستان الاستراتيجي، والغني جدّاً بثرواتها الباطنية والسطحية، وواقع شعبها السموح والعنيد والمثابر التواق للانعتاق، ووجود قيادة متماسكة قوية حكيمة على أرضية صلبة تستظلّ بها عموم كوردستان، مرجعها الأعلى والأساسي الزعيم الرئيس مسعود بارزاني تدرك أهمية ودور المصالح كل ذلك جعلت أنظار العالم تتجه نحو كوردستان كواقع جغرافي- سياسي معترف ».
يشير آبو: « إلى أن كوردستان كدولة مستقلّة حقٌ مشروع، وهي تخطو سياسة هادئة ومرنة، وتتدرّج وفق القانون الدولي والذي يتبع مباشرة للظروف الدولية المرتبطة بسياسة المصالح، (حكم ذاتي - فيدرالية – كونفدرالية - دولة مستقلة)، وقد قطعت كوردستان أشواطاً في مضمار إنجاز الكيان الكوردستاني المتكامل؛ ولعلّ الاستفتاء التاريخي 2017 بقيادة زعيم الأمة الكوردية الرئيس مسعود بارزاني يعتبر اللَبِنة الأساسية والخطوة الرائدة نحو الاستقلال، إلا أن الظرف الدولي لم يسمح بإحقاق الحقّ الكوردي المشروع. ولعلّ زيارة دولة الرئيس مسرور بارزاني إلى بريطانيا العظمى ودقّ بابها ( مفاتيح العالم بيديها )؛ كما فعل البارزاني الخالد عندما دقّ بكلتا يديه باب "الكرملين" في موسكو مطالبا بحقوق الشعب الكوردي في القرن الماضي، طالب دولة الرئيس صراحة بالكونفدرالية ».
يؤكد آبو: « الكونفدرالية حقٌّ مشروع للأمم، والسلّم قبل الأخير ومن ثمّ حقّ كوردستان في دولةٍ مستقلّة، وكلّ ذلك مرتبط بالظرف الدولي وسياسة المصالح، فهناك دول جوار عديدة لأقوامٍ عدة متناقضة في اللغة والدين والتوجّه لكن المصالح تحتّم حسن الجوار والعيش المشترك، فما الضير من أن تكون كوردستان دولةً مستقلّة؟.
كوردستان إقليم متكامل وبالرغم من وجود معوقات جدية تفتعلها الفئوية المسيطرة في "بغداد" وخاصّة من الناحية المالية واستحقاقات كوردستان من الميزانية العامة وفق الدستور والبالغ 17%، وقطعها منذ سنواتٍ عدة؛ إلاّ أنّ كوردستان قفزت قفزات نوعية على جميع الصعد، حتى باتت من الناحية العمرانية والخدمية تضاهي أرقى مدن العالم (مدن كوردستان أجمع)، والأهم على الأقدام. والإطلاق هولير عاصمة كوردستان أصبحت قبلة العالم يؤمها الناس من كافة بقاع العالم كصرح حضاري سياحي علمي، وقبلةً لجميع الكورد الأحرار في عموم كوردستان، كبيتٍ كوردي رؤوم ».

نجاح الدبلوماسية الكوردية وانفتاحها على العالم
تحدثت عضوة أمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي، القانونية زهرة أحمد قاسم لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «في ظل اللااستقرار واللاأمن في العراق الاتحادي والمحيط الإقليمي، والتجاذبات الكثيرة ومارافق ذلك من تأثيرات مباشرة وغير مباشرة في أوضاع إقليم كوردستان إلا إنها بقيت شامخة، فقد شهد إقليم كوردستان ازدهاراً كبيراً ملفتاً وعلى المستويات السياسية والاقتصادية كافة، وحتى على المستويات الدبلوماسية والعلاقات الدولية.
الصرح العمراني والازدهار الاقتصادي، فبالرغم من كافة العوامل المعيقة يسجل للإقليم وقيادته الحكيمة، أيضاً كيفية الخروج من الأزمات التي يفتعلها الآخرون وهو انتصار لافت.
أجل، فالبرغم من قطع ميزانية الإقليم من قبل بغداد وغيرذلك من القرارات السياسية المتعلقة بالنفط والغاز ومحاربة الإرهاب، والمحاولات الحثيثة لإجهاض مكانة الإقليم المميزة فقد بقيَّ إقليم كوردستان محط أنظار العالم والمحطة الأكثر أمناً واستقراراً في المنطقة، وقبلة للتعايش السلمي والحضن الآمن حتى للعراقيين.
استطاع إقليم كوردستان في ظل الصراعات والأحداث المتسارعة و"الفوضى الخلاقة" في العلاقات أن يحقق توازناً في المعادلات السياسية والعلاقات الدولية بما يحقق مصالح الشعب الكوردي وحقوقه المشروعة، ليثبت للعالم بأن إرادة الشعب الكوردي في الحرية والحياة الكريمة أقوى من كل التحديات، وذلك بفضل حكمة الرئيس مسعود بارزاني والقيادة الفتية والإنجازات التي حققتها على كافة المستويات وبناء جسر من العلاقات وتمتينها إقليمياً ودولياً، وبفضل دماء الشهداء وانتصارات البيشمركه وإيمان الشعب الكوردي الراسخ بعدالة حقوقه المشروعة، كل ذلك كان بمثابة الحصن المنيع في وجه كل تلك العواصف الهوجاء التي حاولت وتحاول المساس بمكتسبات الشعب الكوردي والتي حقتتها عبر تاريخ من الدماء والبطولات والثورات. ليصبح إقليم كوردستان الرقم المميز في كل التوازنات والمعادلات في الشرق الأوسط. إنها المدرسة البارزانية الضامنة للانتصارات».
تتابع قاسم: «السياسة الدبلوماسية الناجحة لإقليم كوردستان وعلاقاتها المتينة مع كافة الدول ساهمت وستساهم في انتعاش كوردستان سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وعلى كافة المجالات. الاستقبال الحافل لرئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني مع رفع علم كوردستان رسمياً في زياراته للدول الإقليمية والدولية دليل على مكانة إقليم كوردستان المميزة في الساحة السياسية الإقليمية والدولية. نجاح الدبلوماسية الكوردية في انفتاحها على الدول كافة وخاصة تلك التي لها ثقل سياسي واقتصادي قد ترسم ملامح المرحلة المصيرية. كانت لزيارة رئيس حكومة كوردستان أهمية كبيرة على كافة المستويات، وخطوة إيجابية بإتجاه تعزيز وتمتين العلاقات التاريخية مع بريطانيا، وتضيف نجاحاً آخر إلى سلسلة الإنجازات والانفتاح للخارج في ظل تحقيق المصالح المشتركة وعلى كافة المجالات. وهذا ما أشار إليه رئيس الوزراء البريطاني في اجتماعه مع رئيس حكومة إقليم كوردستان وجدد استعداد بلاده لمساعدة إقليم كوردستان في المجالات كافة، كذلك أبدى دعمه لحل المشاكل بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية على أساس الدستور، وأثنى على التنسيق والتعاون والدور الإيجابي لرئيس حكومة إقليم كوردستان فيما يتعلق بمعالجة قضية المهاجرين. كما صرح القنصل البريطاني في هولير بأهمية تلك العلاقات: "لدى بريطانيا وإقليم كوردستان العراق علاقات متينة في مجالات التربية والأمن والصحة والكثير غيرها"».
تضيف قاسم: «يبرز إقليم كوردستان الأكثر أهمية في الشرق الأوسط في مسيرته النضالية المشرفة التي عرفت العالم بالقضية الكوردية وبالحقوق المشروعة للشعب الكوردي، ونظراً للمكانة المميزة التي يتمتع بها إقليم كوردستان من النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية وفي كافة المجالات وعلى صعيد العلاقات الدبلوماسية إقليمياً ودولياً. كما يبرز الإقليم المكان الأكثر استقراراً وأمناً في كل المنطقة لتصبح هولير قبلة الجميع ومكاناً آمناً لمن لا أمن في مكانه. الدور الإيجابي الذي لعبه ويلعبه الرئيس مسعود بارزاني في العراق الجديد وفي إيجاد الحلول للمشاكل العراقية. كما تعاظمت مكانة إقليم كوردستان عالمياً بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها البيشمركه على الإرهاب، وعززت دوره الهام في تحقيق التوازنات في المنطقة في ظل اللااستقرار وصراع المصالح. ليثبت للعالم بأن لااستقرار في المنطقة من دون أن يكون للكورد دور فيه. أعرب رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني أثناء زيارته لبريطانيا عن أمله في أن تزداد الاستثمارات البريطانية في إقليم كوردستان الذي لن يدخّر جهداً في تقديم كل أشكال التسهيلات للمستثمرين. إنها السياسة الحكيمة الناجحة لإقليم كوردستان إلى تحقيق المصالح المشتركة وتحقيق الازدهار والتطور على كافة المجالات. كل ذلك عزز من وضع الإقليم وسيعززها في المستقبل فكان موضع اهتمام اقليمي دولي».
تردف قاسم: «فرضت على كوردستان وبموجب اتفاقيات دولية خارطة انقسامية جائرة قسمت كوردستان وبدون إرادة شعبها بين دول مارست حكوماتها المتعاقبة ولا تزال طقوسها القاسية المتجذرة تتبدى في عنصريتها الاستبدادية في محاولات يائسة لطمس القومية الكردية تعريباً وتتريكاً وتفريساً. انطلاقا من مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، واستناداً إلى مقومات الدولة الحديثة في القانون الدولي، لابد من إعادة رسم الخرائط لتتوافق وإرادة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها. إقليم كوردستان العراق يملك كافة مقومات الدولة حسب القانون الدولي. استمرار أزمة الإنسداد السياسي في العراق في ظل غياب القرار الوطني المستقل ستدفع بالأوضاع من السيء إلى الأسوأ والإنغماس في مستنقع اللاحل. كما قالها الرئيس مسعود بارزاني " حين تتيقن الأطراف السياسية باستقلال إرادتها وقرارها الوطني تنفرج الأزمة ويزول الانسداد السياسي". لذلك فإن عدم استقلالية القرار الوطني المرتبط بأجندات إقليمية تؤدي إلى الاستمرار في الانسداد السياسي، كما يشكل خطرا جديا لا على العملية السياسية وحدها وإنما على مستقبل العراق ومكوناتها. في خضم الأزمة السياسية وانسداد طرق الحل، وفشل الكتل السياسية في انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة اتحادية جديدة فإن الكونفدرالية هي الحل الأمثل للحل السياسي في العراق، ليتمتع كل المكونات بحقها المشروع في تقرير مصيرها بنفسها. وهذا ما أشار اليه رئيس حكومة إقليم كوردستان في زيارته لبريطانيا وخلال مشاركته في مناقشة أجراها معهد "تشاتام هاوس" (Chatham House) بلندن في 20/ نيسان، وأكد فيها أن تطبيق نظام الكونفدرالية في العراق سيمنح المكونات في العراق قوة أكثر، مضيفا "أن الوقت قد حان كي يعمل العراقيون بشكل مختلف بعيدا عن الخوف والترهيب، لضمان عدم تكرار المآسي التي حدثت في الماضي"».
تشعر قاسم بالفخر والاعتزاز لا حدود له، وتختم قائلةً: « حقق إقليم كوردستان مكتسبات وإنجازات عظيمة للشعب الكوردي بفضل الثورات البارزانية ودماء الشهداء وبطولات البيشمركه وإرادة الاستقلال للشعب الكوردي، كل ذلك شكل أساساً متيناً لتحقيق المصالح العليا والحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي.
توجت كل تلك الإنجازات والمكتسبات القومية في كوردستان العراق بثورة الاستفتاء من أجل الاستقلال بقيادة البيشمركة الأسطورة الزعيم مسعود البارزاني الذي قاد شعبه في 25 أيلول عام 2017، ليقول الشعب الكوردي كلمته التاريخية " بلى" نعم للاستقلال، فكان امتدادا ثورياً لنهج ثورة أيلول المجيدة التي قادها البارزاني الخالد وأرسى دعائمها وأبعادها الاستراتيجية، ليكون الاستفتاء أعظم إنجاز وأهم وثيقة تاريخية، سياسية وقانونية للشعب الكوردي في قاموس الاستقلال غير قابلة للإلغاء لشعب أراد أن يقرر مصيره بنفسه. وكان لي شرف المشاركة في الاستفتاء كمراقبة قانونية على الانتخابات، لأكون شاهدة على إرادة الاستقلال المتجذرة في أبجدية شعب حطم أساطير الاستبداد. لن ننحني كما قالها الرئيس مسعود بارزاني ».

سياسة إقليم كوردستان عقلاني ومنطقي
تحدث عضو المجلس الوطني الكردي، علي تمي لصحيفة «كوردستان»، بالقول: « الإقليم كوردستان برئاسة الرئيس مسعود البارزاني يمارس اليوم السياسة من منطلق العقلانية والمنطق اي ينظرون إلى أنفسهم قادة الدولة بعيداً عن العقلية الحزبية، يمارسون السياسة على أساس تحقيق المصالح المتبادلة مع الدول، لا يرضخون للابتزازات مهما كلف الامر وبالتالي رغم ما يتعرضون لها من الهجمات المتكررة نجدهم لا يتعاملون بردات الفعل وبالتالي يضعون مصلحة الإقليم فوق جميع الاعتبارات ».
يتابع تمي: « نتيجة الخبرة الطويلة في العمل السياسي نجد اليوم بان رئيس حكومة الاقليم مسرور البارزاني خير خلف لذلك السلف، فجولته من الإقليم الى الامارات وتركيا وبريطانيا يحمل طابعاً اقتصادياً بالدرجة الاولى، هناك تفاهم مشترك مع تركيا لمد انابيب الغاز من العراق والإقليم الى اوروبا عبر تركيا، واعتقد أن الزيارة الى بريطانيا تأتي في إطار التشاور والتنسيق المشترك وخاصة فيما يتعلق بموضوع النفط والهجمات الإيرانية المتكررة على الإقليم والجميع يعلم بمدى عمق الخبرة البريطانية التاريخية في إدارة أزمات المنطقة ».
يرى تمي: « ان الاهتمام الاول لسبب وحيد وهو لأنهم رجال الدول ومكان الثقة لدى جميع الدول ، فاستقبال البارزاني في انقرة بحفاوة من قبل زعماء الاتراك هو انتصار للقضية الكوردية بمعنى انهم فرضوا احترامهم على الجميع، ويراعون مخاوف تركية الأمنية بعين الاعتبارات لان في النهاية العلاقات السياسية تبنى على المصالح وليست المبادئ ».
يضيف تمي: « إقليم كوردستان بحكم موقعه الاستراتيجي فهو سيكون معرضاً للابتزازات الإيرانية بالدرجة الاولى والخطر الاكبر الذي يواجه وجود الاقليم ككيان سياسي هو حزب العمال الكوردستاني لأن هذا الحزب مع الأسف تحوّل الى أداة حادة لطعن القضية الكوردية اينما وجدت، وبالتالي انا ارى ان مستقبل الإقليم مرتبط مستقبل المنطقة برمته لان تحريك اي ملف امني في المنطقة ينعكس سلباً على الوصع الداخلي في الإقليم، اما موضوع ان يتحول الإقليم الى دولة فهو مستبعد على المدى المنظور، الاعتراف بكيانات سياسية جديدة في الشرق الاوسط بشكل فوري غير وارد في العقلية الامريكية على وجه التحديد لان الامريكان يتعاطون مع ازمات المنطقة من منطلق المصالح وإدارة الازمات بدلاً من حلها لهذا السبب الوضع القائم سيستمر حتى إشعار آخر ».
يردف تمي: « كما قلت قادة الإقليم يمارسون السياسة من خلال البراغماتية في التعاطي مع الشأن العام وخاصة فيما يتعلق بطبيعة العلاقة السياسية والاقتصادية مع دول الجوار وفي الكثير من الاحيان نجدهم ديناميكيين في اتخاذ القرارات بالتالي لا خوف على اقليم طالما الرئيس مسعود البارزاني على قيد الحياة ».

أخيرا:
إذاً، إقليم كوردستان يسير نحو الرقي والإزدهار بخطى حثيثة، واصبح رقما صعبا في المعادلات الإقليمية والدولية لا يمكن تجاهله، تلك السياسة المتبعة من قبل حكومة إقليم كوردستان تفتح آفاق جديدة ومشرق لمستقبل كوردي باهر.