ألا تكفينا عداوة العالم كلّه؟

ألا تكفينا عداوة العالم كلّه؟

لارا أيوب

ليست الجريمة أن يترك الكُرديّ عدوه الأساسي ويقتل أخاه الكُرديّ، بل الجريمة حينَ يقف كُرديّاً ثالثاً موقف المدافع والمبرر لذاك القتل تحت شعار (الغاية تبرر الوسيلة)!
دم الكُرديّ على الكُرديّ حرامٌ، شعارٌ تمركز في أدمغتنا منذ أيام المصطفى البارزاني إلى اليوم، كلما سمعنا عن صراعٍ كُردي تذكرناه ، ثم آمنّا أنّه لن يطول الصراع ليصبح دماً ولكن ربما حلّ الوقت لتتغلغل سياسات عدوانية إلى هذا الشعار خفيةً ويصبح القتل الأخوي أمراً مباحاً، مباحاً في حدود الكرديّ ضد نفسه وشعبه ووطنه.
منذ أسابيع والنار مشتعلة في هجوم قوات pkk على الپيشمرگة في جبل متين، راح ضحيتها العديد من الپيشمرگة شهداءً ولانزال كل يوم نفقد واحداً أو أكثر، وكل هذا في سبيل ماذا؟
أيّ جريمة تستحق أن ننسى قضيتنا المنقسمة بين أربع دولٍ ديكتاتورية ووجودنا الكُرديّ المحارب من العالم كله لنلتفت إلى الدم الأخوي ونقتل بعضنا ؟
أيُّ هدفٍ نسعى وراءه إلى أننا أصبحنا لا نفرّق بين العدو والأخ ؟
وأيُّ وطنٍ سنبني ونحنُ أعداءٌ فيما بيننا ؟
في الحقيقة يجب أن نهنئ العدو الذي يستعمل الكُرديّ في تحقيق أهدافه ويقف هو مستهزءاً يصفق من بعيد على التفرقة التي يزرعها بيننا في سيناريو أقرب إلى المهزلة .
كلّ قوة عسكرية هي عماد الدولة ومتكئها في السلم والحرب ولكن كيف ستكون لنا دولة ونحن في صراعٍ أخوي لصالح التركي، الفارسي والعربي الذين يبذلون كل ما بوسعهما لنفي الكرديّ من العالم كله؟
في قضية فلسطين وقف العربي من كُلّ بِقاع الأرض مدافعاً عن الفلسطيني على الرغم من اختلافهم السياسي وما يزيدُ الاستغراب ويضع ألف اشارة استفهامٍ عندما يقفُ الكُرديّ موقف المندد لقتل العربي الفلسطيني الذي يجمعهما عداوة الأرض والهوية المحتلة في نفس الوقت الذي يقف فيه ذاك الشخص نفسه محرّضاً على قتل أخاه الكُردي.
انقسام سايكس بيكو لم يقسمنا أرضاً فقط ، الانقسام احتلّنا أرضاً وعقلاً وانساناً .
ما يفعله العدو لغاياته بأذرعة كُرديّة ليس بالأمر الجديد، هذا ما شاهدناه في كركوك المدينة التي ضحى الكُرديّ فيها الكثير، في الاستفتاء الذي تركَ وصمة عارٍ على جبين كل عدوٍّ للقضية الكُرديّة.
والآن في جبل متين الذي يسقط فيها الكُرديّ شهيداً بسلاح أخيه "الكردي"
هذا بداية للانقسام الكُردي بين مؤيدٍ ومعارض وتناسي القضية الكرديّة.