مهام الديمقراطي الكوردستاني – سوريا في المرحلة المقبلة

مهام الديمقراطي الكوردستاني – سوريا في المرحلة المقبلة

عمر كوجري

الأحزاب السياسية عادة لا تقف في تخوم أفكار أو أعمال وأهداف محددة، وتقيم فيها وعليها، لأنها ستفتقد للديناميكية والتطور والإبداع، وستنكفئ على نفسها، وتبدأ بالتراجع، وحتى الانهيار التدريجي.
كان لحزبنا الديمقراطي الكوردستاني- سوريا وضمن المجلس الوطني الكردي دور كبير في صياغة وإعداد مسودة كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي في سوريا والذي انتهى بمخرجات مهمّة لأول مرة في تاريخ الكرد في غربي كوردستان، تجتمع الإرادة السياسية الكردية بهذا الشكل، وكيف لا يكون ذلك اللقاء أو المحفل في غاية الأهمية وقد حظي بتقدير ومتابعة وتشجيع كبير من سيادة الرئيس مسعود بارزاني، ومن تيارات سياسية فاعلة وقوية في باقي أجزاء كوردستان.
ولأن هذه الوثيقة مهمة، وتاريخية عن حق وحقيقة لاقت سوء الفهم الواضح من قطاعات واسعة، ومن أصدقاء كنا نظنُّهم بالفعل أصدقاء، فبدأ الهجوم اللامبرر على كونفرانس قامشلو، ووصل الأمر برئاسة الدولة السورية كي تردّ بانفعال، وسوء تقدير لكل المخرجات التي تم الاتفاق عليها في قامشلو، فقد تاه رد رئاسة الدولة السورية
ورفضت!!«أي محاولات لفرض واقع تقسيمي أو إنشاء كيانات منفصلة دون توافق وطني" وبين مخرجات لقاء يهدف لتقوية سوريا وتخلصها من ركام أكثر من خمسين سنة من انتهاك حقوق السوريين في جميع نواحي الحياة.
في عودة لتناغم المحتوى مع العنوان في هذه الفسحة القصيرة والمختصرة يمكننا القول إن حزبنا عليه الاضطلاع لأدوار أهم، ويسعى لتحقيق تطلعات شعبنا الكردي في غربي كوردستان نحو مستقبل أفضل.
هذه الأمانة التاريخية التي يحملُها الحزبُ، وهو المستقوي بأفكار وإرادة وعزيمة وشجاعة قائد أسطوري كوردستاني كبير هو العظيم ملا مصطفى بارزاني، والسير والاقتداء بنهجه القويم الذي يضع مصلحة الكرد فوق كل اعتبار.
على الحزب الاهتمام بالشباب وبالطاقات الشبابية، والإيمان بطاقات المرأة الخلاقة، والوقوف إلى جانب الشباب، وتشجيع مبادراتهم، وفسح المجال لهم كي يكونوا هم قادة الحزب، وعلى القيادات التي سارت بها حكمة الحياة والعمر التفرغ لكتابة مذكراتها، وتزويد الشباب بخبراتها عبر مجالس استشارية نشطة في المنظمات الحزبية.
معظم أو جميع الأحزاب المنضوية في المجلس الوطني الكردي تقول إنها تؤمن بالبارزانية نهجاً، وبما أن الديمقراطي الكوردستاني- سوريا حزب عريق وجماهيري، ولديه الألوف من المنتسبين، والمؤيدين، فيتعيّن عليه الدخول في حوارات جدية مع أحزاب المجلس ودعمها للانخراط في صفوف الحزب، وهذا ليس انتقاصاً لشأن هذه الأحزاب، بل هو تقوية لتيار كوردستاني يجب أن يبقى في المقدمة دوماً، واتحاد أحزاب المجلس في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا هو ترجمة واقتران الأقوال بالأفعال، وهذا الكلام يسري على الأحزاب التي انشقت عن الحزب، وتعرضت للانشقاقات هي الأخرى.
الوحدة التي نعنيها بالغة الضرورة، خاصة أن سوريا تمرّ بمرحلة حساسة تفرض على كل من يعز عليه انتماؤه الكردي رصّ الصفوف لمواجهة التحديّات القادمة.
الأفكار في موضوع حضور الديمقراطي الكوردستاني – سوريا كثيرة وغزيرة، ولعل الاهتمام أكثر بإعلام الحزب، وخاصة في الوضع السوري ما بعد عهد الأسدية والبعث البائد، صار من الضرورة القصوى، فالحزب يملكُ كوادرَ إعلاميةً متقدّمة وخبيرة، وتوظيف هذه الخبرات لصالح القضية الكردية، ونشر برنامج الحزب النضالي سيكون في غاية الأهمية، وبالإمكان تطوير، وتحسين وتوسيع التأثير أكثر، وهو ما يجب أن نطمح إليه.