توحيد الموقف الكردي في سوريا: مبادرة الرئيس مسعود بارزاني وجهود المجلس الوطني الكردي
كوردستان - الافتتاحية
في ظل المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الكردية في سوريا، تأتي مبادرة فخامة الرئيس مسعود بارزاني لتوحيد الموقف الكردي كخطوة محورية في تعزيز وحدة الصف الكردي. استجابة لهذه الدعوة، انطلق المجلس الوطني الكردي منذ بداية العام الجاري في بلورة رؤية كردية موحدة، تستند إلى الاتفاقيات الكردية السابقة، وتتكيف مع المستجدات والمتغيرات التي شهدتها الساحة السورية، وذلك بهدف تحقيق تمثيل حقيقي، وعادل للشعب الكردي، وعدم إقصائه في مستقبل سوريا.
في هذا السياق، عقد المجلس الوطني الكردي لقاء هاما مع حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) بتاريخ 18 آذار 2025 ، بحضور المبعوث الأمريكي ومظلوم عبدي القائد العام لقوات
سوريا الديمقراطية. تم خلال اللقاء
التفاهم على جميع البنود الواردة في الرؤية الكردية الموحدة، والتي تشمل الجوانب المتعلقة بالحالة الوطنية السورية، ورؤية الكرد لسوريا المستقبل، بالإضافة إلى الحقوق
القومية للشعب الكردي في سوريا.
هذا اللقاء يُعد خطوة محورية نحو تحقيق إجماع كردي شامل لتشكيل ثقل سياسي وجماهري فيها.
انطلاقا من التزامه العميق بوحدة الصف الكردي، يعمل المجلس الوطني الكردي على التشاور والتفاهم مع مختلف الأحزاب الكردية والفعاليات المجتمعية لضمان تبنّي رؤية كردية الموحدة، بما يحقق مصلحة الشعب الكردي. بل يلتزم المجلس على ما طالب، ويطالب به الحركة الكردية منذ ١٩٥٧ والى الآن، ويؤكد المجلس أن ما يتم تداوله من دعايات إعلامية
تهدف إلى التشكيك في موقفه من توحيد الموقف ليس له أي أساس من الصحة.
فقد تحمل المجلس العديد من الصعوبات والتحديات في سبيل تحقيق هذه الوحدة، ولا أحد حريص عليها أكثر من المجلس، وشعبنا الكردي شاهد على مواقفه الصادقة التي تثبت التزامه الراسخ بوحدة الموقف الكردي، وبهذه القضية العادلة.
يؤمن المجلس الوطني الكردي بأهمية تعزيز العلاقات الأخوية مع جميع الأحزاب الكردية، مع التأكيد على أن المشكلة الأساسية تكمن في الخلاف مع حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وليس مع الأحزاب الكردية الأخرى. ولهذا، ارتأى المجلس البدء بالتفاهم مع (PYD) قبل توسيع نطاق التوافقات مع بقية القوى الكردية، ونحرص على إعلانها بحضور كافة الأطراف الراعية والضامنة بالإضافة إلى القوى والفعاليات الكردية.
يعد حزبنا الديمقراطي الكوردستاني-سوريا والمجلس أن العمل المشترك على إقرار الرؤية النهائية خطوة حاسمة في تحقيق تطلعات الشعب الكردي في سوريا، كما يعد دعما للانتقال السياسي الشامل نحو سوريا ديمقراطية لا مركزية، تضمن حقوق الشعب الكردي وكافة المكونات السورية. إن التكاتف الكردي في هذه المرحلة التاريخية هو السبيل الأمثل لضمان مستقبل أكثر استقرارا وعدالة لجميع أبناء سوريا.