حزن محمد قواص .. وإرهاب تنظيم «جوانين شورشكر»

حزن محمد قواص .. وإرهاب تنظيم «جوانين شورشكر»

عمر كوجري

منذ تأسيس تنظيم جوانين شورشكر أو ما يسمى «الشبيبة الثورية السورية» الإرهابية، وهي وضعت نصب عينها كسر شوكة الكرد، وإرهاقهم، وجعلهم في كوردستان سوريا في حالة حيرة وخوف دائمين على أحوالهم، وأحوال أولادهم الصغار خصوصاً الأطفال والطفلات الذين يذهبون إلى مدارسهم، حيث تكون مجاميع كثيرة وطائشة بانتظارهم لاختطافهم من أمام أبواب المدارس في سيارات مموهة ومفيّمة.
جوانين شورشكر، هي مجموعات منفلتة لا نظام ينظمها، وبالمعنى الشكلي تتبرأ منها مؤسسات الإدارة الذاتية، وتزعم أن لا علاقة لها بها، هم عبارة شباب، وأحياناً نرى مع عصاباتهم بعض الصبايا، هم جهلة أميون، لا رحمة في قلوبهم، في لحظة يحرقون المنازل ومكاتب الأحزاب التي يعتبرونها عدوة، وعلى وجه التحديد مكاتب أحزاب المجلس الوطني الكردي، ليس عندهم مشكلة ولا قلق ولا تأنيب من ضمير من الإساءة للعلم الكوردستاني، ويعدونه علم حزب الديمقراطي الكوردستاني، لا علم كوردستان ويعتدون على الشخصيات الوطنية الوازنة والفاعلة في المشهد الكردي السوري، وفي هجماتهم الإرهابية يسيئون عن سابق ترصد وقصد للرموز الكوردستانية و يمعنون في تشويه صورها في حركات عبثية، وكأنهم مخدرون أو سكارى، ويعبثون بحرية وأمن المواطنين، حتى حولوا سكان المنطقة إلى نفر خائفين منهم، وإلى أناس كانوا يتشبثون بأرضهم إلى مواطنين يبحثون بفاعلية عن مهرب للهروب من الوطن.
لا يمكن أن يمرّ يومٌ إلا ونقرأ عن إرهاب هذه المجموعة المجرمة.
تربوا على التعنيف والقسوة والترهيب، ويمارسون الإرهاب على نطاق واسع دون وازع من ضمير أو خوف، فقد قتلوا بدم بارد العشرات من الشباب الكردي، وينضوي معهم قلة قليلة من المكونات الأخرى في الجزيرة من العرب والسريان، لكن الغلبة الغالبة هم من الشباب الكرد الذي لم يتلقوا التربية الحسنة والصالحة من منابتهم العائلية، هكذا تقول أفعالهم الشنيعة والقبيحة كوجوههم.
معظمُهم قاصرون، يحرقون الأخضر واليابس دون أن يرف لهم جفن.
بالمعنى الواضح لا يتبعون مؤسسات الإدارة الذاتية بل يتلقون تعليماتهم وتدريباتهم، ومعلومهم المادي من قنديل، من حزب العمال الكردستاني بشكل محدد.
وهم إلى جانب أعمال خطف الناشطين السياسيين والصحفيين المعارضين للسلطة القائمة، متخصصون كما أسلفنا بعمليات تجنيد أطفال قُصّر رغم توقيع قسد عام 2019 على "اتفاقية مع الأمم المتحدة، تضمنت تسريح الفتيات والفتيان المجندين ومنع وإنهاء تجنيد الأطفال ممن هم دون 18 عامًا" ولكن في الواقع لم تتحقق هذه الوعود بالمطلق، بل وتيرة الاختطاف ازدادت عما قبل.
قبل أيام، اختطفت هذه الزمرة المجرمة ابنة رجل طاعن في الأوجاع التي لا طاقة له على تحملها، إنه السيد محمد قواص الموجوع على اختطاف ابنته الوحيدة، وقد خرج في أكثر من تسجيل يوتيوب، وبصوته الشجي الحزين ناشد من له ضمير ليرجع له ابنته الوحيدة، في صوت يقطع القلوب لحزنه الهائل، وقد حدد صباح العيد أنه لن يحاول إيذاء أحد، لكنه سيحرق نفسه في رسالة لا لبس فيها لقوات سوريا الديمقراطية ولحزب الاتحاد الديمقراطي، بوجوب إطلاق سراح ابنته، ووقف متحديّاً كلَّ آلة التخويف والرّعب في منطقة كوباني، وفي ساحة عامة.
رسالة الوالد.. محمد قواص كانت بليغة، هل ثمة من يتلقفها، ويعيد البسمة إلى قلبه وقلب والدته، ويسقط آلة القمع الإرهابية من مجرمي جوانين شورشكر؟