مؤتمر ميونخ.. ونصائح نيجيرفان بارزاني السخية
عمر كوجري
في إطار لقاءاته ونشاطه الدبلوماسي المتميز، واجتماعاته مع كبار المسؤولين ورؤساء العالم، التقى رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني بوزير الخارجية السوري السيد أسعد الشيباني، وكان محور اللقاء وفحواه مأثور القول للرئيس بارزاني حين أكد على حماية حقوق الشعب الكردي، وكل المشاكل بالحوار والتفاهم.
من الحري القول إننا الشعب الكوردي في غرب كوردستان، كحركة كوردية، وكطاقات إعلامية وثقافية وأكاديمية نحتاج على الدوام إلى خبرة إخوتنا من القادة البارزين في جنوب كوردستان، هؤلاء الذين امتلكوا ومنذ اكثر من ثلاثة عقود خبرة واسعة ومعمقة، واكتسبوا الخبرات الكبيرة من تعاملهم مع رؤساء وملوك العالم، وأصبحت كوردستان مقصد كبار المسؤولين على مستوى العالم.
لوضعنا نحن الكورد في غرب كوردستان احتياج كبير لدبلوماسية قادة كوردستان، وخاصة فيما بعد السقوط الدراماتيكي للنظام البعثي الذي جثم لعقود على صدور السوريين، والمآلات الجديدة في سوريا.
فهاهم قادة كوردستان، في كلّ لقاءاتهم واجتماعاتهم يركّزون على حقوق الكورد في غرب كوردستان، وفي سوريا الجديدة، وهذا لا يأتي من فراغ بل من إحساسهم تجاه شعبنا، ومن رغبتهم وتشوّقهم أن تكون طموحات وغايات شعبنا في اتجاهها الصائب، وهذه فرصتنا بلا ريب.
لهذا كان طبيعياً أن نسمع تصريحات رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني، وتبتهج قلوبنا بها حين ركّز على الموضوع الكوردي في سوريا في مؤتمره الصحفي، وفي سؤال لقناة كوردية قال سيادته: «على إخوتنا الكورد في سوريا الذهاب إلى دمشق، والتصرّف هناك كأصحاب البيت لا كضيوف، فسوريا هي دارهم ومكانهم، والعملية السياسية مرتبطة بهم»
ووجه الكلام لرئيس الجمهورية السورية السيد أحمد الشرع:« نأمل من السلطة الجديدة أن تعبّر عن التنوّع الواسع في سوريا، من خلال إفساح المجال لكافة المكوّنات السورية للمشاركة في مستقبل البلاد».
في هذا المقام، لابدّ من القول إن حكومة إقليم كوردستان حسناً تفعل حينما لا تنتظر مواقف بغداد التي تفتقر إلى الموضوعية والعقلانية في التّعامل مع القيادة السورية الجديدة، وإلى الآن نسمع تصريحات غير جديرة بترتيبات الوضع المستجد في دمشق التي تتنفس الآن هواء جديداً بعيداً عن سطوة الحرس الثوري الإيراني، والميليشيات الطائفية، وفلول حزب الله اللبناني المنهزم، بل أن بعض قادة الصف الأول أطلقوا تصريحات أقل ما يقال عنها أنها تعادي القيادة السورية الجديدة، تصريحات غير مسؤولة، وتتناغم مع ما تدلي به، وتقوله طهران، التي صدرت منها تصريحات نارية بخصوص المستجد السوري، وبثّت سموماً واضحة تجاه القيادة الجديدة، وإيران متوجّعة أشد الوجع، وتعلم أن الوضع السوري الذي تسنّح لها في عهد نظام الأسد قد ولى وإلى الأبد، فسوريا وبحسب كتابات بعض القادة الإيرانيين كانت مرقّمة بالمحافظة الثانية والثلاثين، وهذا الكلام كان حقيقة، لا تصريحاً صحفياً، فقد امتدّ النفوذ الإيراني إلى مختلف مناطق سوريا، وانتشر التشيُّع بالإكراه حيناً، وبالترغيب أحياناً إلى أوسع مدى، وجيري حالياً الحديث على نطاق عالي المستوى بأن الوضع في سوريا بهذا الشكل لن يستمر، و«هناك أكثر من 130 ألف عنصر جاهزين كجيش ظل في سوريا دربتهم قوات الحرس الثوري الإيراني في السنوات السابقة لإعادة الرئيس المخلوع إلى دمشق من جديد» في تهديد واضح للسلطة الجديدة الحالية.
كان سليماً موقف حكومة إقليم كوردستان من عهد ما بعد الأسد، وخلال أقل من شهرين جرى لقاءان مُهمّان من قادة إقليم كوردستان بالمؤسسة الدبلوماسية الجديدة في سوريا، وفي اللقاءَيْن يجري الحديثُ بكلّ وضوح وسلاسة عن ضرورة حماية الكورد، وصون حقوقهم، وتثبيتها في الدستور السوري، وتشجيع الحركة السياسية الكوردية بمختلف اتجاهاتها السياسية للتوجّه إلى دمشق بورقةٍ واحدةٍ موحّدة لمنح القوّة اللازمة لهذه الورقة، وتثبيت الكورد شركاءَ حقيقيين في بناء سوريا الجديدة.