أين موقع الكورد بعد سقوط الأسد؟

أين موقع الكورد بعد سقوط الأسد؟

محمد عبدالكريم

إن الواقع الكوردي يحيا وضعًا متوترًا، أملته ظروف سياسية وفكريه متعددة أخرى بفضل تراكمات لم تعالج المعالجة الكافية والعقلانية، حيث جعلت الفكر السياسي الكوردي متراجعًا عما يفترض أن يكون عليهم القوة والمنعة، والقيام بالدور المفترض الذي ينبغي أن يقوم به من الوحدة والترابط.
لقد جاءت الأحداث الأخيرة وسقوط نظام بشار الأسد لتفجر الكثير من التراكمات السابقة، وزاد معها التوتر والخلاف، في ظل التحولات التي جعلت السياسات للفكر الكوردي والأحزاب منقسمة على نفسها، تجاه تلك الأحداث التي جرت، وما آلت إليه من تغييرات وصراعات لا يزال بعضها حاضرًا حتى الآن، حيث مازال توجه بعض الأحزاب الكورديه سلبياً تجاه وحدة المواقف.
البعض من المحللين يرون، أن أسباب الانقسام والصراع الكوردي في ظل سقوط النظام البعثي وحتى قبل السقوط هو من ضمن المؤامرات الخارجية، لإضعاف وزيادة الانقسام في الطاولة الكوردية وتفكيكه مستقبلًا إن استطاعت في ذلك، وهذا الانقسام، أسهمت فيه دول كبيرة، مثل تركيا وايران المسيطرة على سلطة الأمر الواقع بهدف الهيمنة وإبقاء الوضع الكوردي رهين التوجهات الإستراتيجية الأجنبية، وهذه الإستراتيجية، تضع فيها مصلحة تركيا وايران وجماعات قنديل في المقام الأول، ويدلل هؤلاء أن روسيا وأمريكا تستطيعان أن تفرضا الحل على الساحة السورية وزجّ الكورد في ساحات الحرب في مناطق لا ناقة لنا فيه ولا جمل، وتنتهي هذا الصراعات، لكن هناك حسابات وأهدافاً، جعلت هذا الصراع مستمراً، وربما سيطول، وهذا بلا شك في مصلحة أعداء الكورد في إضعافهم وإذلالهم وإبعادهم عن قضيتهم الأساسية ، فإذا بقي الكوردي ضعيفًا ومدمرًا سياسياً وفكرياً واقتصادياً، سننتظر عقوداً طويلة حتى نبني أنفسنا من جديد.
الجميع يعرف من هم وراء كل هذا المعمعة والانقسام والصراع، وجعل الخلاف، هو السمة البارزة في الشارع الكوردي، بل إن بعض هذه الأنظمة، هي التي جعلت الاحتقان والتوتر الداخلي، يتحول إلى بركان فكري في البيت الكوردي، ولا يزال الصراع فيه قائما ومدمرًا، ولم تسع لتخفيف الاحتقان السياسي والمجتمعي، وبسبب هذه الأوضاع التي تحتاج إلى قرارات شجاعة لإحلال السلام، والقبول بحلول وسط والتنازل عن القرارات من أجل هدف أسمى، وهو الحفاظ على كوردستان سوريا من التدمير والدماء والصراعات الداخلية.
هذا الصراع بدأ ينحو ربما إلى التهديدات بإنهاء الآخر وخيانة كل من يطالب بالحقوق الكوردية وإبعادهم عن الساحة الكوردية السورية لانهم يعرفون جيدا لو تُرِكت الساحة للأحزاب الكوردية مثل المجلس الوطني الكوردي فلن يبقى لهم دور في الشارع الكوردي بعظمة جماهير المجلس الوطني الكوردي ودوره في النظام السياسي المسالم ومطالبته بسوريا تعددية فيدرالية.
هذا الصراع جعل النظام السياسي الكوردي ضعيفًا، بل مشلولًا في لعب دوره المتوقع بالدفاع عن الحقوق بطرق سياسية، وهذا ما جعل التأزم والتوتر، يتحول إلى انقسامات كبيرة، لا ندري كيف ستنتهي هذه الأوضاع القائمة؟؟ وما سيؤول إليه مصيرنا في احتكار السلطة من قبل فصيل مسلح ليس له علاقة بالحقوق والقضية ودفع أبنائنا في الحروب خارج مناطقنا.
والسؤال هنا:
ماذا إذا كانت هناك ترتيبات إقليمية ودولية في ظل هذا التعنت الفكري والتشرذم الكوردي، وعدم فسح المجال للأطراف الكوردية في ممارسة العمل السياسي في الساحة الكوردية السورية؟