من أجل بناء موقف كوردي موحد

من أجل بناء موقف كوردي موحد

عبدالغني سليمان

من المعلوم أن اي عملية بناء تستلزم توفر بعض الشروط الذاتية والموضوعية كأسس وركائز لديمومة واستمرار هذا العمل وضمان عدم انهياره ولو لحين من الوقت
وبإسقاط الحالة على الراهن الكوردي السوري وما يطرح الآن وبقوة ومن خلال جميع شرائح المجتمع الكوردي لبناء موقف كوردي موحد وخاصة بعد انهيار نظام الحكم الاستبدادي في دمشق واستلام هيئة تحرير الشام /حكومة إنقاذ/ الدفة لتسيير الأمور لحين تشكيل مجلس حكم انتقالي وتشكيل لجنة وطنية لكتابة دستور سوريا الجديد تحت إشراف دولي وإقليمي.
المطلوب كوردياً لتشكيل مرجعية كوردية وتوحيد الخطاب الكوردي وبناء موقف موحد تهيئة أرضية صلبة ومناخ ملائم وتوفير تلك الشروط والأسس لتكون حجر أساس متين تستند عليه تضمن له الديمومة والنجاح وحفظه من الانهيار.
فهل تتوفر ما ذكرناه آنفا لبناء موقف كوردي موحد أم هناك ما يعرقل هذا البناء؟ بالعودة بذاكرتنا الى الخلف قليلا نجد أن هناك نعم أكثر من مشروع بناء هدم، وانهار لعدم توفر تلك الشروط أو عدم الاستجابة من البعض لتوفير الأرضية والمناخ المناسبين لهذه العملية.
فمن منا لا يتذكر الهيئة الكوردية العليا التي تشكلت في عام ٢٠١٢ وبدعم من حكومة إقليم كوردستان العراق وبإشراف مباشر من الزعيم الرئيس مسعود البارزاني وكيف أنها لم تدم طويلا والأسباب معروفة للقاصي والداني.
وبعدها، اتفاقيتا هولير الأولى والثانية ودهوك وملحقاتهما وآخرها القامشلي ٢٠١٩ ومازالت بنودها لم تنفذ الى اليوم.
هناك نقاط أساسية يجب ان تتوضح للجماهير وبعيدا عن العاطفة والتصوف بكل عقلانية وواقعية، ثمة نقاط اختلاف جوهرية بين المجلس الوطني الكوردي في سوريا وبين أحزاب الوحدة الوطنية.
أهمها الاختلاف في الفكر والإيديولوجيا، المجلس الوطني الكوردي يتبنى مشروعاً سياسياً يطالب فيه بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي في كوردستان سوريا، ويناضل من أجل تثبيت تلك الحقوق ضمن مواد الدستور السوري وباعتراف وطني إقليمي دولي وكما يطالب بدولة لامركزية ديمقراطية تعددية اتحادية تصون حقوق جميع المكونات والطوائف.
بينما مجلس غربي كوردستان فيتبنى فكر وفلسفة إخوة الشعوب او الأمة الديمقراطية التي لا تؤمن بعهد القوميات وحقوقها الخاصة، كما أنها ترتبط فكرياً وعسكرياً ارتباطاً وثيقاً بحزب العمال الكوردستاني المصنف دولياً وإقليمياً على لائحة المنظمات الإرهابية
ويوجد داخل تنظيماتها كوادر اجنبيه /كورد غير سوريين/ يديرون جميع مفاصل الإدارة السياسية والعسكرية والمجتمعية
كما أن هناك عدة نقاط اختلاف ثانوية يمكن التغاضي عنها او ربما لا تشكل عائقاً كبيراً بين المجلسين
ولهذا لا يمكن بناء أي موقف كوردي موحد إلا بزوال نقاط الاختلاف الجوهرية والتي هي ارتباط مجلس غربي كوردستان الوثيق مع حزب العمال الكوردستاني ووجود الكوادر غير الكورد السوريين، وتدخّلها في مفاصل تنظيماته، وهاتان النقطتان كانتا دوما من الأسباب الرئيسية لانهيار جميع الاتفاقيات السابقة وعدم نجاحها وخروجها الى الحياة.
وبهذا يمكن بناء موقف كوردي موحد مبني على أسس قومية وتشكيل وفد كوردي مشترك يستمد قوته من الجماهير الكوردية وتشكيلاته العسكرية التي تؤمن بالقضية القومية الكوردية وحقوق شعبها المشروعة وتدافع عنها بكل بسالة وشجاعة.