راقبوا غذائكم
حسين علي غالب
شاحنة صغيرة في أحد الأسواق الشعبية المكتظ للغاية، وأغلب المتبضعين هم من الطبقات الكادحة أو شبه المعدومة، ما هي إلا دقائق من توقف الشاحنة الصغيرة وإذ يخرج صبي لا يتجاوز العشر السنوات ويصرخ بأعلى صوته "علبة البسكويت بــ..."، وما هي إلا ثواني معدودات فقط حتى هجم الكل على الشاحنة بشكل مخيف ممزوج بتدافع وصراخ من البعض حتى يحصلوا على العلبة قبل نفاذ الكمية، وللأسف لم يطالع أحد ما هذه العلبة وما هي مكوناتها وتاريخ الانتهاء وطريقة عرضها وأين هي مصنوعة ..؟؟
الآن يقول لي أحدهم أين الجهات الرقابية وأنا معه قلبا وقالبا حيث بتنا نجد باعة متجولين يقفزون هنا وهناك يبيعون مواد غذائية عليها العديد من علامات الاستفهام، لكن أين رقابتنا نحن الذاتية، وأنا أجد الكثيرين يصيبهم الجنون عندما يتم عرض منتج بسعر رخيص للغاية ويحرص على شرائه رغم أنه تالف أو غير جيد، أيضا الجدير بالذكر أن أغلب دولنا تمتاز بالجو الحار والمغبر، وهذا يتطلب تبريد لمختلف الأغذية وأبعادها عن أشعة الشمس بشكل دائم، والحق يقال أن أغلب التلوث الغذائي باتت ظاهرة ترهق كاهل منظومتنا الصحية بشكل مقلق، حتى أنني بدأت أجد وسائل إعلامية تتناقل خبر وفاة الكثيرين لأنهم تناولوا الطعام في مطعم ما أو في محل للمواد الغذائية.
النقطة الجوهرية الذي يجب أن يفهمها الجميع، أن التلوث الغذائي خطر وهو بالنسبة لي مشابه لتعاطي المواد المخدرة، جرعات قليلة قد تؤذي الجسم وإذ استمرينا فالنهاية معروفة ولا مفر منها.