المجلس الكُردي والإعلام!!

المجلس الكُردي والإعلام!!

عزيز بهلوي

الإعلام هو جزء جوهري في الانتشار والكسب الجماهيري إلى جانب تحرُّك أيّ حالة جماعية مهما تكن صفتها.
في إلقاء ونظرة إلى إعلام اللوحة السياسية الكوردية السورية بعد بدايات الربيع العربي حيث تمكن من خلال الفسحة المتاحة والمدعومة لهم بأن يكسب ثقة الرفاق الحزبيين إلى جانب ثقة الجماهير الكوردية.
في بدايات الحدث، ومع التغييرات التي مرّت بها عموم جغرافيا المدن الكوردية السورية منذ تاريخ الثورة السورية اتخذ الإعلام الحزبي مسار السكون الخامل والتركيز فقط على فقاعات إعلامية، والهروب من الواقع الملموس لدى الشعب الكوردي في سوريا.
كذلك إلى الجانب المخفي والعلني في آن واحد من الواجبات الملقاة على عاتق اللوحة السياسية، والهرم الأعلى والعزوف الممنهج من آراء والواقع الملموس لدى شريحة اجتماعية كبيرة ساهمت في خمول وتجميد الإعلام الكوردي في عموم مفاصل اللوحة السياسية الكوردية السورية، والاهتمام بجزيئات الحدث القومي الكوردي والتركيز على اتخاذ مسار الإعلام الحزبي الضيق وإهمال التواصل المجتمعي مع الجماهير الكوردية ساهمت بشكل شفاف إلى فقدان الشارع والجماهير المتعاطفة معهم بأن يتخذ من الإعلام المضاد لهم جزءاً لا يتجزأ من كشف الفساد والمعضلات الشائكة التي يعيشها الجماهير الكوردية المتعاطفة معهم.
هناك بعض مواقع إعلامية لا تخرج من شرنقة الولاء المطلق للتحزُّب، على حساب تهميش الواقع الفعلي للجماهير الشعبية الكوردية سواء في داخل الوطن أو خارج الحدود وخاصة المهاجرين الكورد في المخيمات دول الجوار..
عند بناء أي حالة جماعية أو أي هيكل يتغنى بالعمل النضالي، ويسعى إلى الدفاع عن حقوق وواجبات الجماهير المتعاطفة معهم ينبغي عليهم بالدرجة الجوهرية هي التواصل الاجتماعي والعملي معهم، وليس التغني بآهات وأوجاع الجماهير والعزف على وتر الشعور الزائف.
من كبرى المراحل التي تعيشها حاليا اللوحة السياسية الكوردية السورية، وعلى رأسها المجلس الوطني الكوردي في سوريا وهو هيكل جامع وشامل لعدد من الأحزاب المنضوية تحت سقف هذا المشروع الكوردي بأن يتهرب من الاحتكاك المباشر مع مواضيع، ومشاكل الواقع الفعلي لعموم الجماهير المتعاطفة معهم من النواحي الكاملة والمتكاملة من الواقع المجتمعي.
الإعلام والدعم الإعلامي جزء لا يتجزأ من نجاح أي مشروع مهما كان حجمه الفعلي والنظري، حيث من كبرى مصائب فشل الدور الإعلامي وكسب شرعية ومصداقية الخبر التركيز على الولاء وعلى تمرير أجندات حزبية لصالح وغايات تضر الواقع، وتعكس سلبًا على مصداقية هذه الرسالة...
المجلس الوطني الكوردي في سوريا بحاجة إلى تنشيط دوره الجوهري في اكتساب ودعم الجماهير المتعاطفة معه من خلال إتبّاع سياسة إعلامية متقاربة مع عقلية ومشاكل الجماهير الكوردية، وليس العكس تماماً.
الوجه الآخر في إعادة بلورة وتصقيل الإعلام الكوردي يمرُّ من الاحتكاك المباشر مع الجماهير الكوردية، وليس التغني والصعود إعلامياً على حساب ثقة ومصداقية الجماهير المتعاطفة معهم.
يمكن لكل متابع، ومهتم بشؤون اللوحة السياسية الكوردية السورية بأن يجد الهوة الواسعة وعزوف الجماهير المتعاطفة معهم يوماً بعد يوم بأن يتوجّه إلى الإعلام المضاد لمشروع المجلس الوطني الكوردي في سوريا.
من خلال المتابعة والترجمة العملية والفعلية لأي حدث يخرج من طور التحزب، ويتجه إلى اتخاذ مجرى الحدث العام، يرى المراقب الحيادي أن عموم المواقع والصفحات التابعة والمنضوية تحت لواء المجلس الوطني الكوردي في سوريا بأن التفاعل مع صيغة الخبر لا يتعدى حدود الولاء الحزبي التقليدي.
هذا المسار يشكّل خطراً على ضمور وتلف مصداقية المشروع الذي يتغنى به المجلس الوطني الكوردي في سوريا.
إن نجاح أيّ مشروع سياسي يرتكز بالدرجة الأولى على الإعلام المنفتح والمواكب للحدث الجماهيري، وإلى جانب الركيزة الأساسية هي احتكاكات الهرم الأعلى مع الجماهير المتعاطفة معهم جزء لا يتجزأ من نجاح هذا المشروع والوصول إلى بر الحاضنة الشعبية.
بدون ذلك يكون عزوف الجماهير عنهم والعيش في كنف الولاء الحزبي الضيق.