إعادة الذاكرة
قرار المسعود
من المعلوم أن كل أمة تتعرض لطمس أو تزييف تاريخها وذاكرتها نتيجة ظروف معينة، فأصلها معرض للزوال إن لم يتم إستدراكه بالوجه الصحيح، ففي الجزائر بعد الإستقلال تطرق الكثير من خلال برامج أعدت عبر محطات زمنية في مسألة كتابة التاريخ أو إعادة الذاكرة ونظرا للظروف والمراحل لم يتسنّ الشروع فيه أو إتمام العملية سواء في كتابة التاريخ أو في إعادة ذاكرتنا من الخارج.
يقول أهل العلم أن التاريخ هو مصطلح شامل يتعلق بالأحداث والذاكرة وجمع المعلومات وآخرون يشيرون إلى أنه عملية تعتمد على حقائق الماضي أو جملة الأحوال والأحداث التي يمر بها كائن ما. وبالنسبة للمجتمع الجزائري عندما نتكلم على التاريخ أو الذاكرة الذي يعتبر حق بدون تقادم فيجب أن نتطرق لسلب أصالته وذاكرته وهويته وعاداته وعقيدته وتزييفها و تشويهها من طرف المستعمر. فالنظرة بمصطلح التدوين الأكاديمي وجمع معلومات والأحداث، ليست كنظرة نزع وتحويل ما نملك من أصالة أجدادنا أمام أعيننا ونحن نتألم، و تحويلها كأداة لمساومتنا وتشويه صورتنا. فهذه هي إعادة الذاكرة عند الجزائري ولا يقتصر الأمر على جمع معلومات إلخ... بل بالمطالبة في هذه المعركة التي لم تنتهي بعد حتى يتم إعادة جميع ما سلب ونهب بغير حق.
فمن هذا المنظور يجب ان يدرك للمرة الأف المخاطب الذي لا تنفعه المراوغة والزمان في اعتقادي لأن المجتمع الجزائري ثابت على مبادئه ومتيقن بما ضحى من أجله بالنفس والنفيس وما قدمه أجداده ولا تزعزعه عاصفة مهما أشتدت. ولعل ما أشار إليه رئيس الجمهورية الناطق باسم الشعب يبين ذلك في لقائه الدوري مع الصحافة الوطنية يوم 30.03.2024 عندما سئل عن زيارته لفرنسا فأجاب:" ... زيارتي الى فرنسا لا تزال قائمة ولقائي مع الرئيس ماكرون هو موعد مع التاريخ وسننظر الى الأمور كما يجب أن نراها وليس عاطفيا، نحن اليوم في مرحلة إعادة التأسيس للعلاقات بين البلدين. هناك فريق يعمل على ملف الذاكرة ولن نتخلى عنها كما لن نترك أي ميليمترات من الواجب إزاء شهدائنا الأبرار" أو كما قال شاعر ثورتنا " يا فرنسا إن ذا يوم الحساب فاستعدي وخذي منا الجواب" بعد سبعة سبتمر 2024.