إيران وإسرائيل.. الرد الذي انتهى قبل بدئه

إيران وإسرائيل..  الرد الذي انتهى قبل بدئه

كوردستان - افتتاحية

في الأول من نيسان استفاقت إيران على وقع استهداف إسرائيل للمبنى الملحق بالسفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق الذي أسفر عن مقتل 8 بينهم مستشارون وقياديون في الحرس الثوري الإيراني.
بعد نحو أسبوعٍ من الاستهداف، افتتح وزير الخارجية الإيراني مبنى جديداً للقنصلية الإيرانية في دمشق، مهدداً في مؤتمر صحفي إن "إسرائيل ستعاقب وتتلقى الرد اللازم على هجومها على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق".
هذه التهديدات التي أطلقها اللهيان أحدثت ضجة على الصعيدين الإقليمي والدولي، إذ قامت العديد من الدول بإغلاق سفاراتها وقنصلياتها في المنطقة إضافةً إلى تعليق الرحلات الجوية من وإلى إيران، وكان الترقُّب لسان الحال في الأيام التي تلت تصريح وزير الخارجية الإيراني.
ليلة السبت 13 نيسان، أعلنت إيران بدء هجومها ضد إسرائيل بإطلاق عشرات الطائرات المسيرة الانتحارية وصواريخ مجنحة، توقفت في إثرها حركة الملاحة الجوية في عدة دول في منطقة الشرق الأوسط، بما في سوريا إقليم كوردستان والعراق.
قالت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، ليلة السبت، عبر منشور على منصة "X": "العمل العسكري الإيراني، الذي تم تنفيذه بناءً على المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتعلقة بالدفاع المشروع، كان رداً على هجوم إسرائيل على مبانينا الدبلوماسية في العاصمة السورية دمشق"، منهيةً بذلك أية شكوك حول نية طهران في شن هجومٍ آخر على إسرائيل.
قال المتحدث باسم الجيش الأدميرال دانيال هاغاري في بيان متلفز الأحد، إن الهجوم الإيراني شمل 170 طائرة مُسيّرة و30 صاروخاً كروزاً، لم يدخل أي منها الأراضي الإسرائيلية، و110 صواريخ باليستية وصل عدد صغير منها إلى إسرائيل.
دخل الرئيس الأميركي جو بايدن على الخط سريعاً مجدّداً دعم بلاده الثابت لإسرائيل، داعياً مجموعة السبع لتنسيق ردّ دبلوماسي موحّد على الهجوم الإيراني "الوقح".
من جانبه، ندّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالهجوم الإيراني "المتهوّر"، مؤكداً أنّ بريطانيا ستواصل الدفاع عن أمن إسرائيل.
في حين أدان حلف الشمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي الهجوم الإيران على إسرائيل، واصفيم إياه بالتصعيد غير المسبوق وخطراً للأمن الإقليمي، بينما اكتفت دول الخليج العربي بإبداء قلقها من تصعيد التوترات في المنطقة.
من خلال مراقبة المجريات، نجد بأن نية إيران من هذا الهجوم لم تكن "الهجوم على إسرائيل بقدر ما كانت وسيلةً لحفظ ماء الوجه" وفي النهاية اكتسبت إسرائيل المزيد من التعاطف الدولي.