المجلس الوطني الكردي في ضيافة الرئيس البارزاني
عمر كوجري
اجتمع الرئيس مسعود بارزاني صبيحة يوم الخامس عشر من الشهر الجاري مع وفد عالي المستوى من قيادة المجلس الوطني الكوردي في سوريا.
البيان الصادر عن "مقر البارزاني قال: «أكد الرئيس بارزاني على ضرورة توحيد صفوف الأطراف الكوردية السورية، ودعاها إلى تعزيز أسس السلم الأهلي والوئام، والعمل المشترك مع العرب والمكونات السورية الأخرى».
حريٌّ بالقول إن الرئيس البارزاني حينما يدعو المجلس للقاء بسيادته، فإن في الأمر ضرورة قصوى، فثمّة أحداثٌ ومواقفُ ينبغي على المجلس أن يكون محاطاً بها، وكذا الجماهير التي تنتسبُ إلى أحزاب المجلس وجمهوره من الكُرد المؤمنين بالغاية النضالية التي يسير بِهُدْيِها، والخبرة التاريخية العميقة التي تحملها مجموع هذه الأحزاب.
السيد الرئيس البارزاني اجتمعَ مع وفد قيادة المجلس الكردي
الجمهور الكوردستاني الذي يقدّس، ويعتز بقوميته الكوردستانية، سينتظر النتائج المثمرة المرجوّة، وما خرج به الاجتماع من خارطة طريق جديدة ومتجدّدة لعمل المجلس في المرحلة المقبلة، خاصة أن سوريا بالوضع الحالي تعيش أجواءً عاصفةً-صاخبةً على مستويات عديدة، وكما دائماً ينصح الرئيس البارزاني أن مفتاح حل القضية الكردية هو وحدة الكرد وتكاتفهم، وتوحيد إرادتهم، مثلما تلمّس الكردُ هذا الأمر في (كونفرانس وحدة الكلمة الكردية) الذي انعقد في قامشلو 25 نيسان الماضي، والذي توّج بمباركة وإشراف مباشر، وبحضور شخصي لمندوب السيد الرئيس البارزاني، كما حظي بمباركة وتأييد التنظيمات السياسية المختلفة في باقي أجزاء كوردستان.
هذا الحضور الكوردستاني أضفى على ذلك المحفل الأهمية المنشودة للكونفرانس حيث لأول مرة تتفق مجموع الأحزاب الكردية في غرب كوردستان على أفكار وبرنامج مصيري للعمل عليه، والتوجُّه معاً إلى دمشق بتصميم إرادة كوردية واحدة وموحدة، وبذلك تكتسب المطالب الكردية لدى الحكومة الانتقالية الحالية طابع القوة، والتعبير عن الشعب الكردي في غرب كوردستان.
إن جمهور المجلس الوطني الكردي يترقّب منه أداءً أفضل، والظهور بصورة أقوى مما هو عليه الآن، ويطلب منه التحلّي بالدينامية المطلوبة، والتحفُّز الدائب للخروج من حالة الركود والضعف الذي يعتري عمل المجلس بشكل عام.
المنتقدون هم من أشدّ محبي المجلس، ويريدون له دوام التقدم، وملاقاة أوجاع وآمال الجمهور الكردي في غرب كوردستان، وتجاوز الرتابة الحاصلة حالياً.
نعم، ركّز سيادة الرئيس البارزاني مع إخوته وضيوفه أن على المجلس أن يكون في المرحلة القريبة القادمة أكثر قرباً إلى نبض الشارع الكردي الذي يعاني من ظروف قاهرة شتى، ويريد أن يكون المجلس معه وبجانبه.
المجلس الكردي يمثّل شريحة كوردستانية واسعة في غرب كوردستان، لذا عليه تقبُّل انتقادات المواطنين، ويسارعُ لحلِّ المشاكل التي تعترض سبيله، ويحضر لمؤتمره الخامس القادم والذي تأخّر طويلاً، وكان السبب الأساسي (فيما مضى) منع الجهات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية لعقد المؤتمر، والتسبُّب في عرقلة وتقييد حركة ونشاط المجلس على صعد عديدة، وكذا اعتقال كوداره في غياهب معتقلاتها.
الآن، وحتى يظل المجلس الكردي في قلب المعادلة السياسية، ومتناغماً مع نبض الجماهير الكردية، يتطلب منه خطوات ملموسة، فهو قويٌّ بتأييد الرئيس البارزاني له، وقويٌّ بجماهيره، وقوي بالنّهجِ الساطعِ الذي يؤمن به، وقوي بعراقة نضاله ومقارعته للاستبداد البعثي عدة عقود.
من هذا المنحى، نتمنّى للمجلس دوام التقدُّم، وأن يعود لقامشلو وبين يديه حلم دائم، وهو خدمة الكوردستانيين في غرب كوردستان بكلّ الإمكانات المتاحة.