نسعى للاستقرار.. ولن نكون عامل التوتر
كوردستان- الافتتاحية
لطالما كانت تجربةُ الأطراف التي تعاملت مع القضية الكوردية في سوريا، في مختلف المسارات الثقافية والسياسية والاجتماعية، دالّة، وبشكل لا يقبل أدنى شك على أن أساليب القمع والتهديد التي مورست وخلال سنوات طوال ضد الشعب الكوردي، لم تؤدِّ إلا إلى مزيد من الاضطراب وعدم الاستقرار في المنطقة لأن الشعب الكوردي لا يقبل الضّيم، ولا ينام على الظلم بأي ثمن، ومهما غلت التضحيات.
يمكننا التّصريحُ أن هذه الأساليب كان مصيرُها الفشل على الدوام في إسكات صوت الشعب الكوردي، الذي ظل يطالبُ بحقوقه المشروعة، والتي قدّم في سبيلها أغلى الضحايا، ويواصل نضاله من أجلها بكل عزيمة.
لقد ظل الشعب الكوردي وحركته الوطنية على الدوام حريصاً على إبقاء شعلة النضال متّقدة، والكفاح من أجل الشعب الكوردي ونصرة قضيته التاريخية المحقة، والحيف الذي لحق به، والعمل بكلّ السُّبُل المُتاحة لتعزيز روح التعايش المشترك بين مختلف المكوّنات. كما كان الشعب الكوردي وعلى الدوام داعياً للسلام والأمان والحرية والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.
إن الشعب الكوردي في سوريا يسعى من خلال توحيد صفوفه ومواقفه إلى خلق الاستقرار المنشود في المنطقة. ومع ذلك، فإن هذا السعي لا يتجاهل الخصوصية القومية الكوردية، باعتبارها مكونًا أساسيًا في المجتمع السوري. لهذا، بات من الضرورة الملحّة تشكيل مرجعية كوردية موحّدة وقوية، تعكس الموقف الكوردي المشترك إزاء السياسات والاستراتيجيات المُتعلّقة بالقضية الكوردية في كافة المجالات، وبناء شراكة حقيقية لإطار حسن النوايا والالتزام.
نحن، في حزبنا الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، والمجلس الوطني الكوردي في سوريا، نؤمن أنّ الحوارَ مع الإدارة السورية الحالية يشكّل خطوةً هامّةً تعزّزُ، وتساهم في استقرار المنطقة، وتحقّق تطلُّعات الشعب الكوردي في إطار مشروع سياسي مشترك.
من هذا المنطلق، نحن ملتزمون بالوفد الكوردي المشترك والرؤية الكوردية الموحّدة، والتأسيس لمرجعية كوردية وصيغة شراكة حقيقية الأمر الذي سيُعزّز الثقة بين الكورد.
كما أن الدعمَ من قبل الأطراف الضامنة للاتفاقيات المُبرمة سيكون له دورٌ محوريٌّ في تحقيق الحل السياسي المنشود، وفي مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تواجه مكونات المنطقة.
لقد آن الأوان لعملية البدء بخطوات بناءة ومتوازنة لبناء الثقة بين مختلف الأطراف في سوريا، سواءً على الصعيد الكوردي الداخلي بعد مؤتمر وحدة الصف والموقف، أو في علاقاتنا مع الإدارة السورية الحالية. والأطراف الدولية المؤثرة في سوريا.
وبقدر ما تستلزم السياسة التروّي والصبر والأناة، لكن الأمر يجب ألا يصل إلى مستوى المماطلة والتسويف الذي سيؤدي إلى الفشل في الوصول إلى الأهداف التي رسمناها، وخططنا لها على مستوى المكوّنات المُتعايشة في سوريا عامة.