برهان ناصيف: أؤيّد منحَ الفيدرالية للكُرد السوريين.. ووحدة الصف الكردي قضية وطنية مهمة
حاوره: عمر كوجري
قال الكاتب والباحث والسياسي والمعتقل السابق برهان ناصيف: سلطة الأمر الواقع في سوريا تتحمّل المسؤولية السياسية والجرمية عن التفتت الحاصل، وتتحمّل أيضاً مسؤولية تقديم مبادرات فاعلة وواقعية لجبر الكسر الحاصل، التي تبدأ من الإقرار بالمسؤولية والاعتذار والمحاسبة العلنية للمسؤولين عن الجرائم وجبر الضرر.
وعن التجاذبات الدولية في سوريا، أكد ناصيف في حوار خاص مع صحيفتنا «كوردستان»: إن المجتمع الدولي جادٌ في دعم السلطة الحالية، وهناك مؤشرات قويّة على ذلك؛ منها رفع العقوبات الأمريكية والأوربية والدعم السياسي والدبلوماسي لها في كل المحافل الدولية، لا بل يمكن القول إن ما حظيت به سلطة الأمر الواقع حتى الآن لم يكن لسلطة غائبة الملامح غيرها أن تحظى بها لولا الخوف من الفوضى وغياب البديل الأفضل الذي يشل الغرب عموماً.
وتحدث السيد ناصيف عن علاقة تيار مواطنة مع المجلس الوطني الكردي قائلاً: تيار مواطنة من أكثر القوى السورية تفاعلاً مع الكرد السوريين سواءً مجلس سوريا الديمقراطية أو المجلس الوطني الكردي، وكان في صفوف التيار العديد من المواطنين الكرد.
حول انطباعه عن التطوُّر على مختلف المستويات في إقليم كوردستان، قال ناصيف: أعتقد ومنذ 2006 حقق إقليم كوردستان تطوّراً مهمّاً على الصُّعُد كافةً بسبب استقلاليته النسبية عن إيران وتركيا، بينما تراجعت بقية المناطق على المستويات الأمنية والسياسية والخدمية بسبب تدخل إيران من جهة وسيادة العدمية السياسية في المناطق السنية. يمكن لإقليم كوردستان العراق تحقيق نهوض أكبر من خلال زيادة الاستقلالية وتقليل الاستقطاب للأطراف الإقليمية والتركيز على البيت الداخلي سياسياً وتنموياً.
فيما يلي نص الحوار كاملاً:
المجتمع الدولي جاد في دعم السلطة الحالية، ولكن !!
*سوريا حالياً أصبحت مثار تجاذبات دولية كبرى، ثمة من يريد لها النهوض والوقوف على قدميها من جديد، وثمة من يريد لها الفناء، برأيك هل المجتمع الدولي جاد في مساعدة السوريين لبناء دولتهم بعد حرب طويلة واستنزاف لمعظم مبررات قوتها؟
** السؤال وجيه، لذلك يجب بداية تحديد الأطراف الدولية والإقليمية التي تتجاذب سورية الآن؛ فبعد نهاية المشروع الإيراني في المنطقة بسقوط النظام البائد وخروجها من سورية، أصبحت تركيا وإسرائيل هما الطرفان الفاعلان ولهما المصلحة المباشرة في جعل سورية منطقة نفوذ لكل منهما، أما باقي دول المنطقة كالمملكة العربية السعودية ودول الخليج عموماً فمصلحتها المباشرة استقرار سورية بأي شكل ممكن، وهذه الدول ليست معنية بشكل الحكم أو الدولة ولا بالمشاركة ولا بغيرها، وفقط تنظر إلى سورية من باب التهديد الأمني والمشاكل التي تسببها لدولها وسبق لها أن قبلت تعويم بشار الأسد مقابل الاستقرار واكتفاء شرّ تهريب المخدرات والأسلحة.
يمكن أيضاً القول نعم، إن المجتمع الدولي جادٌ في دعم السلطة الحالية، وهناك مؤشرات قويّة على ذلك؛ منها رفع العقوبات الأمريكية والأوربية والدعم السياسي والدبلوماسي لها في كل المحافل الدولية، لا بل يمكن القول إن ما حظيت به سلطة الأمر الواقع حتى الآن لم يكن لسلطة غائبة الملامح غيرها أن تحظى بها لولا الخوف من الفوضى وغياب البديل الأفضل الذي يشل الغرب عموماً.
بالمقابل، فإن ما يعطّل هذا الدعم جزئياً يمكن أن نعزوه إلى التنافس التركي- الإسرائيلي على سورية على سبيل التحديد؛ فالأتراك يريدون حصة اقتصادية كبيرة وحاجزاً أمام إسرائيل وتقليص مكاسب الكرد السوريين في الدولة السورية، بالمقابل تريد إسرائيل دولة هشة ومطواعة وعاجزة عن تشكيل أي تهديد أمني لها خاصة إذا صارت تركيا الفاعل الأول في سورية.
يتفاعل الأوربيون والأمريكان مع الطلبات العربية والتركية والإسرائيلية بطريقة متقاربة، ويقدّمون الدعمَ على أرضية أن تكون سورية "دولة" متنوعة ومستقرّة وموحّدة، تحارب الإرهاب والتطرف والمخدرات.
يبقى السؤال الحاسم مشروعاً، حول مقدرة سلطة الأمر الواقع على تنفيذ تعهُّداتها للمجتمعين الإقليمي والدولي وفق رؤية سورية قابلة للتطبيق، لذلك سيبقى هذا الدعم أسيراً لما تقوم سلطة الامر الواقع بإنجازه فعلاً لا قولاً.
السلطة الحالية لا تستطيع تجاوز المحنة القائمة
* سوريا حالياً تمر بوضع بالغ الصعوبة، هل تتوقع أن يتجاوز السوريون المحنة التي يمرون فيها بسلام؟ أو أن البوصلة قد تاهت بعيدة عنهم؟
**برأيي يجب تقسيم السؤال بحيث يغطي الفواعل السورية، فمثلاً: هل تتجاوز السلطة المحنة؟ برأيي لا تستطيع وهي تغرق يوماً بعد يوم في الكوارث التي هي سبب رئيسي فيها؛ فأصل المشكلة في تركيبة السلطة الطائفية واعتمادها على قيادات من الجهاديين، وعلى جمهور محتقن طائفياً وعنصرياً. ثم عجزها عن السيطرة على أذرعها الأمنية والعسكرية واضطرارها لتبرير موقفها دائماً.
ثانياً، هل يتجاوز جمهورها المحنة؟ برأيي هنا الكارثة الأعمق؛ فقسمٌ مهمٌّ من هذا الجمهور لديه من الرضوض النفسية والمشاكل المعاشية والأحقاد والرغبة بالانفجار ما يتجاوز المعدلات الطبيعية حدّ التطرف وصحيح أنه أقلية قياساً بالجمهور الواسع من العرب السنة، لكنه حامل السلاح والأعلى صوتاً وقدرة على التأثير وفق معادلة أن أي صوت يعلو الآن في وجه هذه السلطة- وفق منطقها- هو إما كافر أو خائن أو فلول.
وفي الوقت الذي انتظرَ فيه الجميع سلطة الأمر الواقع لتقوم بعقلنة وتنفيس الاحتقان وبرد المظالم وبتلطيف المناخ العام، ذهبت بعيداً في تفجير مكبوتات هذا الجمهور عبر تقصيرها في البدء في مسار العدالة الانتقالية وفي الضخ الإعلامي الطائفي والتحريضي والعنيف وفي خطابات رأس السلطة وبعض المسؤولين. هنا يمكن الحديث طويلاً، لكن ليس في مقابلة صحفية.
وأخيراً، هل ستتجاوز المعارضات لسلطة الأمر الواقع هذه المحنة؟ هنا أكرر أن جميع المعارضات من المعارضة السياسية الديمقراطية على المستوى الوطني إلى المعارضة المناطقية كالساحل والسويداء إلى الإدارة الذاتية هي منفعلة وليست فاعلة إلا بمقدار ما يقدمه لها التدخُّل الخارجي. أؤكد أن جميع هذه المعارضات لم تكن في صف المعارضة حتى آذار الماضي- مجازر الساحل- وقسم منها راهن حتى منتصف تموز- مجازر السويداء- على سلوك السلطة، لكن وكما هو واضح بجلاء أنها كرست منطق «من يحرّر يقرّر». الكثير من الأطراف الديمقراطية قدّم الأفكار لتجاوز الاستعصاء، لكن تركيبة هذه السلطة الهجينة من البراغماتية والإسلام السياسي السلفي الجهادي يمنعها ويمنع المعارضة من الانطلاق نحو حلول واقعية.
نحن أمام انقسام أمر واقع غير مثبت قانونياً
* هناك حديث حالياً عن سوريات عديدة: سوريا سنية، وسوريا جنوبية (الدروز) وسوريا ساحلية (العلويون) وسوريا شمال شرقية (الكرد والعرب والسريان) هل نحن أمام هذا السيناريو؟ بمعنى أن سوريا الموحّدة المركزية صارت من الخيال؟
**لا أحد لديه إجابة مؤكّدة؛ أصلاً في العلوم الاجتماعية ومنها السياسة، لا يمكن التأكُّد من الأحداث بيقين، وأكبر نسبة يمكن الوصول إليها هي ترجيح وقوع الاحتمال، أي تغليب حدوثه مع الحفاظ على هامش للشك (انحراف معياري) يخفض أو يزيد نسبة الاحتمال خاصة في الظروف المعقدة، لذلك سورية الموحّدة في المستقبل ليست يوتوبيا، وليست محققة. هناك عوامل عديدة ستلعب في نسبة بقائها موحدة؛ كالتدخُّل الدولي والإقليمي والضغط على الأطراف الداخلية، لكن بلا شك يبقى العامل الداخلي هو الحاسم.
نحن الآن أمام انقسام أمر واقع، غير مثبت قانونياً، لكن من السهل تحوّله إلى انقسام دائم حتى بدون شرعية واعتراف دولي، وقد يصير من الصعب إلغاؤه بدوام السياسات المتبعة.
سلطة الأمر الواقع تتحمل المسؤولية السياسية والجرمية عن التفتت الحاصل، وتتحمّل أيضاً مسؤولية تقديم مبادرات فاعلة وواقعية لجبر الكسر الحاصل، التي تبدأ من الإقرار بالمسؤولية والاعتذار والمحاسبة العلنية للمسؤولين عن الجرائم وجبر الضرر.
يجب أن يسارع السوريون فوراً لإنقاذ أنفسهم من هذه السلطة عبر تنفيذ عاجل لروحية القرار 2254
*هل هذه سوريا التي كنّا نريدُها، وننشدُها؟ سوريا التي دفعت مئات الآلاف من دماء أولادها طيلة أربع عشرة سنة هي الأقسى في كل التاريخ السوري المعاصر؟
**أعتقد لا يوجد سوري عاقل يرغب في رؤية سورية مقسّمة ومنهارة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وخدمياً، فالجميع رفعَ سقفَ التوقُّعات بعد سقوط النظام البائد والإعلان عن رفع العقوبات. لا أحد يعتبر نفسه مسؤولاً ويقبل بهذا الخراب. على السلطة أولاً وعاشراً النظر إلى ما تسببت به سياساتها منذ "مؤتمر النصر" مروراً بمهزلة "مؤتمر الحوار الوطني" ثم بـ "الإعلان الدستوري" الكارثي وليس بمعزل عن المجازر المتنقلة من الساحل إلى جرمانا وأشرفية صحنايا وصولاً إلى السويداء والتحشيد والتجييش على شرق الفرات. والملف للنظر أن رأس السلطة الذي ركز بيديه جميع السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية يشجع منطق الفزعة العشائرية والطائفية ويشكرها.
برأيي يجب أن يسارع السوريون فوراً لإنقاذ أنفسهم من هذه السلطة عبر تنفيذ عاجل لروحية القرار 2254/ 15.
أرى قصوراً في معالجة الوضع السوري من جميع القوى السياسية
*أنت قيادي في «تيار مواطنة» وقد عقد مؤتمره الثامن في أواخر العام الماضي، أي بعد سقوط النظام بعدة أيام، لو تتحدث لقراء صحيفتنا عن هذا التيار بصورة عامة.
**هذا صحيح، عقد التيار مؤتمره العام في 28 كانون الأول 2024 لملاقاة استحقاقات المرحلة الجديدة، وعوّل على براغماتية رأس السلطة، ثم وبعد مؤتمر الحوار الوطني الذي اعتبره انتكاسة ونكوص عن "مؤتمر وطني" يأخذ وقته ولو لأشهر ويضم الجميع، وتكون مخرجاته ملزمة ويصدر عنه إعلان دستوري أو دستور مؤقت، حاول الدعوة لمؤتمر وطني للمعارضة، لكن وبسبب تسارع الاحداث وآخرها مجزرة السويداء يحاول التيار الآن إيجاد طريقة لتنفيذ انتقال سياسي حقيقي سواءً أكان عبر تنفيذ روحية القرار الأممي 2254/ 15 برعاية دولية أو عبر هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحية، تلغي جميع الإجراءات التي نفذتها السلطة (الإعلان الدستوري والحكومة ومجلس الشعب) وتبدأ من جديد من خلال مجلس رئاسي وليس رئيس جمهورية وحوار وطني شامل وملزم ومن ثم انتخابات برلمانية ودستور دائم.
أنا أتحدّثُ هنا باسمي الشخصي، فلست ناطقاً باسم التيار، على أرضية أن للتيار محدداته الوطنية وتحالفاته التي لا يستطيع تجاوزها كما يمكن لي شخصياً أن أتجاوزها بسبب معرفتي بقصور القوى السياسية عن مجاراة الوقائع، وبسبب إحجامها عن التعاطي مع القوى الأهلية ومفرزات الأحداث الأخيرة.
السياسة اليومية والمحلية برأيي أساس للبرامج الاستراتيجية والوطنية وليست عالة عليها وليست تفاصيل عديمة القيمة، فأطنان من الكتب في النظريات تسقط أمام السياسة اليومية التي تحتاج لمعالجات فورية وإسعافية أحياناً، وكل تأخير في التعاطي معها سيسبب تراجعاً في حضور القوى السياسية في المجتمع، على المستويين المحلي والوطني، لذلك أنا أرى قصوراً في معالجة الوضع السوري من جميع القوى السياسية عموماً وتيار مواطنة خصوصاً.
لا أعتقد أن الواقع السوري كان سيجنبنا دخول الإسلاميين قصر الشعب
*بتصورك لو كانت المعارضة السورية بقدر التّضحيات الهائلة التي قدمها السوريون، كنا سنرى أن الإسلاميين هم الذين سيدخلون " قصر الشعب " في دمشق؟
**تحديد المعارضة السورية هنا مهم جداً؛ فالمعارضة منذ سبعينيات القرن العشرين كانت مقسمة إلى وطنية- ديمقراطية وإسلامية وقومية، وجميعها عانت من السحق. وبعد الثورة وجد الإسلام السياسي حاضنة كبيرة بعد الأشهر الأولى من الثورة لأسباب الانقسام العمودي الطائفي والإثني في المجتمع السوري، ولوحشية السلطة، ولتذرر المعارضة الديمقراطية، وللتدخل الإقليمي الداعم للإسلام السياسي. لا أعتقد أن الواقع السوري كان سيجنبنا دخول الإسلاميين قصر الشعب، لكن كان لدينا تصور أن الأربع عشرة سنة من الاستنقاع والتشرُّد والموت قد يجبر السلطة الجديدة على الفهم الحقيقي لمعادلة ولشروط المجتمع الدولي الذي عارض سقوط النظام عام 2015 وسمح لهم بدخول دمشق في 8 ديسمبر 2024، لكنهم لم يفهموا المعادلة.
«تيار مواطنة» من حيث المبدأ مع حق تقرير المصير للكرد في الساحات الأربع
* إذا أعلن الكورد في مناطق تواجدهم عن اتفاق فيما بينهم، ورفعوا شعار الفيدرالية، هل ستؤيدون هذا المسعى، أم لكم رؤية مختلفة؟
**تيار مواطنة من حيث المبدأ مع حق تقرير المصير للكرد في الساحات الأربع، ومعه في سورية، لكننا ندرك تعقيد الوضع السوري كجار لتركيا. أما عن الفيدرالية للكرد السوريين فنحن معهم تماماً، وعن نفسي أتفق تماماً مع تيار مواطنة وأعتبر الوضع الكردي من أهم دعائم الديمقراطية واللامركزية والعلمانية في دولة مقبلة.
وحدة الصف الكردي قضية وطنية مهمة
*ماهو مستوى علاقتكم وتفاعلكم مع عموم الحركة السياسية الكردية في سوريا؟ وعلى وجه الخصوص أحزاب المجلس الوطني الكردي في سوريا.
**تيار مواطنة من أكثر القوى السورية تفاعلاً مع الكرد السوريين سواءً مجلس سوريا الديمقراطية أو المجلس الوطني الكردي وكان في صفوف التيار العديد من المواطنين الكرد.
الآن يعتقد تيار مواطنة أن وحدة الصف الكردي قضية وطنية مهمة جداً ويحاول دائماً تقديم رأيه في هذا الخصوص، وبارك اجتماع أيار بين الإدارة الذاتية والمجلس الوطني. علاقات التيار مميزة في المسار الديمقراطي وفي توحيد المواقف مع تيار مستقبل كوردستان سوريا وهو جزء من المجلس الوطني.
هذه السلطة بفصائلها وتطرُّف قياداتها تشكّل برميل بارود قابل للانفجار
*بعد أحداث الساحل والسويداء والتوترات في شمال شرق سوريا...هل النظام المركزي بات بعيداً عن النموذج السياسي للدولة؟ أم مقاربات ومقايضات في البازار السياسي، ربما تكرّس مركزية الدولة؟
**إذا لم يتغير واقع هذه السلطة جذرياً في معالجتها للوضع السوري، فإن التقسيم مع مخاوف من الانزلاق إلى حروب محلية يبقى مشروعاً. صحيح أن لا أحد يريد حرباً أهلية، لكن ضعف سيطرة هذه السلطة على فصائلها وتطرف قيادات وعناصر هذه الفصائل وتعدّد مرجعياتها السياسية تشكل برميل بارود قابل للانفجار مع كل هزة تحدث. والمشكلة برأيي ليست في المركزية أو اللامركزية، بل في العلاقة مع السوريين كمغلوبين. اللامركزية الآن أمر واقع لكن شكلها الفيدرالي أو السياسي يبقى رهن التجاذبات بين السلطة من جهة والإدارة الذاتية والسويداء من جهة أخرى حتى إشعار آخر.
يمكن لإقليم كوردستان العراق تحقيق نهوض أكبر من خلال زيادة الاستقلالية
* ما هو تقييمك للتطور الحاصل في إقليم كوردستان العراق، والنجاحات التي تحققها حكومة الإقليم على صعيد البناء والتنمية؟
**أعتقد ومنذ 2006 حقق الإقليم تطوّراً مهماً على الصعد كافة بسبب استقلاليته النسبية عن إيران وتركيا، بينما تراجعت بقية المناطق على المستويات الأمنية والسياسية والخدمية بسبب تدخل إيران من جهة وسيادة العدمية السياسية في المناطق السنية. يمكن لإقليم كوردستان العراق تحقيق نهوض أكبر من خلال زيادة الاستقلالية وتقليل الاستقطاب للأطراف الإقليمية والتركيز على البيت الداخلي سياسياً وتنموياً. وقد يكون دخول شمال شرق سورية كحليف مستقبلي نقطة قوة لصالح الطرفين.
تجربة الاعتقال تبقى محفورة في ذاكرة ووجدان المعتقلين
*أنت معتقل سياسي سابق، وقبل أيام رأينا بما يشبه فيلم في سجن صيدنايا السيئ الصيت، حيث الضحايا والسجانون السابقون وجهاً لوجه. لو تعطينا انطباعك عن تجربة الاعتقال.
**تجربة الاعتقال تبقى محفورة في ذاكرة ووجدان المعتقلين، لكن الأهم دائماً تكريسها لصالح معاداة الاعتقال كتجربة مرعبة للفرد وللمجتمع، وتكريس النضال ضد الاستبداد بكل أشكاله، وتكريس الوقت والموارد لمعالجة آثارها على من عانوا منها. مع أطيب الأمنيات بالخلاص من تبعات الاعتقال لكل من عانوا منه.
برهان ناصيف- بروفايل
- سياسي سوري ومعتقل بتهمة حزب العمل الشيوعي لمدة تسع سنوات.
- من مواليد دمشق عام ١٩٦٣ م.
- خريج كلية الاقتصاد جامعة دمشق.
- من موقّعي إعلان دمشق في ٢٠١٥ م.
- عند بدء الثورة كان من مؤسسي «تيار مواطنة»، وحالياً عضو مكتب تنفيذي في التيار.
-ساهم في كتابة أدبيات التيار المنشورة على موقع (مواطنة).