مسرور بارزاني والمستقبل المشرق

مسرور بارزاني والمستقبل المشرق

شيركو حبيب

يقول الشاعر العباسي المتنبي "عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ.. وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ".
منذ صباه دافع عن حقوق شعبه و وطنه على نهج والده و جده، وأصبح له شخصية كاريزمية من التجارب وخبرات عائلته التي تناضل من أجل العدالة و الديمقراطية، بقدراته وقابليته أصبح عضوا قياديا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
حصل على شهادات عليا في السياسة و العلاقات الدولية ويحاول حاليا تكريس كل جهده ليخدم شعبه و بلده و توفير الحياة الكريمة و الأمان و الاستقرار.
يزور بلدان متقدمة للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم و نقلها إلى كوردستان.
إنه مسرور بارزاني رئيس مجلس وزراء إقليم كردستان، الذي أكد حين تولى هذا المنصب على مكافحة الفساد والقضاء عليه، وخلال فترة وجيزة من تولي المنصب ظهر صدق نواياه لمكافحة الفساد.
خلال زياراته الأخيرة للعديد من الدول كانت هناك تفاهمات مشتركة بين الجانبين حول ما يخدم القضايا المشتركة، رغم أهمية جميع زياراته إلا أن الزيارة الأخيرة للملكة المتحدة لها أهمية خاصة حيث قابل كبار مسؤولي الدولة والساسة، وتعتبر المملكة المتحدة من اللاعبين الكبار في السياسة الدولية و تأثيراتها على القرارات العالمية.
فبريطانيا لها علاقات قديمة مع العراق عامة وكوردستان خاصة، حيث كان العراق تحت الاحتلال البريطاني في العشرينات من القرن الماضي، رغم خروجها من العراق إلا أنها كانت لها علاقات و مصالح مشتركة مع العراق.
اليوم بريطانيا لازالت تتمتع بقوتها ومشاركتها الفعالة على الساحة الدولة و يقال "بأن السمكة لاتتحرك في البحر بدون علم بريطانيا" فهي لها تأثيرات على كافة الأصعدة، وعلاقاتها بالكورد كانت بين الكر و الفر، ساعدت لندن الكورد حين الهجرة المليونية ومع فرنسا اقترحتا المنطقة الآمنة، وخلال الحرب على إرهابي داعش ساعدت لندن كوردستان ولها قنصلية في أربيل من أوائل الدول التي فتحت قنصلياتها في الإقليم.
بعد زيارة رئيس مجلس وزراء الإقليم الأخيرة ولقائه مع العديد من القادة و الساسة البريطانيين منهم رئيس الوزراء الحالي و الرئيسين السابقين وعدد من الوزراء و أصحاب الشركات و رجال الأعمال، فتحت صفحة جديدة من العلاقات التي تهم الطرفين، وقد كان السيد بارزاني رائعا و دبلوماسيا محنكا في تعامله معهم فيما يخص مصلحة شعبه و وطنه وهذا ما أدهش وأبهر البريطانيين وسيؤدي لتغيير وجهة نظرهم حول الكورد و كوردستان، حيث كانت سياستهم خاطئة تجاه الإقليم إلا أن هذه الزيارة غيرت الرؤية.
وكانت جميع زيارته إلى الدول خلال هذه الفترة ناجحة وذات منافع و مصالح مشتركة، ولكن لكون بريطانيا من الدول العظمى لذا زيارته كانت لها مغزى آخر.
إن زيارات السيد مسرور بارزاني إلى هذه الدول وتلك تؤكد على أهمية العراق في المنطقة و كوردستان في الخارطة السياسية التي لا يمكن تهميشهما في الواقع الجيوسياسي المسيطر على المنطقة، ويجب أن يعاملان كلاعبين سياسيين في المنطقة، وأن رسالة السيد البارزاني إلى قادة تلك الدول كانت واضحة، رسالة سلام واستقرار في المنطقة وحل الخلافات على مبدأ التفاهم و الحوار البناء، ربما البعض من هنا وهناك يفسرون زيارته بعيدا عن أجنداتها من أجل تضليل الرأي العام في المنطقة حول مغذى و أهمية هذه اللقاءات التي تمت و فحواها السلام و الاستقرار في المنطقة و ضمان الحقوق الكوردية ضمن هذه الدول.
ونختم بما قال الشاعر العباسي
"تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُ".