انتخابات البرلمان الشبابي في الشمال السوري

انتخابات البرلمان الشبابي في الشمال السوري

علي مسلم

تحت شعار نحو غد أفضل، شهدت المناطق المحررة من النظام في شمال وشرق حلب، وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية بدءاً من يوم 23 نيسان ولغاية 25 منه، فعاليات انتخاب البرلمان الشبابي، وذلك تحت إشراف وحدة دعم الاستقرار في الشمال السوري، فقد شمل اليوم الأول من الانتخابات مركز منطقة اعزاز وبعض النواحي التابعة لها (مارع واخترين) تلاها في اليوم الثاني كل من منطقة الباب وبعض البلدات التابعة لها (بزاعة وقباسين) ومنطقة جرابلس الحدودية، فيما شملت فعاليات اليوم الثالث منطقة عفرين لوحدها.
وبغضِّ النظر عن الجهات السياسية التي تقف خلف هذه الفعاليات، فإنها كظاهرة تعدُّ متميزة وجديرة بالاهتمام، فهي من جهة تؤسس لظاهرة انتخابية فريدة من نوعها وسط غياب أي فضاء ديموقراطي انسيابي يشجع على ذلك، ومن جهة أخرى توفر المقدمات الموضوعية لولادة كيانات ديموقراطية ذات طابع اجتماعي مدني، فصياغة الواقع على نمط جديد يحتاج إلى فعاليات من هذا النوع ولاسيما بعد النكسة الشمولية التي تعرّض لها المجتمع السوري جرّاء الحرب الظالمة الذي شنها النظام على الحجر والبشر، والتي أدت إلى فكفكة البنى المجتمعية القائمة، ولعل الفئة الشبابية هي من أكثر الفئات التي تضرّرت من هذه الحرب اللعينة، وقد أشار إلى ذلك التقرير المعد من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مسح قامت به عام 2021، حيث جاء في التقرير "إن شباب سوريا تكبدوا خسائر شخصية فادحة خلال الحرب المستمرة منذ نحو عشر سنوات، ولا يزال يقع على عاتقهم مهمة إعادة بناء وطنهم الممزق".
أما الهدف من انتخاب هذا البرلمان كما افاد به بعض القائمين عليه، فهو خلق منصّة شبابية واعية من أولوياتها تعزيز دور الشباب في المجتمع، والسَّعي إلى توحيد جهود الجميع للخروج من فوهة الزجاجة، وتوفير مناخ ديموقراطي يُمهّد لغد سوري أفضل، ومناقشة القضايا المجتمعية العامة من اقتصادية وتعليمية واجتماعية وسياسية.
ويتألف هذا البرلمان من بعض الفرق النوعية الناشطة اجتماعياً في المناطق المعنية، إلى جانب شخصيات أخرى مستقلة، وإعلاميين أحرار واكبوا عن قرب تداعيات الأحداث يوماً بيوم.
يُذكر أن أول برلمان شبابي سوري تم انتخابه في اسطنبول عام 2013 وكان عدد أعضائه 120 عضواً، وقد مثلوا كلَّ الكتل الثورية والسياسية الشبابية في كل المحافظات السورية.