رسالة وجع

رسالة وجع

عبدالحميد جمو

إلى من سلبوا منا القرار واستولوا واحتكروا السياسة، وهم معجونون من الأوهام ومصنوعون من السراب، ليعوضوا عقدة نقصهم صبوا جام غضبهم على الشعوب التواقة للإنفتاح والأمل.
وإلى الشرقيّ التائه في متاهات المصالح بين دهاليز السياسة.
السياسة الغربية تهدف إلى قتل الشرق واستنزافه الأموال الغربية رغم إنها تجنيها من الشرق لكنها تخلق الفتن والنعرات بين أبناء الشرق الإشارات على وضع أحجار لا بل صخور عثرة في طريق صحوتك كثيرة والدلالات أكثر، وأنت أيها الشرقي المتباهي بالتاريخ والمعول عليه، والمفتخر به وبملاحم ومآثر الأجداد، ألم تتعظ من الويلات والكوارث التي ألمت بك أم أنك فقط متشدق تعيش في جلباب أجدادك، تحيا على أوهام الماضي ولازلت تنبي آمالك عليها بجمود دون حراك.
لم لا تسترجع التاريخ إذاً، لا أطلب منك الغوص في أعماق العصور، إنما فقط كمثلين حيين قربين، فلو تبحرّت على سبيل المثال في إتفاقية (سايكس بيكو. سازونوف) الثلاثية، والتي اُسقطت منها اسم ممثل الإمبراطورية الروسية بداعي أن الثورة البلشفية أخرجت حقيقة الإتفاقية من أقبية الظلام للعلن، والحقيقة أنها انسحبت لعدم تلبية طموحها في السيطرة على الرقع الجغرافية الطامعة بضمها لها، ومن اهمها كوردستان والقسطنطينية ومضيقا البوسفور والدردنيل وبعض المدن الايرانية.
فمُنحت الولايات الأرمنية وجزء من كوردستان ضمانا لإسكاتها. مع ضمان اسقاطها من الملفات الدولية لعدم المطالبة بها، وإعتبارها جزء من أجزاء الإمبرطورية الروسية.
وكذلك الكلمة المشهورة التي قالها رئيس دولة عظمى: (نجحنا في نقل الحرب إلى أعدائنا) وإن فكرنا قليلا وتسألنا لمصلحة من تعمل أمريكا وهي التي تحتفل بعيد الاستقلال لأستنتجنا أنها لاتزال تعتبر من ولايات بريطانية.
فمن كان يقصد بالأعداء، ولماذا إتجهوا إلى شرقنا؟ وإحتكروا حتى الهواء، وزرعوا بيننا النعرات والتناحر؟
السؤال الأكثر إلحاحاً: لماذا ينجر الشرقى إلى مستنقعات الجهل ولا يعمل عقله.. ألم تفكر أيها الشرقي من هم الأعداء الذين تقصدهم هذه المقولة؟
هل ما تعرض له الشرقي من تهميش في ظل حكوماته المفروضة قسرا، يعطيه الحق في أن يفرّط في أوطانه؟
أ لست أنت من تروي قصص بطولية واستئثار عن اللُّحمة والوطنية والإتحاد، وتقول تأبى العصي إذا تجمعت؟ إذاً أين أنت من الوحدة وما تخلقه من القوة أيعقل أن تظلم أبناء جلدتك وأنت أكثر من ذاق الظلم؟
لماذا نلجأ دائما إلى معالجة الخطأ بخطأ أكبر ولا نكلف أنفسنا عناء إيجاد الحلول؟
ما الذي يميز الغربي عنك حتى تستقوى به فيستغلك؟
أيها الشرقي حينما تفضل مصلحة المجتمع على مصلحتك الفردية، وتعترف بأخطاؤك وتبدي على نفسك من هو قادر بإخلاص على قيادتك وإيصالك لبر الأمان، وتبتعد عن التكتلات والدسائس، ستخلق ديمقراطية تعجز أعتى الدول عن تحقيقها وممارستها، إن ما تعانيه مرض فيروسي زُرع في كيانك واستفحل والترياق بين يديك والخيار لك.
فقط تنقصك العزيمة والفكر السليم والتأني قبل إتخاذ قرارات مصيرية مفصلية، إذا تسرعت في قرارك فيها تكون نهايتها وخيمة وكارثية، تنعكس سلبا على الأجيال القادمة وسيجنوا منها الخيبات وتبقى أنت تنال اللعنات.